الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة سياسية لم تعرف الهزيمة!

ممدوح نيوف

2020 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الحكمة: نتعلم قليلاً من النصر وكثيراً من الهزيمة. لكن يجب أن نكون قادرين في حال الهزيمة على الاعتراف بها أولاً تمهيداً لاستخلاص العبر والدروس منها. لكن إن منعنا كبريائنا، بل وجبروتنا، من ذلك ، فهنا تكون الطامة الكبرى. ما ينطبق على ذواتنا ينطبق أيضاً على الأنظمة السياسية وحكوماتها. وإن تحدثنا عن الأنظمة غير الديمقراطية على وجه الخصوص، نلاحظ أن مفردة ʺالهزيمةʺ غائبة غالباً عن قاموس خطابها السياسي، إلا لوصف ما تدعي بأنه ʺ فشل مخططات الأعداءʺ.
سواءً كانت آيديولوجيتها دينية أو قومية أو شيوعية، إن هذه الأنظمة غير الديمقراطية متمرسة في قدرتها على ʺتجميلʺ الهزائم وادعاء الانتصارات. أولاً، لأنها تختصر الأمة ومقوماتها في شخص ʺالقائدʺ. بالتالي مهما بلغت الخسائر المادية والبشرية، فإنها تبقى جانبية طالما أنه ونظامه ما زالا على راس السلطة. ثانياً، يبقى دعم ونشر الإدعاء بالنصر ممكناً طالما أن إمكانات وموارد الدولة موضوعة في خدمة تسويق هذه الفكرة لدى الرأي العام المحلي والدولي. لن تجد هذه الأنظمة صعوبة تُذكر في حشد أقلام وألسنة بعض المحللين السياسيين والكتاب والمثقفين والأكاديميين لتقديم الوضع الكارثي الحاصل على أنه ʺنصر على أعداء الشعبʺ، فيقلبون الحقائق ويزورون المعطيات أمام الرأي العام. وقد لا تستعين بمتحدثين محليين فقط ، بل تلجأ إلى أشخاص من دول مجاورة أو ناطقين بلغات مختلفة، أما تمويل كل هؤلاء فيأتي من أموال دافعي الضرائب أي الشعب.
شعوب بأكملها باتت غير قادرة على النهوض، منهكة، متفرقة ومتشردة، لم تعرف إلا العقوبات الاقتصادية أو الحروب أو الاستبداد، بُددَت ثرواتها المادية والفكرية نتيجة سياسات داخلية وخارجية متهورة، غير مسؤولة، رسمها ويرسمها أشخاص فضلوا التخندق الآيديولوجي باهظ الكلفة بدلاً من العمل على تحقيق رفاهية شعوبها وإقامة بنى تحتية وفوقية راسخة.
لقد زرعت هذه الأنظمة من الأمراض الاجتماعية ما يكفي لاستدامة الانقسام المجتمعي لعقود حتى ولو فقدت السلطة سلمياً أو عنفياً. جاءت سياساتها على أرض الواقع بنتائج معاكسة لكل ما رفعته من شعارات مرحلية أو طويلة الأمد: زيادة الانقسام إثنياً وطائفياً بدلاً من التوحيد، علمانية شعاراتية مزيفة، تفاوت اجتماعي عميق بدلاً من العدالة الاجتماعية، رهن القرار الوطني بدلاً من استقلاليته، وفوق ذلك كله أصبح توريث السلطة للأبناء منهجاً كما في الأنظمة الملكية!
إنها الهزيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح