الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرائق والتفجيرات في إيران واحتمال نشوب مواجهة في المنطقة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2020 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


وقعت سلسلة من الحرائق والتفجيرات الغامضة في عدد من المنشآت المدنية والعسكرية الإيرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية شملت مجمع" نطنز " لتخصيب الوقود النووي، ومصنعا للصواريخ، وإشعال النيران بسبع سفن في ميناء بو شهر، وأدت إلى وقوع خسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة. وعلى الرغم من إعلان إيران رسميا أن هذه الحرائق والتفجيرات لم تكن أحداثا أمنية، ولم تنجم عن هجمات سيبرانية، إلا ان معظم المراقبين يعتقدون انها سواء كانت هجمات سيبرانية أو تم تنفيذها عن طريق عملاء في الداخل الإيراني، فإنها ليست عشوائية، بل مدروسة جيدا ومنظمة ومحسوبة النتائج، وإن إسرائيل تقف وراء بعضها على الأقل خاصة الهجوم على مجمع " طنز" النووي وحرائق السفن في ميناء بو شهر، وإن حادثة اعتراض طائرات مقاتلة أمريكية لطائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية يوم الخميس 23/ 7/ 2020 ستزيد الوضع تعقيا وخطورة.
أحداث الحرائق والانفجارات واعتراض الطائرة الإيرانية ليست سوى جزءا من الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية لزيادة الضغط على إيران التي تعاني من جانحة كورونا، ومن الحصار الاقتصادي الشديد المفروض عليها، وكرسالة واضحة لها مفادها انها معرضة للخطر، وإنه يمكن الوصول إلى منشآتها النووية والصناعية الحساسة وحتى وسائل مواصلاتها المدنية ومهاجمتها وتدميرها؛ لكن هذه الاستراتيجية العدوانية الأمريكية – الإسرائيلية في مأزق؛ فأمريكا انسحبت من الاتفاق النووي تلبية لرغبة إسرائيل، وقامت بحملة شرسة ضد إيران في جميع المحافل الدولية لعزلها، وحاصرتها سياسيا واقتصاديا وتقنيا بهدف إيقاف برامجها التسليحية وخاصة مشاريعها النووية والصاروخية، وإسرائيل التي تعتبر إيران عدوها اللدود الذي يهدد وجودها حاولت الحد من قدراتها بضرب المليشيات المؤيدة لها في سوريا والعراق، فشنت العديد من الهجمات على مواقع تابعة لها ولحزب الله في البلدين، وفشلت في تحقيق هدفها الأهم وهو إخراج القوات الإيرانية وحزب الله من سوريا؛ أي إن أمريكا وإسرائيل فشلتا في محاولاتهما لتغيير النظام وتركيع إيران التي استمرت في تطوير برامجها النووية وصناعاتها العسكري، وزاد تدخلها ونفوذها في شؤون عدد من الدول العربية، وأصبحت لاعبا قويا يهدد إسرائيل والمصالح الأمريكية وحلفاء أمريكا العرب في المنطقة!
فهل سترد إيران على هذه الاعتداءات؟ ومتى وكيف وأين سترد؟ وإذا ردت، فهل سينجح نتنياهو في جر ترامب إلى مواجهة محدودة أو شاملة معها؟ إيران لا تريد التورط في مواجهة مفتوحة مع أمريكا وإسرائيل .. وقد .. لا ترد، وتحاول أن تكسب الوقت وتنتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في بداية شهر نوفمبر القادم، والتي قد تؤدي إلى فوز جوزيف بايدن وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وتخفيف حدة الأزمة القائمة بين البلدين؛ وإذا .. ردّت .. فإن ردها سيكون محدودا، أي انها قد تطلق بعض الصواريخ أو القذائف على أهداف إسرائيلية من الأراضي السورية، أو يقوم حليفها حزب الله في العراق أو سوريا أو لبنان بهجوم على إسرائيل بطائرات مسيرة، أو يقوم الحوثيون بالهجوم على سفن إسرائيلية بمدخل باب المندب!
وعلى النقيض من ذلك فإن نتنياهو وحليفه الرئيس الأمريكي يفضلان مهاجمة إيران وتدمير منشآتها النووية والصاروخية، وتحقيق انتصار يساعد نتنياهو في الهروب من فضائحه، ويعزز فرص ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة؛ لكن الرئيس الأمريكي يعاني من تداعيات كورونا الاقتصادية الكارثية، ومن تدني شعبيته في الداخل الأمريكي وفقدان مصداقيته على الصعيدين الأمريكي والدولي، ومن تدهور علاقات بلاده مع قطبين رئيسيين هما روسيا والصين، مما يعني أنه من المستبعد أن يتورط في حرب كارثية تهدد السلم العالمي، لكنه قد يتعاون مع الإسرائيليين للقيام بعمليات محدودة وموجعة تستهدف بعض المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى