الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الفنانة التشكيلية شرين داوؤد

رونيدا احمد

2020 / 7 / 22
الادب والفن


الفنانة التشكيلية شيرين داوود،اهتمت بالفلكلورالكردي وخاصةً بأعمالها المجسّدة للمرأة الكردية الغنية بالإكسسوارات ولباسها بألوانها الزاهية.. فريشتها الملوّنة والمترجمة لأحاسيسها والتي تنقلها من مكان لمكان بحرية وخاصةً في الفلكلور.
فكان لنا هذا الحوار:
رونيدا : هل أعمالك من وحي خيالك أم هي تصويرية مستمدة من واقعك؟ وفي أي مجال من عالم الرسم تبدعين؟
شيرين : كنت أرسم من خيالي..لكن الآن أعتمد على الواقع حيث أن كل معاناة تمر بنا تمثل جزءاً من واقعنا ولهذا فإن أغلب لوحاتي تندرج تحت المدرسة الواقعية وأحياناً تعبيرية .
رونيدا : يلاحظ أن طابع الفلكلور الكردي طاغ على أعمالك المجسدة للمرأة.ماسبب ذلك ؟
شيرين : حين بدأت أرسم بالألوان على القماش أحببت أن أرسم جزءاً من البيئة الكردية التي ترعرعت فيها والتي تمتاز بجمال خاص بنظري..وبحكم معيشتي في ألمانيا حالياً،أحببت أن أنقل للأجانب صوراً عن تراثنا وفلكلورنا وأزياءنا الكردية وهو مايلقي ترحيباً من باقي الشعوب ويبعث فيهم الفضول للسؤال عن عاداتنا وتقاليدنا.
رونيدا : عندما ترسمين جسماً عارياً،إلى حد ما هل تواجهين عاصفة من النقد؟وهل الجسد العاري جزء من مشروعك ؟
شيرين : أرسم الجسم العاري أحياناً وليس دائماً ويكون تركيزي على جمالية تشريح الجسم البشري ونقل الفكرة من خلال حركة الجسم والهدف من اللوحة.. قليلاً ألقى نقداً من المتابعين للوحاتي الشبه عارية وأطلب منهم عندئذ التركيز على جمالية اللوحة والفكرة منها وليس العري..
لكن أغلب لوحاتي تمتاز بالوجه الفلكلوري والأزياء المحتشمة .
رونيدا : لم تحولت في الفترة الأخيرة من عالم ألوانك الزاهية الفرحة إلى عالم لون الدم وخاصةً في لوحة الشاب الصغير بارش ؟
شيرين : نظراً لظروف الأخيرة التي تمر بها مناطقنا الكردية والأحداث التي جرت فيها فإنني أرسم لاإرادياً الواقع المرير الذي يغلب عليه الدم والمجازر التي ترتكب بحق شعبنا الكردي..لذلك يبدو ذلك جلياً في لوحاتي.
رونيدا : هل أخذت مأساة شنكال حيزاً ما من لوحاتك ؟
شيرين : نعم ..أظن أن كل كردي قد تأثر بمعاناة شنكال والكارثة التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق أشقائنا في شنكال..لكل فنان ريشة ساهمت في نقل تلك المجزرة والكارثة للعالم والمجتمع الدولي الصامت..وكانت لي تجربة متواضعة في رسم ملامح تلك الجريمة من خلال كم لوحة أثارت أعجاب الألمان مما دعاهم إلى مشاركة تلك اللوحات في معرض خاص..كما قمنا نحن الفنانين في جمعية رنغ آرت بإقامة معرض خاص بالذكرى السنوية الأليمة لتلك الفاجعة(جينوسايد شنكال)في مدينة هانوفر.
رونيدا : ما قصة لوحتك قطف الرمان ؟
شيرين : لوحة قطف الرمان من اللوحات المحببة لدي فهي تبين جمال طبيعة كردستان ومواسم قطف ثمارها..ولها طقوس معينة خاصة في كردستان ايران والتي أحلم بزيارتها يوماً ما لأرسم من جمال جبالها وأنهارها.. وكنت أتابع صور تلك النسوة من الكرد وهن يقطفن الرمان وهذا مادفعني لرسم تلك الفتاة وهي تحمل الرمان .
رونيدا : أية فكرة وراء لوحتك التي يبدو فيها عجوز طاعن في السن وهو يزين رأسه بوردة ؟
شيرين : أجمل مايلفت نظري ويشدني لحفظ الصور أو التقاطها لنقلها لرسم فيما بعد هي ملامح المسنين التي تظهر فيها التعابير الجليّة التي تحمل زمناً وتاريخاً كاملاً..ورسمة الرجل المسن وهويزين رأسه بوردة هي لصورة كانت منتشرة على الأنترنت وشدني لها جمال تعابيره والتفاؤل والطيبة الظاهرة على وجهه المتعب والمنهك من طول السنين والمعاناة .
رونيدا : لوحتك عشق ممزوجة بألوان الربيع والحب ماقصتها ؟
شيرين : أجمل مايمثل الحب هو العناق..ولوحة عشق هي تعبير واضح عن مدى الحب والدفىء في اللوحة من خلال عناقهما الذي ينبع عنه الربيع الذي أعتبره من أجمل الفصول..حين يعشق المرء يجد كل الفصول ربيعاً وهذا المقصد منها .
رونيدا : أية لوحة من لوحاتك تشدك أكثر؟ ولِمَ ؟
شيرين : كل فنان يجد لوحته كطفلة ويعتني بها ويتعلق بها كما لو كانت من أبناؤه رغم عيوب تلك اللوحة والنواقص التي فيها..لذا أغلب لوحاتي غالية علي خاصة لوحة الرجل المسن الذي يجلس بجانب الجدار وهو متكىء على عكازته..لاأعلم ذلك الإرتباط .
رونيدا : هل سيكون الشاب المتفائل بالمستقبل في لوحاتك كالفتاة المتفائلة في لوحاتك ؟
شيرين : حين ترون التفاؤل في لوحاتي في صور الفتيات الكرديات فإن الشباب هو طاقة كبيرة لدينا في سنوات أصغر وهي مرحلة الجمال والتمتع بالحياة ومن المؤكد أنه يشمل الفتيات والفتيان.. أما المسنين في لوحاتي تظهر على ملامحهم تعابير التعب والعمر والهموم.. كل مرحلة عمرية تمنحنا طابعاً خاصاً بها .
رونيدا : الإبداع نتاج المعاناة التي نمرّ بها..ترى:هل لمشاكل الفنان الخاصة ثمة تأثير في تكوين لوحاتك ؟
شيرين : بالطبع..كل إنسان يمرّ بظروف قاهرة ومايميز الفنان سواء في مجال الموسيقا أو التمثيل أو الرسم أن بإمكانه أن ينقل تلك الظروف وذلك القهر إلى عمل فني مبدع كأغنية أو لوحة..
كنت أسمع دائماً أن عالم الفن يساعد الفنان على تجاوز تلك الأزمة وهذا فعلاً ماوجدته من خلال جلسة فنيّة مفردة مع لوحتي ونقل ذلك الألم النفسي إلى عمل فنّي يتواجد فيه صورة مخفيّة لملامح الفنان الحزينة..وكذلك نفس الشيء أثناء الفرح..وحينها تظهر تلك الملامح خلال اللوحة التي سيلاحظها فيما بعد من يشاهد العمل الفنّي .
رونيدا : هل على الفنان أن يبدأ بالمدرسة الواقعيّة لتكون لديه مرجعية أساسية؟ وهل ستبقين طويلاً في المدرسة الواقعيّة ؟
شيرين : أعتقد أولاً أنه يجب أن يتجاوز الفنان مرحلة المدرسة الواقعيّة..اذ لايجوز أن يسمي نفسه فناناً إذا لم يتمكن من الرسم بمراحله..حينها يمكنه تجاوز تلك المدرسة إلى مدارس أخرى وطرح أفكاره وأسلوبه الخاص في الرسم..
بالنسبة لي لم أشبع بعد من هذه المدرسة ومن رسم ما أحب نقله بشكل مباشر ومفهوم للعالم من خلال المدرسة الواقعيّة.
رونيدا : مارأيك بالفن التشكيلي الكردي ؟وهل وصل الفنانون الكرد إلى العالمية ؟
شيرين : أعتقد أن الفن التشكيلي الكردي قد تطور كثيراً بفضل التكنولوجيا والأنترنت والإنفتاح على باقي المدارس في العالم الأوربي..كما أن انتشار القنوات والمواقع الكردية ساعد في نشر تلك اللوحات وأبرزت أسماء أصحابها وأساليبها الخاصة وسلطت الضوء على المواهب الكردية الجديدة..وأظن أن الفنان الكردي استغل الظروف الراهنة في بلاده لنقلها للعالم من خلال مواقع التواصل الأجتماعي ومن خلال الجمعيات الفنية التي أولت اهتماما خاصاً بفنانينا الكرد.
الفنانة التشكيلية شيرين داوود في سطور:
الفنانة التشكيلية شيرين داوود مواليد القامشلي-سورية من عائلة كردية وتقيم الآن في هانوفر-ألمانيا..خريجة جامعة دمشق في الأدب الأنكليزي، درست ومارست الفن في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية-دمشق- سورية،وهي عضوة في جمعية رنغ آرت في ألمانيا.
شاركت في معارض مركز أدهم إسماعيل وتم تكريمها لمرتين متتاليتين من قبل مركز أدهم إسماعيل 2010،وعادت لنشاطها الفني لاحقاً بمعرض فردي في عام 2017 في هانوفر-ألمانيا بمناسبة عيد المرأة العالمي. وفي العام 2018 شاركت في المعرض التأسيسي لجمعية رنغ آرت في زيغ بورغ. وفي العام 2019 شاركت في المعرض الجماعي المشترك مع فنانين من ألمانيا وإيطاليا والبرازيل في مدينة هانوفر-ألمانيا. وشاركت أيضاً في العام 2019 في المعرض الجماعي لجمعية رنغ آرت بمناسبة مأساة شنكال. وشاركت أيضاً في المعرض الجماعي في مدينة كريفيلد- ألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح