الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيمة الأوطان من قيمة بنيها

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قيمة الأوطان من قيمة ابنائها . وقيمة الابناء تنبع مما يمتلكونه من علوم ومعارف ومهارات ، من انتاج وتكنولوجيا ، من خيال وابداع . قيمة الوطن محمولة دائماً على قوة اقتصاده أي على عدد مصانعه وتنوعها ، وما تضمه من اعداد العاملين فيها ، وكذلك على الطرق المستخدمة في زراعته . وقيمة الوطن من قيمة علمه وعلمائه : من عدد مستشفياته ومن عدد مختبراته . ومن عد. أطبائه وعدد مهندسيه وكيمياوييه وفيزياوييه ورياضييه ، وعدد الحاسبات والكومبيوترات المستخدمة في مدارسه وجامعاته وعدد أساتذته الجامعيين ، ومن مستوى التأهيل الذي تلقاه كادره التعليمي في مناهج التدريس الابتدائي والإعدادي ، من الشهادة التي يحملها شرطيه وجنديه والمتطوع في ميليشياته ...

مواطن اليوم يساوي مجموع مؤهلاته العلمية والإنتاجية والإدارية وليس مجموع موروثاته العرفية ...

كل هذه العوامل مجتمعة تصنع قيمة الوطن ، فالوطن قطعة ارض : كانت وستظل ارضاً صامتة جامدة بلهاء الى ان يستوطنها الأنسان : وآنئذ سيكتب فوق أديمها تاريخ وجوده : تاريخ صناعة محركه البخاري والكهربائي وتاريخ اكتشافاته الفلكية والرياضية والفيزيائية والطبية ، وثوراته التكنولوجية : من ثورة المواصلات الى ثورة الاتصالات ومغامرته في استكشاف الفضاء بعد ان فرغ من استكشاف الارض أو كاد ...

بصمة الانسان هي التي تصنع قيمة الوطن . لم يكن احد يعرف امريكا الى ان تم استكشافها ، ولم تصبح امريكا ما عليه اليوم من قوة وجبروت : قبل ان يسكنها الانسان الحديث ويزيح عن أديمها الانسان القديم الذي تجمد عند مرحلة من التطور وظل يراوح عليها ، ولم يقدر على مغادرتها ، لكن علينا ان نعترف بالدور العظيم للسياسة في صناعة امريكا الحديثة ( الوعي الحديث لآبائها المؤسسين ) ...

لا نملك نحن العراقيون في الأوان الذي نعيش شيئاً اكبر من الفخر وتمجيد ما كان عليه السلف . نحن نصلح لكتابة قصائد في مديح الذات ، وقصائد في هجاء وذم العالم كله . نحن نسخر من أمم الارض كلها ونحن نذبح بعضنا البعض على اصل روايات وحكايات لا احد يستطيع ان يثبت صدق وعدم كذب رواتها . نحن نعيش عالم اليوم بمفاهيم عتيقة جداً : لا قيمة فيها للفرد ولا لمؤهلاته ولا لكفاءاته ، ولو كان للفرد عندنا من قيمة ورأي ، لأمكن حل معضلة الكهرباء منذ العام الاول للتغيير والاحتلال ، لكن الرأي الغالب هو للجماعة : والجماعة عندنا : احزاب ووجهاء وفئات تتمتع بامتيازات موروثة منذ 1400 سنة ، وهذه الجماعة متبلدة الذهن ، بلغت ارذل العمر ، وهي تمر الآن بطور الهذيان والخرافة : ولا بد لكي ندخل العصر ونتعرف على مناهجه العلمية في حل المشكلات والتحديات ، من ازاحة هذه العقبة الاجتماعية الكأداء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما