الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبلنا ليس كوبي بيست من الحاضر، وحاضرنا ليس كوبي بيست من الماضي.

اثير حداد

2020 / 7 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مقدمة اقرب الى
Flashback :
مع نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت قوتين عالميتين مهيمنتين على الصعيد العالمي هما الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة. وتمت صياغة ميثاق الامم المتحدة بما يخدم تلك الهيمنة ، مع تراجع كبير لدور اوربا الغربيه. وسعى الاتحاد السوفياتي لخلق نوع من التوازن داخل مجلس الامن فادخل الصين فيه رغم ان الصين، ان ذلك، لم تكن ذات تاثير ملموس في السياسة العالمية ولا قوة نووية. في تسعينيات القرن الماضي سقط الاتحاد السوفياتي وانهار، فكانت تلك فرصة ان تتقدم الولايات المتحده لتصبح القوة العالمية المهيمنة على الصعيد العالمي بسبب قوة اقتصادها الهائل وقوتها العسكرية الجبارة. اما على صعيد السوق العالمية فان الدولار اصبح مهيمن مطلق عليها، هذا بالتالي ادى الى ارتباط، مرغوب ام غير مرغوب،جميع اقتصاديات دول العالم بقوة الدولار، و اصبحت غالبية الاحتياطات للبنوك المركزية في العالم تتكون من الدولار . (نكتفي بهذا الاختصار هنا لان الحديث عنه طويل جدا ويخرجنا عن هدف المقالة).
استطاعت الصين بسياستها البراغماتية، النفعية، تحقيق اقصى النجاحات على الصيد العالمي عبر اللعب بين التناقضات بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة ، فازاحت اليابان كثاني قوة اقتصاديه وتستحل هي تلك المكانة. فقد فتحت الصين ابوابها للاستثمارات الاجنبيه المباشرة وغير المباشرة. بحيث اصبحت غالبية صناعاتها تحمل علامات تجارية عالمية رصينه وعبر هذا غزت العالم بمنتوجاتها، لا وبل في داخل الولايات المتحدة نفسها. وكي تبقى الصين على علاقات براغماتيه مع الجميع فقد كانت في الغالب تمتنع عن التصويت في مجلس الامن .
كما تم ذكره، اصبحت الولايات المتحدة القوة الاقتصادية المهيمنة والوحيدة في العالم. واتخذت قرارات خارج اطار مقررات مجلس الامن منها على سبيل المثال غزو العراق 2003. واستغلت عنجهية وغباء نظام صدام لصالحها ، حيث ان قبل غزو العراق للكويت لم يكن هناك قواعد عسكرية امريكية لا في الكويت ولا في قطر ولا الامارات، الا ان احتلال الكويت قدم لها المبرر للقدوم .
الا ان الوهن بدأ يصيب الاقتصاد الامريكي بعد الازمة الاقتصادية 2008-2009. وكان الرئيس اوباما اول رئيس امريكي يفكر ويتحدث عن تقليص تواجد القوات العسكرية الامريكية خارج حدودها السياديه. ثم جاء ترامب، هذا الشعبوي بامتياز، واعلنها صراحة انه يسعى لان تدفع الدول اجور مقابل ان تقوم الولايات المتحدة بحماية تلك الدول. وهذا يعتبر ضاهرة جديدة في العلاقات الدولية، الا انه في نفس الوقت يمثل الاحساس بتراجع دور الولايات المتحدة .
وقبل الدخول في ازمة كورونا وافرازاتها لابد ان اشير الى ان الاعتقاد السائد قبلها ان النظام العالمي هذا رصين ولا خشية عليه !
كورونا اممية اكثر من راس المال العالمي .
قبل ان تشهر كورونا قرونها الشافطة علينا، ففي العقد الاول من هذا القرن بدات ظاهرة الشعبوية تتجذر، فلم تعد مظاهر هنا او هناك او لمسات في هذا الخطاب السياسي ام ذاك بل خطاب وبرنامج سياسي متجه بعمق الى درجة كبيره نحو الشعبوية
وكان من ابرزها فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية على هليري كلنتن، وكانت كل خطاباته للدعاية الانتخابية شعبوية بامتياز، يغلب عليها طابع مخاطبة المشاعر والرغبات الادنى لبني البشر من ماكل وملبس.
ما ان اطلت علينا كورونا بتيجانها حتى ارتبك العالم جميعه. فهي لا تمتص بروتينات الدول الغنية فقط بل الفقيرة ايضا، تمتص الابيض والاسود وما بينهم ، تمتص الشمال والجنوب، الاراضي الحارة والباردة. فافقنا على حقيقة ان التفائل الذي كان سائدا في اواخر تسعينيات القرن الماضي قد ذهب واننا دخلنا عصر التشائم والانكماش الاقتصادي الكبير عالميا، والاخطر من كل هذا هو الانكفاء الذاتي للدول على نفسها وظهور افكار وتيارات الدولة القومية، وهذا يشبة الى حد بعيد المانيا بين 1935 وما بعدها للحرب العالمية الثانية .
اما العامل المفرح والمبشر فهو : ان الدول التي تقوها نساء، المانيا وفلندا و ونيوزيلندا و الدنيمارك والنروج نجد ما يلي : ان نسبة الاصابة بفايرس كورونا في الدول التي يقودها ذكور لديها ستة اضعاف الاصابات في الدول التي يقوها الذكور. لان ، وانا متفق مع هذا مئه بالمئه ، وكما تقول الديلي ميل البريطانية " ان البلدان التي تقودها النساء اعطت الاولوية للصحة العامة على الاقتصاد". ودعني اضيف هنا ان الدول التي تقودها نساء يعني ايضا انها دول عالية المستوى من ناحية المساواة الاجتماعية وتعطي اولويات للاحتياجات البشريه.
اين مصيرنا كدول مصدرة للنفط ؟؟؟؟؟
ما يميز هذه الدول انها تعتمد على مصدر واحد للدخل وهو تصدير النفط الخام . وان شئنا ام ابينا فان الانكماش الاقتصادي القادم سيؤدي الى انخفاض الطلب على النفط الخام عالميا، واعتقد انم منظمة الاوبك ستواجه اضعف وضع لها منذ تاسيسها لحد اليوم. كما وانني اعتقد ان السوق العالمية للمواد الخام عموما ستواجه تاكلات مهمة مع تنامي سوق تكنلوجيا المعلومات والبرمجيات مع تنامي الصراع الصيني-الامريكي المتنافس على حصص السوق العالمية . اما خط سكك حديد الحرير الصيني فربما سيكون ما يشبه الصراع السوفياتي الامريكي فيما سمي ربيع براغ .
بدل Flashback-flashforward
ما ان ظهرت كورونا حتى سارع ترامب الى اتهام الصين انها صانعة الفايرس و اما الصين فسارعت الى اتهام الجيش الامريكي في صناعته، اما الشعبويين فقد وضعوا رئوسهم على مخدة "المؤامرة" وناموا قريري العين. مع ان الجميع يعلم علم اليقين ان الفايرس موجود وكذلك البكتيريا مثل تاكدنا من وجود الكائنات الحيه والفضاء، لكن العقل الشعبوي التبسيطي هوا الخطر القادم على العالم عبر الانكفاء على الذات الوطنيه وصعود التيارات الشعبوية وبالاخص نحن في عالم تنتشر فية الاسلحة النووية . وعلية اعتقد اننا بحاجة ماسة لاعادة بناء نظام عالمي جديد عبر اصلاح الامم المتحدة الذي اتصوره اقرب الى الواقع من المطالبة بـ "حكومة عالمية" في هذه المرحلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير