الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيل الأسير: ليتأهب الفراعنة للقتال.

بسام الرياحي

2020 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تتصدر أزمة سد النهضة الأثيوبي قائمة القضايا السياسية ذات البعد الإستراتيجي في القارة الإفريقية منذ مدة.قضية سد النهضة ليست وليدة أيام أو مفاجأة لمصر ودول حوض النيل بصفة عامة، على العكس هناك سنوات من التحضير والدعاية للمشروع العملاق ومشاورات ولجان فنية تلتقي بصورة دورية حول هذا الموضوع.إثيوبيا تبلغ اليوم مرحلة تستعد بعدها لبدأ ملئ السد في ظل إكتمال التشييد والتجهيز لضخ مياه النيل الأزرق في خزانات السد،هذه الأيام تأخذ الأمور تسارع خطير بعد تصريحات إعلامية رسمية إثيوبية بأحقيتهم في النيل ورفض الجانب الإثيوبي إتفاق ملزم بشأنه وهو ما يتناقض مع رؤية مصر في موضوع النيل.الدولة المصرية تطالب منذ البداية بإتفاق رسمي ملزم للأطراف المتداخلة في أزمة السد وهي أساسا إثيوبيا والسودان إلى جانب مصر طبعا، الإتفاق يجب أن يضمن حقوق مصر التاريخية والطبيعية في مياه النيل بإعتبارها من دول المصب التي يمثل النيل بالنسبة إليها مسألة حيوية لا تقبل النقاش فيما تتحجج إثيوبيا في حقها في النيل على الأقل الأزرق الذي ينبع من هضبة الحبشة الإثيوبية ضمن برنامج تنموي عملاق فيه إصلاح وإحياء أراضي زراعية وبني تحتية كهربائية وتوليد طاقة تسمح حتى بخلق قطب طاقي في القرن الإفريقي.ولعل ما بدر من تصريحات رسمية إثيوبية من رئيس الوزراء وحتى رئيس أركان الجيش الأثيوبي بشأن جهوزية إثيوبيا للحرب والتعبئة من أجل النيل يوحي بأن الأزمة قد تبلغ أقصاها في ظل التطور الحالي وتعثر مسار المفاوضات رغم تفعيل مصر لكل القنوات السياسية المتاحة أمامها منها الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وطلب وساطة أممية وحتى امريكية في الموضوع ولم يبقى إلا مجلس الأمن الدولي الذي هددت القاهرة باللجوء إليه مرارا لفرض إتفاق على الجانب الإثيوبي أو ليكون غطاء لأي تحرك مصري محتمل في حوض النيل.قبل أيام طلب الرئيس السيسي من البرلمان المصري تفويض الجيش للقيام بعمليات خارج حدود مصر، قد يذهب البعض لينظر غربا بإتجاه ليبيا وهو أمر محتمل كذلك لكن أيضا العمليات الخارجية قد تستوجب تحرك لحوض النيل،تلويح مصري بالتدخل لحماية حقوق مصر التاريخية التي قد تجد نفسها أمام خطر هلاك الأراضي الزراعية ونقص غذائي حاد وتراجع للصادرات الفلاحية وجفاف صناعي مميت...في الأثناء وقبل أسابيع نفذت مجموعة هاكرز مصريين هجمات سيبرانية على مواقع رسمية حكومية إثيوبية ضمن عملية تحاكي حرب إلكترونية سببت دربكة وحالة إستنفار في إثيوبيا،يقال أن الهجمات تبناها شبان مصريين أطلقوا عليها إسم وشعار "ليذهب آخر فرعون لإنقاذ النيل" لكن من المحتمل أن تكون تحت غطاء رسمي من القاهرة ،كما تجد إثيوبيا في الخفاء دعم دول وقوى أمنية وإقتصادية للإستمرار في تعنتها وتحديها لمصر ولا يخفى على العديدين قوة المصالح التركية والقطرية والإسرائيلية في هذه الدولة ما يزيد في تأجيج وتحريك التناقض مع مصر على قاعدة الإنتهازية السياسية.مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث من تعنت وتحدي وتصرفات مارقة تهدد مستقبل الدولة التي إرتبط إسمها بالنيل منذ آلاف السنين وإن تطلب الأمر سيكون الخيار الأخير تحرير النيل من الأسر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات