الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن إعزاز؟؟؟... لا أدري...

غسان صابور

2020 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


وعــن إعـــزاز؟؟؟... لا أدري...
لي صديقة فيسبوكية.. مثقفة... بورجوازية... من الطبقة الفوق وسطى حتما.. متزوجة.. عدة أولاد.. جامعية حتما.. والزوج.. مثقف جامعي.. حياة معيشية مؤمنة رغيدة.. منظمة.. من طريقة لبسها المتزنة الجميلة.. وماركات ألبسة بناتها.. تعيش بمدينة سورية كبيرة (لا يوجد فيها أية آثار داعشية)... سألتها عن "تفجيرات مدينة إعزاز السورية"...وكان جوابها الآني.. أنا لا أتابع الأخبار المزعجة... تكفينا ضائقات وكركبات الحياة اليومية.. بصيغة ديبلوماسية أنعم من كتابتي الصريحة الواقعية الحدثية... مما يعني أن سيدة البيت البورجوازية الجميلة الرائعة... لا تهتم بما يجري بالبلد.. حاصرة اهتماماتها ببيتها وتربية ورفاه أولادها وراحة زوجها...والذي يطالع أو يسمع الإخبارية السورية.. وسانا.. من وقت لآخر... صورة كاملة للعائلة السورية (النظامية) الكاملة Super Class..
طـمـأنت صديقتي.. بأنني أحترم اختياراتها.. بكل فولتيرية... ولكنني لست موفقا شخصيا عليها... لأنني أدين نفسي بقوة.. إذا ما تراجعت عن انتقاد الضلال والضيم والخطأ.. وعدم الاهتمام بالانفجارات.. أينما كانت بأبة قرية أو حاكورة.. ببلد مولدي.. أو بأي مكان بالعالم... وخاصة إن تسبب بتيتيم أرامل وأولاد.. على يد عصابات مجرمة آثمة... لأن الصمت والحياد والانعزال.. عن أبسط جريمة لاإنسانية... مشاركة بالجريمة... وأفهم وأحافظ على اعتقادي.. أن تربياتنا الانعزالية.. وابتعادنا عن التعبير والصراحة والانتقاد.. والمشي دوما بالخط الأبيض المستقيم.. بالإضافة إلى عاداتنا وتقاليدنا ودياناتنا ومعتقداتنا التي تؤله السلطان.. وابن السلطان.. وحتى حفيد السلطان... وخاصة لا تتخل بالسياسة...كانت السبب الحدثي الأهم لضياع هذا البلد.. وهيمنة داعش.. وأبناء داعش.. وحلفاء داعش.. على جور سوداء عجيبة غريبة.. بهذا البلد.. وجزء من شعب هذا البلد.. ومقاتلين سيافين قتلة لاإنسانيين.. جاءوا من غابات المشرق والمغرب.. وزواريب الأحياء الزنانيرية من عدو مدن أوروبية... ظنوا أن القتل على الأرض السورية أو العراقية.. تقربهم من عشرات حوريات الجنة...
نعم كان حياد غالب شعب هذا البلد... وعادات شعب هذا البلد.. وبرمجة Formatageشعب هذا البلد حتى الراحلين منه من عدة عقود.. من حكام أصبحوا أنصاف آلهة.. منذ خمسين سنة.. اعتنقوا ديانة الصمت والحياد وتأليه الحاكم.. كل حاكم... كان جزءا هاما.. من كل البلاوي والكركبات التي أصابتنا.. خلال الخمسين سنة الفائتة... وخاصة السنين العشرة الفائتة... حيث أصبح الفساد والتشبيح والفهلوة والسرقة والتجويع... أقوى من أي قانون محلي أو دولي... وأتذكر أيام فتوتي وشبابي.. وبداية رجولتي عندما ألتقيت بالفتاة التي اخترتها.. بنهاية الخمسينات من القرن الماضي.. بعد أن مضيت عدة سنوات بسجن (سياحي) معروف على هضبة دمشقية ساحرة.. وأردت الزواج منها.. أعترض جميع أقربائها باللاذقية منبهين أمها... حذرا... حذرا.. حذرا.. أبن صابور هذا... خطير جدا.. إنه خريج سجون.. وهو يتعاطى السياسة.. (انتبهوا لفعل يتعاطى) مثل يتعاطى المخدرات.. أو يتعاطى السرقة.. أو القتل... ولكنني أطمئن القارئة والقارئ... أننا تزوجنا... ونحن نعيش اليوم.. مع بناتنا وأولادنا.. وأحفادنا... وأحفاد أولادنا.. بــفــرنــســا... وأعتقد أنهم مثلي لا يغيرون هذا البلد... لــقــاء أية جــنــة...
ولهذا السبب... كان تطبيع حكام هذا البلد.. ضد السياسة.. وإبعاده عن الحقائق الحقيقية.. وتعتيم كل حقيقة... ما زال يموت سوريون أبرياء... بمدينة إعـــزاز... وغيرها من المدن الــســوريــة...
صديقتي... صديقتي تحب بلدها.. ومدينتها.. وعائلتها.. وطمأنينتها... كغالب البشر...وخاصة الذين لا يسمعون أصوات الانفجارات... ولا يرون أشلاء القتلى من الانفجارات الآثمة... وخاصة من لم يــروا داعشيا واحدا.. سوى ببعض الأفلام الهوليودية المدروسة... وتركوا داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش... يفجرون آثار تدمر... يفجرون سوريا.. ناشرين شريعتهم وانحرافاتهم واعوجاجاتهم القبلية والدينية الموروثة من مبادئ العصور الحجرية المجنزرة... تــنــخــر كل شروش هذا البلد وحضارته التي تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة... مع مزيد حزني وألمي ويأسي وبأسي...
بالإضافة أن جميع عنتريات الجوار.. وغير الجوار.. تقوم بكل تجارب عنترياتها باختراق أجوائنا وحدودنا... مسببة حفنات من القتلى والأذى والخراب.. بدون أي رادع... والجواب دوما.. خطابات وكلمات ومنفخات عنترية وهمية... لا تحرك.. ولا تمنع.. ولا تحمي أي شــيء... والأصدقاء والعرابون... يتفرجون... يتفرجون.......
***************
عـلـى الــهــامــش
ــ من تجربتي الشخصية :
منذ أكثر من نصف قرن...كلما كتبت أو تكلمت عن حقيقة حقيقية... فقدت صديقا.. أو نـصـف صديق.. وكلما تابعت وثابرت بالدفاع عنها... أعرف بأني ســأفــقــد العشرات منهم.. ولكنني بطبيعة قناعتي ومعتقدي.. أفضل العزلة.. عن المشاركة بالخطأ.. والصمت عنه... ومن أقدم تربيتي وتجربتي الشخصية.. أن الصمت عن الخطأ والجريمة... مشاركة مدانة بالخطأ بالجريمة...
نقطة على السطر... انتهى....
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى