الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلتنا مع الماء، وجباية أوراق الكهرباء

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2020 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الأستاذان الفاضلان السيدان رئيس الوزراء، ووزير الكهرباء المحترمان:-
الموضوع:- مشكلتنا مع الماء، وجباية أوراق الكهرباء:-
في البدء، في الأيام الخالية، والأيام الحالية/ ونحن على أبواب العيد الأضحى المبارك، حيث أمرت خلية الأزمة، بالجلوس في البيوت- هناك انقطاع شبه كامل للماء الفاسد، والكهرباء؛ آذيانا، وتحدَّثت عنهما قنوات الإعلام والإظلام المعروفة، فكيف سيعيش الناس، وقد تظاهروا، فأصيب بعضهم ليلة 26- 27/ 7/ 2020؟!

عطفا على رسالتي الموجَّهة إلى سيادتكما في يوم الأحد الماضي 19/ 7/ 2020 حول (الوقاية خير من العلاج
ترشيد الكهرباء بتقليص فساد إسالة الماء)، أقول:- بعد الساعة التاسعة من مساء الاثنين 20/ 7/ 2020، بثت القناة الشرقية تقريرا عن (النجف) الأشرف، يُهمني منه أن مجاري (النجف) الأشرف؛ تصب في (الكوفة)/ عبر بحر النجف- بنهر الفرات، وأن مشروع إسالة الماء/ التي يشرب منها أبناء مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، والمختار الثقفي- تقع خلف مصب المجاري؛ أي أن مياه المجاري الثقيلة؛ تعود إلى أمعاء المواطنين؛ عبر أنابيب الإسالة، فبارك الله في مَن فكَّر ودبَّر، وأحب هنا أن أتساءل:- ماذا يفعل الشمر، لو كان واليا على الكوفة بأهلها؛ أكثر مما يحدث؟!
لم أذكر هذا اعتباطا، لكنني ذكرْتُه لشعوري بأن السيد رئيس الوزراء المحترم؛ يثق بهذه القناة، وإلا، فمن الواضح المعروف؛ أن مثل هذه الحالات، وأشد منها؛ موجود في العراق، فهناك/ ابتداءً من كردستان؛ إلى البصرة- مستشفيات تُلقي بفضلاتها المسرطنة؛ إلى المجاري التي تنتهي بها إلى الأنهر التي تُعيدها إلى مياه الشرب، وهكذا تستمر دورة المياه الثقيلة، بين المجاري، وبين أمعاء الناس؛ دون أن تعلم وزارة الصحة والبيئة/ الاتحادية، وفي الإقليم- بهذا الحادث الجلل، فكيف يُريدون للكهرباء أن يتمَّ ترشيده بدون وقاية هي خير من العلاج، وبدون تصفية حقيقية للمياه، وتنقية لمياه المجاري قبل إطلاقها في الأنهار، وتحويلها إلى أسمدة تتحول إلى أموال تنفع الدولة، وتخدم الفلاحين؛ مخلصةً الجميع؛ من جانب من جوانب سيطرة النفط؛ على القطّاع المالي العراقي؟!
كيف تتحوَّل هذه المياه الثقيلة؛ إلى أسمدة تنفع الناس زراعيا وماليا، وهي تتراقص مترقرقةً في بحر (النجف)؛ تقتل اليابس والأخضر، كما تقتل الحجر والشجر، والحيوان والبشر، بدل البساتين السابقة، والرياحين التي ينبغي أن تكون لاحقة؛ قرب قبر ابن عم الرسول، وزوج الطاهرة البَتول، وأبي السبطين؛ الحسن والحسين الذي يجلب السائحين؛ من ستين بلدا في العالم؟!
فإذا لم تفعلوا الخير لأهل العراق، فافعلوه للسائحين الأجانب.
هنا أعود إلى حيرة الفاسدين الكهربائيين؛ في قضية جباية أموال الكهرباء، فأتساءل:- أين هي الكهرباء، حتى نجبي أجورها؟!
والمؤكد أن السيد رئيس الوزراء المحترم لا يذكر أنني أخبرْتُه أنه بدون فرض هيبة الدولة على أصحاب المولدات، فلا هيبة للدولة في أي جانب.
يا سيادة الرئيس القدير، كيف تقبل أن يكون أصحاب المولدات، والشركات الأهلية الفاسدة؛ أعلى هيبة من الدولة، بحيث تستطيع جباية أموال الكهرباء، بينما تعجز الدولة المهابة عن ذلك؟!
نعم لقد هاب الناس أصحاب المولدات، لأنهم ظالمون، لا يجدون مَن يردعهم بالقانون، ولم يهتموا بالدولة، لأنها لا تعمل بموجب القانون، ولو اشتغلت الدولة بالقانون، لتحقق لها ما يُريد الناس، وما تُريد من الناس، فقبل كل شيء؛ القانون أخذ وعطاء، يُريد الناس من الدولة الكهرباء، بأسعار معقولة، وليس من شأنهم أن الدولة وظفت بحق/ أو بغير حق- مَن وظفتهم، أو أن الفاسدين؛ استنزفوا أموال الدولة، بشراء ما لا ينبغي شراؤه من الأجهزة الكهربائية لأن فيما اشترَوه؛ مكاسب شخصية، وقمسيونات لهم، أو لأنهم لم يُعنَوا بواجبهم في وسائل النقل الكهربائي، أو أنها فسحت الطريق للتجار الطفيليين، فجاءوا بأدوات كهربائية سيئة؛ آذت الناس، وحملت الدولة؛ حاجات كهربائية؛ ثبت عجزها عن تحقيقها؛ هذا ليس من شأن الناس يا سيادة الرئيس القدير، بل إنه يضرهم، سيطِروا على التجارة، وافرضوا على التجار المجيء بحاجيات مسيطر عليها، ومقيَّسة، ثم زوِّدوا الناس بكهرباء مقبولة، بأسعار معقولة، وسيدفع الناس قوائم الكهرباء.
سيقول الفاسدون أن هناك مَن يتمرَّد، وهذا حق، فقد عوَّدوا الناس على كره الدولة، والتمرد عليها، لكن بالقانون؛ يمكن تحصيل أجور الكهرباء التي تصل الناس؛ من جهة واحدة، لا من أكثر من جهة، فكم هم المتمكِّنون من دفع نوعَين من قوائم الكهرباء، ومائة نوع من قوائم الماء، وألف نوع من قوائم الأطباء؟!
إن قوائم الكهرباء اليوم؛ كبيرة، لأنها مثقلة بالديون السابقة، وليس من عيب الناس أنهم مدانون للحكومة، فلم تصلهم أوراق الكهرباء غالبا، وكثيرا ما كانت توضع على الباب، فتضيع، فكيف يدفع المواطن؛ القائمة الضائعة؟!
هنا لا بد من تمكين المواطن من تقسيط الورقة الكبيرة، فسيشعر المواطنون أن الدولة منهم، ولهم، وسيُقدم الكثيرون على الدفع، فإذا ما انتهَينا من هذه الحقبة السيئة التي بدأت في التسعينات، عُدْنا إلى ما كانت عليه الكهرباء، وهو إيصال ورقة الكهرباء؛ إلى المشترك، بشكل دقيق، لا وضعها على الباب، والله أعلم بالنتائج، فقد يدفع المشترك، وقد لا يدفع لسبب أو لأخر، فتأتيه ورقة ثانية؛ تتضمن الديون؛ تصل إلى يده، وقد يدفعها، أو لا يدفعها، فتأتيه الثالثة، حمراء/ (إخطار)- وفيها آخر تكاليف الكهرباء التي استهلكها أخيرا، والمديونيتَين السابقتَين/ كما كان يحدث في الماضي- فإذا لم يدفعها خلال عشرة أيام؛ قُطِعَت عنه الكهرباء، فإذا جاء لدفعها، تمت معاقبته بمضاعفة المبلغ مثلا، فإذا أعاد الكهرباء من عنده، بنفسه، أو بواسطة كهربائي غير مشتغل في الدولة،تحملا العقوبات القانونية فعلا، فبذلك ينال المواطن حقه، وتتحقق هيبة الدولة، فالقضية/ يا سيادة الرئيس القدير- قضية قانونية:- قضية أخذ وعطاء، وبعد هذا كله، ألا ترى أن تستوفي الدولة أجور الكهرباء مقدما عن طريق الكارتات، وتنتهي الحكاية على خير؟!
يا سيادة الرئيس؛ أعيدوا النظر في مستشاريكم، فوالله ما لكم أعداء أشد عداوة منهم؛ قد لا يُريدون غير إيذائكم، فلماذا لا تختارون إلا أعداءً أو جاهلين؟!
في خلال هذا الأسبوع؛ تعطَّلت لي ثلاجة، وطبّاخ، وجئْتُ لهما بمصلِّح، فأخبرني أنه لا تصليح لهما، فليست لهما مواد احتياطية، والأفضل لي أن أستبدلهما بجهازَين جديدَين، قد يُكلِّفانني نصف مليون دينار/ أو أكثر- فما رأي سيادتك؟!
عن ماذا أتخلّى؟!
هل أتخلّى عن الطباخ، فلا آكل؟! أم أتخلّى عن الثلاجة، فلا أشرب ماءً باردا في هذا الجوِّ الحارق؟!
قد يسائلني العباقرة من مستشاري سيادتك عن سبب شرائي أجهزة ليست لها مواد احتياطية، فأعتذر إلى حضراتهم، وأعترف لهم بضرورة عودتي إلى أهل الخبرة الذين لا يتمكنون من نصحنا، فالله يشهد أنني ألجأ إلى أهل الخبرة حين أشتري، لكن خبرتهم لا تنفعهم، فمن أين لهم أنها أجهزة بلا مواد احتياطية؟!
وشراء جهاز واحد؛ يفرض عليَّ الاقتراض، فكيف بجهازَين، بل بجهازَين، وورقة كهرباء تكلفتها 150000 دينار؟!
ومن يدري ماذا يُخفي الغد؟!
ولو اقترضْت، فمن أين أسدد يا سيادة الرئيس والراتب التقاعدي/ يشهد الله- كما يقول العراقيون:- (من تحت الجاجة، لِحَلِق أبو علي)، يعجز عن تقديم ثمن الدواء؟!
أنا لا أشكو إليك، فأنا لا أريد منك شيئا، فقد كُنْتُ مظلوما في زمن الظالم، ولم يُنصفني هذا الزمن، وأريد أن أقول هذا لله سبحانه وتعالى، فبماذا ستُجيبونه، لو كنتم تُصدِّقون بأنه سيسألكم وسبحانه يقول:- (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24)؟!
إنني أصف لك واقعا، ولا أريد منك شيئا؛ تماما كما لم أُرِدْ من غيرك شيئا، فإنا لله الذي ابتلانا بكم، وابتلاكم بنا، وإنا إليه راجعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة