الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة يوليو..رؤية نقدية!

باهر عادل نادى

2020 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


[ولو دار الزمن أو مال
وبدل ع البشر أحوال
مكانك في القلوب ياجمال
مكانك في القلوب ياجمال
ولا كل من ركب الحصان
بيبقي يابشر خيال
مكانك في القلوب ياجمال
مكانك في القلوب ياجمال ]
تتر مسلسل "ناص" الشاعر إبراهيم عبد الفتاح


التريند Trend الآن على السوشيال ميديا social media الهجوم بل والسخرية من زعيم مصر الخالد " جمال عبد الناصر Gamal Abdel Nasser (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، ومن الواضح جدا أن جمال عبد الناصر كان دائما محل تقدير لدى المصريين ، ولكن في نفس الوقت يكن له الخصوم كثيرا من العداء والبغض والكراهية الصريحة!
ونحسبها ميزة في الرجل [أعداؤه كرهوه ودى نعمة/ مِن كرهُه أعداؤه صادق!] كما قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
ولكن الجديد الآن أن جماعة الإخوان المسلمين الخائنة؛ تقوم بشن حملات دعائية –بمساعدة أنظمة ملكية- ضد الرجل؛ في حربهم مع النظام المصري الحالى، ومحاولتهم هدم شرعية السيسي لانتسابه الي الجيش! (عداء الإخوان ليس مع النظام فحسب بل مع الدولة والشعب المصري) فتقوم الجماعة الخائنة ومن وراءها إعلام الدول الملكية –المعادية للجمهورية المصرية ولعبد الناصر – بترويج سلسلة من الاكاذيب المُمنهَجة، والمعلومات المغلوطة، والوقائع المزيفة، حتى يتم غسيل دماغ الشباب المصري وكراهية تاريخه الوطني! وللأسف هناك جيل كامل من الشباب "الروش" - أو هكذا ظنوا في أنفسهم-من انصاف المتعلمين، وقع الكثير منهم في براثن الجماعة الارهايية والترويج لافكارها دون دراية منهم! ويسخرون من عبد الناصر على السوشيال ميديا فتستمع عبارات مثل ("اكبر مسدس صوت في تاريخ مصر" - "النكسجي" -"الرجل الذي هزم في كل المعارك") إلى آخر هذه الترهات !
و في الواقع نقع الآن –نحن المصريون - بين سندان اعداءه (إخونجية وأنظمة ملكية وفلول ورأسمالية متوحشة ،ومراكيبهم) من ناحية، وبين مطرقة أصدقائنا الناصريين الذين لا يقبلون كلمة نقد واحدة على معشوقهم من ناحية آخرى!
أولا: وقبل كل شيء، كاتب هذه السطور لا ناصرى؛ ولا إخوانى؛، ولا ساداتى؛ ولا مباركى ولاملكى؛ ولاسيساوى! فأنا مواطن مصري فقط لا غير!
ثانيا: لابد أن نعي جيدا أن جمال عبد الناصر هو بمثابة حلقة من حلقات النضال القومي، وفي الحقيقة أنني اتعجب مما نفعله بأنفسنا ، فلا يوجد شعب سوانا على سطح البسيطة يشوه رموزه الوطنية بهذه الطريقة!(أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفي النحاس وجمال عبد الناصر) ، فيجب علينا أن نحتفى بما انجزوا ولا نبخسهم حقهم ولكن دون تقديس مبالغفيه ، ولابد من النقد حتى لا نكرر أخطائنا!
ولابد أن نعي أيضا أن هناك أعداء لنا ، يحاولون تشويه رموزنا وتاريخينا ونضالنا، وللأسف اقنعوا بعض الشباب من انصاف المتعلمين، أن تاريخنا عبارة عن سلسلة من الهزائم ، وأن كل قادتنا كانوا خونه او فشله! وهذا عين الكذب!
ثالثا:صراع المصطلحات حول "حركة مباركة" أم "أنقلاب" "ثورة" جدل ليس له معنى الآن، فهى بالتاكيد "حركة ضباط" لايمكن أنكار ذلك، وتحولت بفعل تأثيرها في الواقع المصري إلى "ثورة" إذا تم تعريف الثورة أنها "علم التغيير" ومن ثم تأييد شعبي قوى لهذه الأصلاحات! والناتج أنه-وبصرف النظر عن المصطلحات- لابد أن نتعامل – من وجهة نظري-على أن ما يسمى ب "التجربة الناصرية" تجربة وطنية حقيقة، وأن جمال عبد الناصرهو امتداد لمشروع نهضة محمد علي، ثم حركة عرابي العظيمة ، ثم ثورة 19١٩ الخالدة ، ومن ثم نضال حزب الوفد(النحاس باشا) ضد المحتل !
رابعا: لابد أن نحكم على كل فترة بمقتضايتها، وليس في ضوء العصر الذى نعيشه، فتقييم تجربة ناصر يصح بمقاييس عصره، وليس عصرنا! فلكل مرحلة سياق تاريخى وسياسى لابد من دراسته وتحليله قبل الخروج بنتائج! لا يمكن الحكم على ثورة يوليو 1952م ، بأدوات الحاضر فقط، وهذا لا يمنع الأشارة إلى السلبيات وتسجيل الملاحظات عليها، وبالقطع، لكل مرحلة أخطاؤها، ولكن يجب تقييمها فى سياقها السياسى والثقافى والاجتماعى !
خامسا: مصر لم تكن جنة قبل يوليو كما يروج الكاذبون ، ولم تكن جحيما كما روج أنصار يوليو فيما بعد، ثم الصقوا كل النقائص بما أسموه ب "العهد البائد"!
سادسا: كانت هناك أسباب موضوعية لانشاء تنظيم الضباط الأحرار( وهم مجموعة من الضباط الساخطين في الجيش المصري) أسسه جمال عبد الناصر ويترأسه اللواء محمد نجيب، ومن هذه الأسباب هزيمة الجيش في حرب 1948، وعدم التقدم في محاربة الفقر والمرض والأمية في مصر. من لا يستطيع قراءة الكتب عليه أن يشاهد "مسلسل الوسية" (وهو عبارة عن سيرة ذاتية حقيقية كتبها صاحبها الأصلي أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور خليل حسن خليل)، مثلا على سبيل المثال لا الحصر!
سابعا: عبد الناصر لم يهزم في كل معاركه كما يروج التافهون ، ولم يكن فاشلا كما يروج الفشلة أصحاب التريند الخائب! بل كان يحكم مصر وهو مازال 34 عاما! في حين من يهاجمونه الآن أكبر أنجازتهم في الحياه أمتلاك حساب شخصي على مواقع التواصل الأجتماعى!

ثامنا: ل عبد الناصر أخطاء بل خطاياه بل أحيانا جرائم وطنية، مثلا ترويجه الزائد لما سماه "الوحدة العريية" طلبا للزعامة وعلى حساب القومية المصرية! ومن ثم توريط مصر في حرب اليمن مثلا، وجريمته الكبرى الأولي "الغاءه اسم مصر " في وحدته الفاشلة مع سوريا ، و جرايمته الكبري الثانية "غياب الديمقراطية" ، منع جميع الأحزاب السياسية المدنية، بكل تأكيد أخطأ عندما حكم البلاد بالحديد والنار. واطلق العنان لأجهزته البوليسية! والقضاء على استقلالية القضاء و الصدام مع الفقيه الدستوري السنهورى باشا والذي كان يرغب فى وجود سلطة قضائية حقيقية ! وانتهت بما عرف ب "مذبحة القضاة"! ،وأسلم قيادة الجيش لشاب صغير وهو صديقه عبد الحكيم عامر غير المؤهل للقيادة ! والتى قاد الجيش "بطريقة العمدة" على حد تعبير العسكري المصري المرحوم سعد الدين الشاذلى! وأخطأ عندما لم يستعد جيدا للحرب التى اسفرت عن هزيمة يونيو (وهي جريمته الكبرى الثالثة) نتجرع مرارتها حتى الان! ولم نخرج من آثارها حتى الان –برغم النصر في أكتوبر- !
تاسعا: يقع الكثير من أعداء الرجل –كما لاحظت – في مغالطة واضحة وهي اعتبار أن نظام يوليو موحد، وبالتالي تحميل كل خطايا الواقع المصري الآن على عبد الناصر!، صحيح أن هناك عوامل مشتركة للحكم في نظام يوليو ، ولكن لابد أن نعي الفرق بين ناصر والسادات ومبارك ولا يمكن تحميل عبد الناصر خطايا خلفاءه، وخصوصا أنهم انقلبوا عليه وعلى مشروعه بما أسموه " ثورة التصحيح 15 مايو 1971.
عاشرا:عبد ناصر له آمجاده ومحاسنه الكثيرة ، كبناء السد ، وتأسيس حركة عدم الانحياز(مع رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو ،والرئيس اليوغوسلافي تيتو.) ، ومساندة حركات التحرر الوطني، وعدم التبعية للغرب ، وقوانين الاصلاح الزراعي –برغم النتائج الان- بقي أن نقول أن الرئيس جمال عبد الناصر ترك مصر في المرتبة 31 عالميا من حيث مستوى التنمية.(اليوم هي في المرتبة 144)..ويبقي السؤال : من هو "النطع" الذي يكره عبد الناصر؟ بل ويسبه على السوشيال ميديا الآن؟!
وأظن أن الميزة الكبرى لعبد الناصر هي الحلم والأمل والمقاومة وأنه لم يمت مهزوما –رغم الهزيمة- بل بعد شهر واحد قام بإعادة ترتيب أوراقه، وأعاد ترتيب صفوف الجيش،وبدأ حرب الأستنزاف العظيمة، التى كبدت العدو الصهيوني خسائر لا ينسى صداها حتى اليوم، وسطرت ملحمة من ملاحم الجيش المصري ببطولة أبناء الشعب المصري العظيم. فعبد الناصر لم يمت مهزوما، بل مات (مقاوما)! وهذا لو تعلمون عظيم! وفي حقيقة الأمر يمكن أن نمدح الرجل كثيرا ، ولكن [من يمدحُه يطلع خاسر] كما يقول الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي

أخيرا مات عبد الناصر شـــابا في أوائل الخمسينيات من عمره ، حيث توفى فى 25 سبتمبر 1970 وكان هتاف المصريون الأُصَلاءُ في الشوارع "يا ناصر يا عود الفل من بعدك هنشوف الذل".
و كتب له الكثير من الشعراء القصائد في مدحه ورثاءه ، فكتب مثلا صلاح عبد الصبور في قصيدته "الحلم والأغنية" عفي رثاء ناصر "لا.. لم يمت" ! ثم يأتى شابا الآن لم يقرأ كتابا واحد في حياته سوى مجلة ميكي -إن وجدت-، ليسخر من زعيم غنت بحياته الأمة المصرية ، والشعوب الناطقة بالعربية ، وبل قد كسب احترام كل شعوب الأرض! لأنه رجل في زمن عز فيه الرجال!
– حتى من كانوا قد أختلفوا معه ومن اكتووا بسجونه ومعتقلاته! واختم مقالنا المختصر هذا
بالمقطع الأخير من قصيدة "زيارة لضريح عبد الناصر" ل أحمد فؤاد نجم
[وإحنا نبينا كده
من ضلعنا نابت
لا من سماهم وقع
ولا من مرة شابت
ولا انخسف له القمر
ولا النجوم غابت
أبوه صعيدى وفهم قام طلعه ظابط!
ظبط على قدنا وع المزاج ظابط
فاجومى من جنسنا
ما لوش مَرة سابت
فلاح قليل الحيا
إذا الكلاب عابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابت
وعاش ومات وسطنا
على طبعنا ثابت
وان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا
مهما الأمور
جابت]!


وسلام على الصادقين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا