الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا والأنا

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 7 / 21
الادب والفن


طَرَقْتُ بابَ لاوعيٍ
ولم يُجبني أحد
فدفعتهُ؛ وولجتهُ؛ فوجدتهُ
على عكس ما توقعتُ
صمتاً مُريباً
يُطبق على فضاءٍ بلا مُنتهَى
صَمْتهُ، من خرائبِ الأنفس المحطمةْ
فهذى استفساراتٌ، أبدا لا تهدأ
وأبدا لا تُشتَهى.
وهذا مكانٌ، بلا امتدادٍ أومدى
وذاك فراقٌ، بلا سياقٍ أو سُدى
فراغهُ، خَيّمَ عليه رُعبُ السكونِ
عرشهُ، محكومٌ بمكر الآلهةْ
عرشٌ، يعصفُ ريحا صرصرا
في ركنه اللانهائي، حيزٌ
ينتحب بلا أنينٍ أوصدى.
في ناحيته السرمدية
أرضٌ، بلا تحفظاتٍ مُربكةْ
تجمعت فيها كل الأنحاءِ
شكّلت قوةً ناعمة .. داعمةْ
بلا غاياتٍ مُغرضةْ .. بلا حُراس
بلا خوفٍ محدبٍ، أو ميولٍ مقعرةْ
ولآتٍ حيرى، عن شقراءٍ فاتنة
تلك كانت حبيبتي بالغيبِ
رُحتُ أُهامسها وأناجيها:
أيناكِ مولاتي.. طال البعاد
حبيبتي، أنتِ كما أنتِ
كما كنتِ ولازلتِ
امرأةٌ مسكونةً بالحُسنِ
شفافةً كالجليد والألماس
مأهولةً بلمعةٍ تَحْبِسُ الأنفاس
لا، لا..
أنت امرأة من نار
نعم من نار..
نارٌ تغارُ من نارِها كل نار!
لا تنطفئ بَغْتةً وهي شامخة.
وما إن سَأَلتُ السرابَ بجَرعاتٍ صامتة؛
أمعنَتْ هي في مُساءلة عذاباتي
ووجَدْتُني؛ أهمسُ لطيفٍ عابرٍ كاغتراب أنَّاتي
برموزه الشائكةْ؛ وسكتَتِهِ الصاخِبة
فتَمفْصَلتْ لانهاياتي
بعيداً عن سطوة المصير
بمِزاجهِ البِكر
وملاحقاتِه الذابلةْ
وغدهِ المُترع بعصف الغطرسةْ.
طيف صورتها الصامتة
فيه معالمٌ، تنتحر بلا أفنيةْ
بلا صحارٍ مُبعثرة ، أو شواطئٍ محرمةْ
بلا ماءٍ آسِنٍ، أو جراحٍ نازفةْ
طفَت على سطحه، ممالكٌ بلا تخومٍ
بلا عروشٍ مُتخمةْ
ناءت بسكتتها الأبنيةْ.
مسيراتها: عكست مراياها ..
أطيافَ فكرةٍ طوطميةْ
أبحرت بلا أشرعةْ
على متن التفاتةٍ
متشحةٍ بوسمٍ من نُكران الذات
ولم تُعرها انتباها ..
تلك الالتفاتة الحيرى
بين همزات الوصل
ومرارةِ نصل صديقٍ مسموم
دخل يوما ما؛ دهاليزَ الحكمةِ
وأنفاق الفلسفات الوجوديةْ
فانصهرت سيرتهُ الذاتيةْ
في أتون الأفكار
بلا شرودٍ أشِر، بلا جمودٍ ذابل
وجانبتها الفضيلة؛ بلا ركامٍ متهالكٍ
أو نفاقٍ من رخام
بلا لونٍ مُرتجل، أو رائحةٍ من فَناء
بلا هفوةٍ حُبلى بالانكفاء المتعالي
فباتت مواضيعها الناعسةْ
بلا خلوةٍ من قطيعةْ
بلا طعمٍ من شقاء، أو رغبةٍ في البكاء
وجُنّ رصيفها الماجن
بكل أعمدة الإنارة
فبات، بلا مسافرين أو لافتات
بلا حقائب، أوصكوكٍ، أو إذاعةْ
بلا زوايا، بلا قهوةٍ، أو توترٍ أو إثارةْ
وفجأة؛ انقشع الصمتُ، عن عجوزٍ
بدا وكأنه، ضائعٌ
يرتدي أدلةَ البراءة
بلا شهود الزور .. بلا أقنعةْ
يحتسي بعضا من كبرياء
يقتات على شواهدٍ مُقْنِعةْ
يحيا بلا لحظةٍ مُحرجةْ
بلا امرأةْ
بلا وضوحٍ
بلا لمسةٍ مُفعمةْ
فاقتربتُ منه
فبدا وكأنه ينتفض
وهو يتفقد، مستودعَ الأسرار
وبعدما أحصي صوامعَ الغلالِ
بدا وكأنهُ ..
ينشغل، بصياغة فروضٍ بديلةٍ
أو صِفريةٍ غير متوقعةْ
ليحل بها، مشكلة حذائه الشتوي !
بدا وكأنه، يتلمسُ حلولا توافقية
تربط عالمه الإفتراضي، بجميع الأطراف!
بدا وكأنه، يتحسس دروبا من عدم
أو يبحث عن أملٍ مدفونٍ
في مقابرِ الإحباط
أو عافيةٍ مفقودةٍ بحانات الهوى
أو طريقةٍ للتواصلِ مع الأموات
عندها، اقتربت منه أكثر فأكثر
لامستُهُ باحتراسْ
فوجدتُ الأنا لي أنا
وأنا المُصابُ بذاتهِ
وذاتي أنا
بلا أنفاسْ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس