الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


‏لَم تكُن جائحة كورونا تُشكّل الخطَر الأكبر على الدّولة الأردنيّة، ولا على رابِطِ الأمن بينَ مَن يُمثّل الحكومة وبينَ رعاياها الشّعب، ولا حتى ما سبقَ هذه الجائحة مِن قضايا فساد محليّة، ومُضارباتٍ وتحدّياتٍ إقليميّة، وصراعاتِ شِلليّة بصرفِ النّظرِ عن أرضيّتها. فكُل هذا يحصُل في كُل الدول طبيعةً، إلّا أنّ ما يُميّزهُ عن الأردن ؛ أنّهُ ثمّةَ قوانينٌ ناظِمة، ودساتيرٌ لا تُميّزُ فئة على أخرى، وتُعامِل الجميع على أساس العدّل ومن ثمّ المُساواة، أمّا هُنا فلا قوانين ولا دساتيرٌ ولا تشّريعاتٌ تُحترَم ويُسمَح لها بأن تقومَ بما وجدَت مِن أجلِه .


‏لكن، ما كانَ يُشكّل الخطَر الأكبَر والدّاهم لوطننا الحبيب، هي سياسَة التعنّت التي يتبنّها كُل مَن جلسَ بمؤخرتهِ على كُرسيّ العَرش للسُلطة التفيذيّة، والتي أدَّت إلى تشوّه الحبل السُري للثّقة، والذي يُعتبَر بمثابَة رابِط الأمن الذي يشُد الرّاعي بالرعيّة، ويقرِن الحاكِم بالمحكوم .


‏وبناءً ما لحقَ هذا الحبّل السُري المُعروف بإسم " الثّقة" من تشوّهات، كانَت سببًا كافيًا لمنعِ تناول الرّعايا ما يسّتحقّونه مِن أغذيّةٍ تُعزّز المفهوم الوطني والإستقلاليّة الذاتيّة لهُم في هذا الوطن، نستطيع أن نقول، أنّ الشّعب، أو ما يمثّل نسبة كبيرة من الشّعبِ، تتجاوز حدود الثّمانينَ بالمئة، ‏ونتيجةً للأضرار التي لحقَت به بسبب رعونَة الحكومة في تعامُلِها الأرعَن مع حبِل الثّقة الذي يوصلها بهذا الشّعب، كانَ، وما يزال، وسيبّقى - حسب كُل المؤشرات الموجودة- ينظُر إلى الحكومات -المُتاعقِبة على مبنى رئاسة الوزراء في مُحيط الدوار الرابع- من رأسها إلى أخمصها، أنّها لا تتعدّى مُسمّى توليفة تضُم عصابةٌ مُحترِفة من اللصوص والأفآقين، تُختَزل كلّ همومها ‏في البحثِ عن طريقةٍ تمكّنهم مِن سرقةِ أموال النّاس، بطريقةٍ تسوّليّة، تُذرَف الدّموعُ عليها، تحتَ حججٍ واهِنة أوهَن من بيتِ العنكبوت، في مُعظمها ترتَكِز على ضُغوطات تسبّبت بها قضايا إقليميّة، وأُخرى تتجسّد في خُروقاتٍ عبثيّة داخل أركانِ الدولة، وليس هذا فحسب بل يمتدّ دورها إلى ما هو أبّشَع وأفضَع من ذلك، حيث تقوم، بخلقِ الأكاذيب السياسيّة المُبطّنة بالإنتقامِ والثّأر، بصورةٍ يزعمها الرائي بأنّها الصورة الحقيقيّة المُطلقة، ‏والتي أفنى الفلاسفة أعمارهم في التّنقيبِ عن مكامنها، ولكنّ هذه الفئة التي تختبئ تارةً وراء قوانينٍ قفّازيّة، فصّلتها على قدّر كفّها، وأخرى وراء نهرٍ جارِف من العواطفِ والتسلّقيّة على أكتافِ المُتعبينَ المُهمّشينَ من أبناء هذا الشّعب، كأنّها تملكُ مصباحًا سحريّا، يحقّق لها ما تريد .

‏فعلى الرّغم من كلِّ من أحدثتهُ وما ستُحدِثهُ من خيباتٍ وسقطات مدوّية " سياسيّا، إقتصاديًّا، إجتماعيًّ" إلا أنّ أسّهمها ما زالَت في إرتفاعٍ كبير عند عوامِ الشّعب، ولا أدري بأيّ منظارٍ ينظرونَ هؤلاء لمثلِ هذه الحكومات، وهي التي فتّتت نسيجهم الإجتماعي، وأضعفَت قوّتهم السياسيّة، وثبّطَت عزيمتهم الوطنيّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال