الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة الصراع الملكي الجمهوري في العراق

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


العراق الحديث الذي رضخ للاحتلال البريطاني من عام 1914 – 1920 بعد الثورة العراقية الكبرى ثورة العشيرين التي أجبرت البريطانيين على الانسحاب من العراق, من المثير ان بعد هذه الفترة لم يحرر العراق فعلياً من السيطرة الأجنبية بل تحولت إستراتيجية الاستعمار من الاحتلال (الأصيل) الى الاحتلال (الوكيل), بمعنى ان بريطانية أوكلت الى حليفها "فيصل ابن الشريف حسين " ونصبته ملكاً على العراق عام 1921 ليدير شؤون بريطانيا في العراق بسبب ما تعرضت له القوات البريطانيا من خسائر كبيرة بسبب المقاومة الوطنية, وظل العراق ملكياً من (1921-1958) وفي هذه الفترة عملت الامبريالية على تأسيس مؤسساتي يتماشى مع أيديولوجيتها .
في هذه الفترة التأريخية كان العراق مسرحاً للصراع الإيديولوجي في وقت "الحرب الباردة" بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي و الغربي الليبرالي , فأستطاعت الاشتراكية ان ترسخ قيمها ومفاهيمها في الأوساط الاجتماعية العراقية فأسست تنظيم كبير للحزب الشيوعي خصوصا في الفرات الأوسط والجنوب العراقي لاسباب منها تهميش هذه المناطق من المشاركة السياسية وحصرها فقط في المناطق الغربية, لذا كانت الصورة الاولى لهذا الحراك السياسي الخفي في 14 تموز 1958 وهو الانقلاب العسكري الذي قام به عبد الكريم قاسم احد قادة الجيش العراقي والذي استطاع ان يصل الى دفة الحكم من الملكي الى الجمهوري, يذكر رئيس الاتحاد السوفيتي" نيكيتا خرتشوف عندما وصلتني أنباء الانقلاب العسكري العراقي كنت قلقا جدا وبعد ساعات تحركت قوات أمريكية وبريطانيا في الأردن ولبنان فأمرت بأجراء مناورات عسكرية على الحدود العراقية التركية وهي اكبر مناورة عسكرية قمنا بها وكنت قلقاً من اندلاع الحرب العالمية الثالثة ",من تلك اللحظة انقطعت الأيادي الليبرالية التي كانت تمسك بزمام الامور في العراق, لتتمكن الأيادي الاشتراكية من الإمساك وبقوة .
في خضم هذه السيناريوهات نستنتج الكثير من النتائج المهمة وأهمها : الشعب العراقي لم يؤسس للملكية ولا إلى الجمهورية وليست لديه أيديولوجية معينة في مسألة الحكم , لذا كان العراق الأرض الخصبة للصراع الأيديولوجي, او بالأحرى السيطرة الأيديولوجية, فحقيقة الصراع الملكي الجمهوري هو صراع أيديولوجي ومن وضع على أدارة هذين النظامين في الحكم هم أدوات استخدمتها الدول الكبرى في تطبيق منظومات الأفكار التي من خلالها يتمكنوا من الحصول على المصالح المهمة التي يسعون الى تحقيقها وحتى وان لم تكن مصالح مادية قد تكون كما للمعسكر الشرقي مصالح ثقافية ونفوذ سياسي من باب تقسيم العالم بين الغرب الأمريكي والشرق الدب الروسي, وطيلة سنوات حكم الزعيم لم يعجب الامبريالية خروجها خالية الوفاض من العراق, فجندت الكثير من الشخصيات السياسية ودعمتهم دعم كبير فكري ومادي, حيث تمكنت أدواتهم من تأسيس تنظيم وفي 8 شباط 1963 وبالطريقة ذاتها التي قام بها عبد الكريم قاسم جرى انقلاب عسكري ليطيح بحكم عبد الكريم قاسم وتولي عبد السلام عارف الحكم, وبالتالي دارت نظم الحكم في العراق في دائرة أيديولوجية كالتالي : الليبرالية – الشيوعية – الليبرالية ولازالت مطبقة أسنانها على العراق والصراع الأيديولوجي مستمر لعلنا في السنوات القليلة القادمة تتكسر أسنان الليبرالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ


.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ




.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24




.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير