الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي و-خريطة الطريق - العراقية

تقي الوزان

2006 / 6 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في العلاقات الدولية , وفي الكثير من الأحيان, يجري الأهتمام بأخراج الأتفاقيات الى العلن أكثر من الأهتمام بالأتفاقيات ذاتها . خاصة بين الدول القوية والدول التابعة أو التي تديرها . وهي وسيلة لمراعاة مصالح الحكومات ومشاعر الشعوب المحتلة . الأدارة الأمريكية خصصت يومي الثاني عشر والثالث عشر من هذا الشهر السادس لعقد مؤتمر لأغلب أركانها لدراسة وضع العراق , وكيفية تدارك الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها الأدارة, والتي أعلنت عنها وزيرة الخارجية رايس في وقت سابق . السيد جورج بوش ترك المؤتمرين وقدم الى العراق في زيارة لم يجري الأعلان عنها الا بأنتهائها لأسباب أمنية مفهومة . وقالت الأخبار أن نظيره العراقي السيد المالكي لم يعرف بالزيارة الا قبل خمسة دقائق فقط من لقائه به . رحب المالكي بالسيد بوش وقال له : أنا سعيد برؤيتك . وأجابه بوش : أنا أشكرك لأستضافتك لي . وصرح بوش أيضاً , وهو الذي تحمل متاعب عشرين ساعة طيران وترك أعباء مسؤوليةأدارة أعظم دولة في العالم , بأنه جاء لأعلان التأييد لتشكيل حكومة المالكي . وفي المؤتمر الصحفي المشترك أعلن السيد المالكي عن مبادرته في مشروع المصالحة الوطنية والتي أيدها بوش مباشرة . أنها " خريطة الطريق " التي يأمل منها الرئيس الأمريكي النهوض بالعراق وأنهاء أعمال التطرف واعادة التوازن الى باقي المكونات الأساسية حسب الفهم الأمريكي .

قبل أسبوعين فقط , لم يستطع صالح المطلك رئيس جبهة الحوار السنية "البعثية" ان يقول بكل هذا الوضوح " تنجح المصالحة أذا شملت كل الأطراف ومنها المقاومة الوطنية والبعثيون والقوميون والجيش العراقي السابق . وأن تكون القوى السياسية مستعدة لأجراء تغييرات جوهرية في الدستور الذي ساهم في خلق الفوضى الأمنية بالبلد "بهذا لوضوح يتحدث المطلك الآن بعد أن أصبحت الأرضية صالحة, في تصريح منشور في موقع "الديوان العراقي" يوم 20060622 ومواقع أخرى .
من جانبه ألمح السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية من أنه وزلماي خليلزاده السفير الأمريكي في العراق أجريا الكثير من الأتصالات مع عدد من المجموعات المسلحة طيلة الأشهر الماضية .
سلطات الأحتلال تدرك بأنها لاتستطيع وحدها أدارة أمور العراق دون الأعتماد على العراقيين أنفسهم . وأدركت ان المجموعة التي تقود السلطة الآن لايمكن الأعتماد عليها , ليس لجهة خدمة أهداف الأحتلال , بل للنهوض بالعملية السياسية التي بدءت من الصفر ووصلت الى الحكومة الدائمة .
مشروع المصالحة الحالي يحتاج الى الكثير من التنازلات والآلام , ومهما قيل من ان المصالحة لاتتم مع من تلوثت اياديهم بالدماء العراقية , سيفلت الكثير من القتلة والمجرمين الذين كان يجب ان يقدموا الى المحاكمات حالهم حال رئيسهم صدام لو أستقرت الأمور وسارت العملية السياسية بمسارها الصحيح .
كان يمكن تجنب الكثير من الآلام التي يسببها الأحتلال لو ترك للمواطن العراقي حرية الأختيار في عمليات الأنتخاب . الا أن الأعمال الدموية والجرائم التي أرتكبت, وحرق مقرات باقي الأحزاب , والأرهاب الطائفي , جيرت توجهات الناخب لصالح فئات اثبتت التجربة الماضية بأنها غير قادرة لقيادة سفينة العراق . وحرمت الكثير من السياسين الحقيقيين من المواقع التي يستحقونها ويستطيعون خدمة العراق بأفضل وجه .
لقد حدثت ردود أفعال متباينة من أغلب الأطراف . الطرف البعثي أكمل تفاهماته مع سلطات الأحتلال الأمريكي . والطرف الذي يهمنا أكثر هو الطرف الشيعي, لأن الكثيرين منه لم يدركوا لحد الآن ان هناك سلطة أحتلال فوق سلطات الجميع , ولها شروطها الخاصة , خارج اطارالأنتخابات , والمليشيات , والمراجع الدينية .
فقد أعلن السيد قاسم داود غاضباً , وهو ينتمي الى مجموعة المستقلين من الإئتلاف العراقي الموحد في مؤتمر صحفي عقده يوم السبت 24 حزيران والمنشور في الديوان العراقي لنفس اليوم , بعد أجتماع مع آية الله العظمى السيد علي السيستاني أن " مسألة قيام الحكومة بصفقات بغياب الرقابة النيابيةأمر غير وارد على الأطلاق" مؤكداً أن "لاأحد يقبل بمصالحة وطنية مع الأرهاب ولا حوار مع القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين وانما الحوار يكون تحت قبة البرلمان " . كذلك أنتقد صدر الدين القبانجي المقرب من زعيم المجلس الأعلى للثورة الأسلامية عبد العزيز الحكيم قرار رئيس الوزراء بأطلاق سراح المعتقلين . وقال في خطبة الجمعة " نحن غير راضين عن أطلاق سراح الأرهابيين بالجملة وبدون موازين قانونية " معتبراً ذلك " خطأً استراتيجياً " .

مشروع المصالحة الوطنية شئ لابد منه لأجتياز المحنة التي نحن فيها أذا بنيت على اسس صحيحة . وهذه " الأسس الصحيحة " هي المشكلة . فكل الأطراف ستفسر الأسس الصحيحة وفق مصالحها . ويبقى تفعيل المحاكم لأقرار الحق هو الطريق الأمثل لتأسيس الأسس الصحيحة . ولا شك ان مثل هذا التفعيل للمحاكم كأختيار للطريق الأسلم سيدفع الكثير من القتلة والمجرمين من البعثيين والسنة التكفيريين للوقوف حد الأستقتال أمام أي تقارب لمشروع المصالحة . وسيدفع الكثير من زعماء المليشيات والمستفيدين من حالة الأقتتال وحثالات المخابرات الايرانية من الطائفيين الشيعة للوقوف أيضاً بوجه المشروع . ولا يوجد خلاص من موجات الدم المتعالية والتي تكاد ان تغرق العراق بالكامل بدون مشروع المصالحة الوطنية . وسيعزل المتطرفون من السنة ولشيعة بأسرع مما يتوقعون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟