الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة الاداء الحكومي (5) : الأبتعاث الخارجي لطلبة الدكتوراه والماجستير

احمد جليل البياتي

2020 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قد يعتبر الابتعاث الخارجي لطلبة الماجستير والدكتوراه احد خيبات الأمل الكبيرة في الاداء الحكومي. فلم تقم الحكومة بدور فعال لتقييم تجربة الابتعاث الخارجي والادهى والامر أنها لم تقم بأحتواء من صرفت عليهم الملايين بعد عودتهم الى العراق عدا بعض المحاولات الخجولة من هنا وهناك. حيث لم يتمكن معظم المبتعثين من استثمار معلوماتهم ومعرفتهم في تطوير واقعهم ومحيطهم. وهكذا ذهبت المليارات وتعب السنين وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. السؤال الأهم في هذه التجربة, هو لماذا الابتعاث؟ قد يكون الهدف الاول من الابتعاث الخارجي هو كسب مهارات ومعلومات الدول المتقدمة وتوضيفها فيما يخدم العراق ويحققة نهوضه الحضاري. بالتالي الابتعاث يجب ان يكون مبني على دراسات تبين الاختصاصات التي يجب ان يدرسها الطالب وحتى البحوث التي يقوم بأجرائها وبعد ذلك تبين كيفية توظيف هذه المهارات بعد عودة الطالب بما يحقق عائد حقيقي على الاستثمار. هذا كله لم يحدث للأسف.
ارسل طلبة الدكتوراه والماجستير على نفقة الدولة وساهم معظمهم في بحوث ودراسات تخدم الدول التي درسوا فيها اكثر مما تخدم العراق. مثلا" احد زملائي كان بحث الدكتوراه الخاص به يتعلق باجهزة الاستشعار التي لا وجود لها بالعراق وبالتالي استفادت منه الدولة المستضيفة ولم يستفد منه العراق. الأمر المهم الثاني هو المستوى الاكاديمي لبعض البحوث والطلبة المتخرجين حيث رجع بعض طلبة الدكتوراه الى العراق و لم ينشروا بحث علمي في مجلة رصينة مما يضع الف علامة استفهام على شهادتهم.
شهادة الدكتوراه تمنح لشخص يقوم باكتشاف او ابتكار امر يضيف للمعرفة العلمية شيء جديد. الدكتوراه بطبيعتها ما هي ألا لبنة اضافية على الهرم المعرفي. وهنا أتسأل ان كان العراق في اسفل الهرم المعرفي فهل تنفعه اضافه على الهرم المعرفي, الجواب لا. نحن بحاجة اولا" للحاق بركب الحضارة بمعنى بحاجة لتبني ادوات المعرفة والحضارة الموجودة حاليا". في ضوء ذلك, يتضح ان الأبتعاث الأكثر اهمية هو أبتعاث طلبة البكلوريوس وليس الماستر والدكتوراه. قد يكون ذلك ممكنا عن طريق برنامج اثنين في اثنين حيث يدرس طلبة البكالوريوس سنتين في الجامعات العراقية والسنتين الاخيرتين في الجامعات الغربية المتطورة مما يساهم في تطوير الجامعات العراقية ايضا وذلك يزيد من عائدات الاستثمار. الابتعاث في مرحلة البكالوريوس لايجب ان يكون عشوائي وانما مبني على دراسات. أغلب الظن ان العراق بحاجة الى المعرفة الأقتصادية والأدارية وبعض الاختصاصات الهندسية والطبية.
الاستفسار الاخير, هل تعلم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انه كان بأمكانها ان تجلب افضل اساتذه العالم للتدريس في جامعاتها وخصوصا في فصل الصيف باستثمار اقل من الاستثمار على الابتعاث الخارجي. وهل تعلم ان الاساتذه في الجامعات الغربية, على الاقل في الولايات المتحدة, يتهاونون في منح الشهادة لطلبة العالم الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات