الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائع الكُنَافَة

علي دريوسي

2020 / 7 / 26
الادب والفن


على حين غِرَّة أصدر الخليفة الأعمى قانون مكافحة "الكنافة" الشهير بمواده الأربع.

نصّت المادة الأولى على منع البائعين من البيع على البَسَطات أو التَجْوال في الشوارع أو التطواف بين المدن والقرى، وذلك بغية تخفيف التلوُّث البيئيّ الناتج عن أصواتهم المزعجة وأشكالهم الهندسية الفقيرة، إضافة إلى حماية المجتمع من خلايا الإرهاب النائمة وانتشار الذباب والحشرات في المدينة المريضة أصلاً.
في المادة الثانية تم منع الناس من شراء أو تناول الكنافة من أجل الحفاظ على تناسق ورشاقة أجسادهم.
أما المادة الثالثة فكانت تؤكد على ضرورة حصول البائعين على الموافقة الأمنية المرتبطة بقدرتهم على شراء الدكاكين في العقارات العائدة للمُسْتَخْلَف الأعمى.
وفي المادة الرابعة ثمة تهديد باِعتقال المخالفين للتعليمات وحرمانهم من الحق في الحياة.

آن صدر القانون في الصحيفة الرسمية صرخ أبو بُلْبل، الرجل الذي يطبخ الكنافة ويبيعها على بَسطة كي يطعم أفراد أسرته وأسرة ابنته الكبرى التي فقدت زوجها في حادثة غرق: ألا يعلم هذا الرجل الأعمى الذي يقطع بأَرزاق العباد بأنَّ الله يرى ويراقب كل شيء؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
منذ ذلك اليوم اِنقلَبت حياة أبي بُلْبل رأساً على عقب، بدأ ببيع أطراف جسده وأعضاءه بدلاً من حلوياته.

باع في اليوم الأول يده اليسرى وتلاها باليمنى.
في اليوم الثالث باع قدمه اليسرى بعدها جاء دور القدم اليمنى.
في اليوم الخامس بربر أبو بُلْبل حين شاهدهم قادمين: الخليفة أعمى القلب والبصيرة. ثم باع لسانه في اليوم نفسه لحُرَّاس الخليفة.
في اليوم السادس أهدى قلبه للباعة الفقراء المفلسين.
في اليوم السابع اِستراح نهائياً من عمليات البيع والشراء.

في اليوم نفسه كان الخليفة يتناول طعام الظهيرة المُؤَلَّف من سَلَطَة الخُضر المقطَّعة مضافاً إليها الليمون الحامض والمِلْح وشرائح شَهيّة من لِسان البُلْبُل!
**








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج