الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كسر الاستقطاب النيوليبرالي بشقيه الاسلاموي و الحداثوي الزائف مهمة حيوية لا تقبل التأجيل...!

عمران مختار حاضري

2020 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كسر الاستقطاب الثنائي النيوليبرالي بشقيه الاسلاموي و الحداثوي الشكلاني الزائف مهمة حيوية لا تقبل التأجيل :

* عندما تفشل الثورة نتيجة عوامل ذاتية و موضوعية في إختيار قيادة شعبية تكفل سيادة الوطن و تلبي مطالب الثورة و انتظارات الشعب يصبح بعض البسطاء من عامة الناس و بعض " النخب" التي تمكن منها اليأس و التخبط الفكري أكثر استعداداً لتقبل الواقع البائس و محاولة التاقلم معه... !
و أكثر قابلية للمخاطرة إذا قدمت لهم خيارات سيئة فقط...! و تتيح أمامهم أوضاعاً ربما تجعلهم يقبلون على الخيار بين السيء و الأسوأ و الرديء و الأقل رداءة... في ظل هشاشة و ضعف بديل شعبي ديموقراطي ثوري و تقدمي ناهض ، يتصدى بكافة الأشكال النضالية المتاحة ضد السياسات العدوانية و الخيارات النيوليبرالية المدمرة و آثارها الكارثية على الشعب و الوطن...! و في إنتظار تقدم و بلورة البديل الشعبي و الديموقراطي التقدمي و كسب قاعدة شعبية قادرة على التأثير الإيجابي في ميزان القوى لا نرى مبرراً مقنعاً للسقوط في نوع من الترويج لخطاب اليأس و الإحباط أو التباكي أو المكابرة و تبرير واقع المعارضة الديمقراطية الثورية و التقدمية و فعلها و أدائها الفكري و السياسي و التنظيمي... أو كذلك المفاضلة و الاصطفافات الهلامية
بين أطراف المنظومة النيوليبرالية التابعة بمختلف تمثلاتها التي تسعى بشكل واعي إلى حرف التناقض الاجتماعي الرئيسي و جوهره في الشغل و الحرية الأساسية و المساواة الفعلية و تكافؤ الفرص و التوزيع العادل للثروة و التعليم و الرعاية الصحية و الاجتماعية و ما تعنيه العدالة الاجتماعية في كافة مفرداتها...
فاطراف الخصومات المتصدرين للمشهد السياسى و النيابي كلهم نيوليلراليون و مع حرية اقتصاد السوق و لهم محاورهم الإقليمية والدولية و منصاتهم الالكترونيه المشبوهة و غير قابلين حتى بالحد الأدنى من شروط دولة الرعاية حتى في طابعها الشكلي المغالط على النمط الأوروبي ... و هم يفككون قصديا كل ما تحقق من بعض المكتسبات النسبية في هذا المجال لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص... وبالتالي لا فرق بين بن علي و المرزوقي و الباجي و قيس سعيد و الغنوشي و عبير موسي و كافة الحكومات المتعاقبة بمن فيها المرتقبة ... كلهم نيوليلراليون حتى النخاع و كلهم مع اقتصاد السوق المعولم ... و كلهم منخرطون طواعية في املاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و شروط الجهات المانحة ...
*لذا على اليسار الديمقراطي الثوري و التقدمي الناهض المتمسك بجوهر التناقص و المؤمن بالعدالة الاجتماعية و المساواة و تكافؤ الفرص و التوزيع العادل للثروة و سيادة الشعب و استحقاقاته أن يستلهم الدروس و يتعلم من أخطائه و يوحد صفوفه و يكثف المشاورات و المبادرات الجادة و الموسعة و يقف على مظاهر اللبرلة فكرا و سياسة و تنظيما و عدم الانحسار في الجانب السياسي و إهمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي و العمل الجاد على تجاوز مظاهر الزعاماتية و السكتارية و الإصرار على مقاومة الانفصام على الواقع و كسب تحدي الإنتشار في الأوساط الشعبية و المرور من ردة الفعل إلى الفعل... و محاولة فهم الواقع بطريقة علمية و معمقة و البحث في اجابات يطرحها الواقع و منها لماذا لا يتقدم اليسار رغم فشل اليمين !؟... و السعي إلى بناء قدراته الذاتية حول مشروعه المستقل الجامع و ظبط التكتيكات المناسبة له في ضوء استراتيجية واضحة في التغيير الجذري المنشود شعبياً و الذي يطال كلية المنظومة القديمة المرسكلة برمتها...! و الاستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي لتوجيه طاقة الاحتجاجات الشعبية المرتقبة صوب كسر الاستقطاب النيوليبرالي و جعله خارج الحكم بكافة الأشكال النضالية و في مقدمتها الشارع ... فالوضع أخطر من أن يترك لهؤلاء...!
*فالراسمالية النيوليبرالية بتمثلاتها الاسلاموية و الحداثوية الزائفة كما الشعبوية المحافظة لديها إستعداد تام أن تذهب معك لمناقشة مسائل هامشية و تجرك إلى معارك ثانوية و صراعات شعاراتية غوغاءية ... لكن لا استعداد لها إطلاقا في مراجعة الخيارات القديمة المازومة التي ثار ضدها الشعب أو التخلي عن المنوال التنموي و نمط الإنتاج التبعي الخدمي البنكي الريعي الراهن الذي أوصل الاقتصاد إلى شفير الهاويةو خلق أزمة اجتماعية غير مسبوقة و التي ستتفاقم مع تداعيات أزمة الكورونا في المركز و الأطراف... أو التخلي عن الاتفاقيات المبرمة أو مشاريع الاتفاقيات و الاملاءات من صناديق النهب و الجهات المانحة الناهبة للثروات و المنتهكة لأبسط مقومات السيادة ... في ظل أزمة ركود اقتصادي و تداعياتها الكارثية فاقمت أزمة 2008 و كذلك في ظل نفشي ظاهرة الإرهاب و ترشحها إلى المزيد جراء حاضنته في الداخل والخارج و بخاصة مع ظهور المحاور الإقليمية المستثمرة فيه و تداعيات الحرب التركية الاردوغانية الفاشستية على الشعب الليبي و تنفيذ مخطط الحلف الاطلسي في شمال أفريقيا... !
فالازمة أزمة خيارات اقتصادية و اجتماعية و سياسية و ثقافية و غياب برامج بديلة تكفل للشعب انتظاراته و للوطن سيادته و ليست أزمة أشخاص و أزمة نظام سياسي أو انتخابي كما يروجون عبثا و تضليلا و ما لا تريد فهمه منظومة الحكم الغبية الفاشلة و الفاقدة لأبسط شروط البقاء أن الثورة لم تنته بل بدأت للتو و أن صندوق الانتخاب و مناخاته المشبوهة لا يمكن ابتلاعها أو تأجيلها و أن الشعب لما يثور ليس في نزهة و لا يملك ترف النزول إلى الشارع و تقديم كوكبة من الشهداء والجرحى و لن يهدأ الشعب رغم حالات السكون الوقتية و لن يكون هناك إستقرار يذكر إلا بتحقيق مطالبه الاقتصادية والاجتماعية أساساً... ! وسيظل الإقتصادي و الاجتماعي هو المحك في الحكم على من هم في الحكم و خارجه و سيظل شعار : خبز & حرية & كرامة وطنية... هو الصخرة التي تتحطم عليها كافة الحكومات النيوليبرالية مهما كانت توافقاتها و درجة دعمها ... !

عمران حاضري
22/7/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟