الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ماء الورد- فيلم يفضح قمع النظام الإيراني للمحتجين عامةً والصحفيين خاصة

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 7 / 27
الادب والفن


"ماء الورد" فيلم يفضح قمع النظام الإيراني للمحتجين عامةً والصحفيين خاصة

"Rosewater"
علي المسعود
تلعب الأفلام السينمائية دوراً توثيقياً مهما ، حين تسرد قصصاً جرت أحداثها خلال فترات تحول تاريخي أو سياسي عاشها مجتمع ما . وفي الواقع يتحول الفيلم السينمائي حينها إلى فيلم توثيقي مهم يقدم شهادة حية على مراحل التحول التاريخي أو السياسي . هذا الاندماج الحاصل بين عملية التوثيق والعملية الفنية المتمثلة في صناعة فيلم سينمائي لا يعني وجوب التزام صانعي الفيلم بالحيادية في طرحهم وهو الأمر اللازم لعملية التوثيق ، فالأساس هنا هو تقديم عمل فني ، والعمل الفني بكل أنواعه لا يعرف الحياد على أعتبار أن الفن هو تعبيرعن موقف صانعه من قضية إنسانية ما. في المقابل ، فإن هذا الاندماج يستلزم قطعاً الغوص في أعماق الشأن التاريخي أو السياسي موضع السرد أو التحقيق ، وتقديمه على الشاشة بشكل كافي ومستوفي . كم هي الأدوات الفعالة التي يمكن استخدامها على مستوى جماهيري ومخاطبة الرأي العام العالمي لفضح وحشية النظام الإيراني؟ ، وأنا أتحدث عن السينما كأداة لها عشاقها في العالم ، وقد تصل الرسالة الإعلامية والسياسية من خلالها إلى ملايين المشاهدين أكثر مما يكتب من المقالات التي تعري النظام الإيراني وبطشه لمعارضيه .
فيلم " ماء الورد " من هذا النوع من الافلام الذي يفضح النظام الايراني وإنتهاكاته للصحفيين ، وهو توثيق لفترة إعتقال الصحفي الكندي–الايراني الاصل "مازيار بهاري" خلال تغطيته للانتخابات الرئاسية في إيران العام 2009 ، وتفاصيل الاستجواب وفترة سجنه التي دامت أربعة أشهر ، بتهمه الجاسوسية والعمالة (للشيطان الأكبر والصهيونية العالمية) ، أثناء ثورة إيران ضد إنتخاب أحمدي نجاد ، هو فيلم أمريكي / إيراني يروي فيها قصة( بهاري) هو وعائلته مرورًا باعتقاله من قبل السلطات اﻹيرانية بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 ، بتهمة تخابره مع جاسوس أمريكي ، وهو الإعلامي الأمريكي (جون ستيوارت) عندما ظهر معه في حوار تلفزيوني ـ لم يكن الإعلامي الأميركي، جون ستيورات، ينوي إخراج فيلم سينمائي ، يقول "ستيوارت" انه لم يكن يسعي لاخراج فيلم، لكن حينما تم القبض علي الصحفي الايراني الكندي مازيار بهاري بعد ظهوره في برنامج "ذا ديلي شو"، اصبحت متورطا اكثر في القصه ، ما دفعني لاخراج فيلمي الاول عن قصه بهاري، و شعرت إني مسؤول جزئيا عن إلقاء قبض السلطات الايرانيه عليه".
الفيلم الذي يحمل عنوان "ماء الورد" مقتبس من كتاب مذكرات الصحافي مزيار بهاري، بعنوان "ثم جاءوا إليّ "، يحمل الفيلم رسالة مهمة وهي "يمكنهم سجنك، لكن لن يستطيعوا سرقة الأمل منك"، الفيلم من بطولة كل من الممثل الاسباني غايل غارسيا برنال ، والممثلتين الإيرانيتين ، "شوهريه أغدشلو" و كذالك الممثلة "غولشيفته فرحاني" ، محور الفيلم يدور عن قمع النظام الإيراني للمحتجين عامةً والصحفيين خاصة وعن الإعتقالات التعسفية والتي حدثت بعد ألانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران / يونيو من عام (2009) . بدأت الاحتجاجات والتي اطلق عليها ( الثورة الخضراء) ليلة 12 يونيو عام 2009، عقب الإعلان عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بنسبة 63% من الأصوات، رغم العديد من المخالفات المبلغ عنها. أمرت الحكومةُ الشرطة وقوات الباسيج شبه العسكرية بقمع الاحتجاجات بعنف، نظرًا إلى حالات العنف المتفرقة التي وجدت في الاحتجاجات ، وتعرض المتظاهرون للضرب والاعتقال والتعذيب ، وحتى إطلاق النار في بعض الحالات . وقامت باعتقال آلاف آخرين وتعذيبهم في في سجون مثل كهريزاك وإيفين . أغلقت السلطات الإيرانية الجامعات في طهران، وحظرت المواقع الإلكترونية، وقطعت إشارات الجوال ، وحظرت التجمعات وظهرت شروخ داخل السلطة إلى العلن ، تضاعفت الاحتجاجات الشباب و الطلاب في طهران على وجه الخصوص . ورفع متظاهرو الحراك "الاخضر" ـ تمثلا باللون الرمزي للإسلام ـ شعارات معادية مثل "ليسقط أحمدي نجاد" و"الموت للديكتاتور" و"ليسقط خامنئي" وحتى "ليسقط مبدأ ولاية الفقيه". (ماء الورد)، الفيلم وثّق تلك الثورة الخضراء التي حدثت في إيران عام 2009 ، والذي يحكي قصة الصحفي الكندي الجنسية الإيراني ألاصول، والذي يعمل مراسلاً لمجلة النيوزويك الأمريكية في مكتبها بلندن ، وهو مأخوذ من كتاب الصحفي "مازيار بهاري" عن تجربة الاعتقال والبطش التي تعرض لها في السجون الإيرانية . تبدأ قصة الفيلم من لحظة إعتقال الصحفي في بيت أمه العجوز مع مصادرة و التحففظ على كتبه ومجلاته وجهاز الكمبيوتر الخاص به ، ثم يرجع بنا المخرج الى قبل 11 يوم حين وصول الصحفي بهاري إلى مطار طهران في رحلة لتغطية الانتخابات الإيرانية التي جرت عام 2009 ، وتعرفه على سائق التاكسي الشاب المندفع ، الذي كان على دراية بالوضع السياسي في بلاده ، والذي استمر مع بهاري في تنقلاته لتغطية ذلك الحدث ، وأخذه في جولة الى الجانب الآخر الفقير من العاصمة طهران ، إذ وجد التأييد الشعبي الجارف في تلك الأحياء للمرشح المنافس لأحمدي نجاد وهو ( مير حسين موسوي)، وكانت النتائج يوم إعلانها تشير إلى فوز ساحق للمرشح موسوي الذي وعد أثناء حملته الانتخابية بتحرير الاقتصاد وانخفاض البطالة ، ولكن التلاعب بالنتائج وتزويرها حال دون فوزه ، ما دفع الجماهير للخروج إلى الشوارع احتجاجاً على التزييف والتلاعب بالنتائج، أو كما عرف وقتها بالثورة الخضراء، المهم أن الصحفي بهاري سجل بكاميراته الأحداث الأولية للاحتجاجات، التي وصلت إلى محاولة الجماهير الغاضبة اقتحام مبنى الأمن الرئيس ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين على أيدي رجال الأمن . هذه الصورة التي نُقلت للخارج لم تعجب السلطات الإيرانية ، وتم القبض على بهاري في منزل والدته ، في يوم 21 حزيران/يونيو 2009 ، إثر تغطيته لأحداث الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الإيرانية حينها، وكان بهاري الذي عمل مراسلاً لمجلة "نيوزويك" الأميركية ، وهومن الصحافيين القلائل الذين وجهت إليهم حينها، دعوة للحضور وتغطية الانتخابات ألايرانية وبعد أن أشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "علي خامنئي" أنّ "استمرار الاحتجاجات لا يُطاق". بدات حملة الاعتقالات و المداهمات ، وعليه حضر بعد يومين، عناصر من أجهزة السلطة الإيرانية، حاملين معهم مذكرة اعتقال، الى البيت الذي كان بهاري يعيش فيه مع والدته الطاعنة في السن، " بهاري" سجن والده لسنوات عدة سنوات إبان حكم الشاه بكونه شيوعيا ، ثم سجنت وبعدها اعدمت أخته مريم وتقوم بدورها (الإيرانية غولشيفتيه فرحاني) في عهد الخميني لكونها مناضلة شيوعية ، ولكنها حاضرة في ذاكرة بهاري ، ولذلك نحن نراها في مشاهد كثيرة ، كما أن والده أيضاً متوفى ، ولذا لم يبقى لأمه سواه ، ورغم حذره ومع كل ما قام به من محاولات لتجنب السجن ، لكنه لم ينجو من ذالك ، حيث قاموا بمصادرة جهاز الحاسوب الخاص به وأودعوه رهن التوقيف، ووجهت إليه تهم بأنه "جاسوس ومخرّب"، إضافة إلى "نشر معلومات معادية للنظام عبر إرسال تقارير خاطئة عن الانتخابات إلى وسائل إعلام أجنبية، والإخلال بالنظام العام من خلال المشاركة في تجمعات غير مرخص بها، وحيازة وثائق يمنع نشرها . وقبيل اعتقاله بأيام، ظهر بهاري في برنامج "ذا ديلي شو"، حيث كان عنوان الحلقة "مصلحة الفرس"، واستخدمها المحققون في إيران كدليل على "تجسسه لصالح وسائل إعلام غربية". ويكشف الفيلم أيضأ قصة هذه العائلة التي دفعت بالشهداء لأجل وطنهم، بدءاً باعتقال واستشهاد والده في زمن حكم الشاه بسبب آيديولوجيته الشيوعية، ومن ثم اعتقال أخته مريم في بداية الثورة الإيرانية ومقتلها في السجن . الفلم يقدم صوراً بشعة للتعذيب الذي عايشه الصحفي بهاري في سجنه الانفرادي في معتقل نيفين ، وصور العذاب المعنوي والجسدي الذي تعرض له بتهمة يعرف المحقق الإيراني أنها غير صحيحة وملفقه ، وفي المقابل كيف تم عمل حملة إعلامية لمحاولة تغطية قضيته والدفاع عنه سواءً في كندا أو في غيرها ، والمضحك أنه بعد تعاطي الإعلام الغربي وتصريح وزيرة الخارجية الأمريكية في تلك الفترة هيلاري كلنتون عن حال سجن هذا الصحفي ، تم إطلاق سراحه ، ولكن السلطات الإيرانية قامت بمحاولة تجنيده بأن يكون جاسوساً لها في الغرب . عنوان الفيلم ( ماء الورد) مستمد من الرائحة التي يشمها من المحقق أوالجلاد ، لانه عادة ما يكون " بهاري" معصوب العينين أثناء استجوابه ، المميزة الوحيدة للمحقق هو أنه يشم رائحته ألا وهي رائحة " ماء الورد " ، لكن تلك الرائحة "ماء الورد" أصبحت فيما بعد مرتبطة بذاكرة مرعبة، فهو الكنية التي أطلقها بهاري على المحقق الذي قام بتعذيبه على مدى 118 يوماً ، يعود الفيلم في الزمن بعد أن نشاهد في المشاهد الأولى المحقق (الممثل الدنماركي كيم بودنيا) وهو يقف على سرير بهاري لاعتقاله ، لنشاهده في بداية زيارته لإيران وتركه لزوجته البريطانية الحامل في بريطانيا (كلير فوي) ، وذلك لعمل لقاء مع المرشح الأبرز في إيران وهو "مير حسين موسوي" والمنافس الأخطر ل(أحمدي نجاد) . يقيم بهاري عند ذهابه لطهران مع أمه (الأمريكية ذات الأصل الإيراني شهرة آغداشلو) . الفيلم وبشكل صريح وواضح ويفضح النظام الإيراني الذي يدعي النزاهة والعدالة ، لكون " بهاري" صحفي يحترم مهنيته الإعلامية فضح ذلك النظام ، وكان رده قاسياً على عائلة" بهاري" وخصوصاً زوجته الحامل التي تعيش في لندن ، إذ طلبوا من بهاري بعد اتصالهم بها تلفونياً أن يطلب منها أن توقف الحملة التي كانت تديرها لإطلاق سراح زوجها من المعتقلات الإيرانية . من المشاهد الرائعة و المؤثرة هو حضور والد الصحفي (مزيار بهاري) ، وكذالك أخته المناضلة الشيوعية ، في لحظات ضعفه أمام المحقق يستمد قوته من ظل ابيه الشيوعي الذي مات في زنازين الشاه أو اخته مريم الشيوعية المناضلة التي ماتت هي الاخرى في سجون الخميني، عندما يدب ألياس الى روحه و يدب الضعف و الاستسلام اليه وهو في الزنزانة في اليوم 52 يجد نفسه امام ظل وصوت ابيه حين ضعف امام سوط الجلاد وتحت وطأة التعذيب وفكربتوقيع اوراق أخبره الوالد هو يقول: "يجب ان تترك هذا المكان وانت بكبرياءك "، وتمر بذهنه صورة أخته مريم وتقوم بالدور الممثلة الإيرانية (غولشيفتيه فرحاني) ويستذكر (مزيار بهاري) معها، زيارته لها في المعتقل وهو في العاشرة من عمره وكيف كانت قوية وهي تصرخ بوجه السجان :" عار عليكم ، وضعتم العصبة على عيون طفل في العاشرة من عمره!". وتحضنه وتهمس في أذنه :" يجب أن ترى كل الافلام التي تريد رؤيتها ، ويجب ان تسمع ماتريد من الاغاني ساعيش في داخلك . ولتحيا من أجلي" . ومرة حين طلبوا من ( مزيار بهاري) أن يظهر على شاشة التلفاز ، ويعترف بذنبه و كيف قام بالتجهيز للثورة مع العملاء الاجانب وبعدها يقدم إعتذاره ، وحسب تهديد جلاده ( ماء الورد) ،"يجب ان يفعل ذالك وإلا جعلوا زوجته الجميلة ارملة" ، وفي محاولته على التدريب على ورقة الاعتذار في زنزانته ، ياتيه صوت ابيه : "لم يتوجب عليك فعل ذالك، وليس مضطرا للخروج على شاشات التلفاز ، لطالما قمتٌ بحماية كرامتك ، لم ترى ماكنا نعاني في الزنازين، فانت بالكاد قاموا بلمسك ، غيرك قد عانى اكثر من ذالك "، فيرد عليه ، "كلا بابا ، أنت لاتفهم . انت لا تفهم بابا ، أنا ان كنت مذنبا حقا، فقد قمت بتصوير الحقيقة ، و مالذي يخشونه غير الحقيقة ، أخبرني ؟ ، لن تصنع أي فارق ، انظر أين أوصلتني؟ "، فيرد الاب ،" ألم يخطر ببالك الحلم الذي ساعدك في تحمل هذا التعذيب قد تم تحريفه؟، من اين تعتقد إنهم تعلموا هذا النوع من التعذيب ؟، من الاتحاد السوفيتي وقسم من وكالة الاستخبارات الامريكية ومن وكالة الموساد الاستخبارية، ومن جميع وكالات الاستخباربية في انحاء العالم "، يرد عليه أبنه (بهاري )، وهل يستحق الامر؟ أن تترك أم وطفلا لوحدهما؟، ساقول ذالك أمام الكاميرا، وبعدها سأعود الى المنزل"، وفي مشهد آخر ، وحين يصل لمرحلة الياس في الخلاص من العذاب في زنزانة فارغة من كل شئ سوى سجادة تفوح رائحتها النتنة ، منسي لا احد في هذا العالم يتذكره أو يزوره ، يستنجد باخته مريم ، ويخبرها " أنا خائف" ، ترد عليه مريم : "أنت خائف "! ، هم الخائفون ، لقد عذبوك على جريمة مختلقة ، وهي كونك شاهدا عليها ، هذا هو الخوف ، أنهم خائفون منك ، هم الضعفاء وليس أنت؟، أستخدم حريتك ، واستغل ضعفهم، حارب". وبعد ضعط عالمي وحملات المجتمع الدولي لاطلاق سراحه ، تذعن السلطات الايرانية وتطلق سراحه وهو يردد " إذن الرجل الذي أتهم بكونه جاسوسا ، ليس جاسوسا في الحقيقة ، ولكن أذا اردت ان تكون جاسوسا لنا ، سنكون شاكرين لك !!!" . يخرج " بهاري " من الزنزانة بعد قضاء 118 يوما بعد أن يحفر على الجدار عبارة : (ليس وحدك) ، ليجد والدته بانتظاره مع الألاف من عوائل المعتقلين الذين يتنتظرون الافراج ، عن أبناءهم او اباءهم ، في النهاية يركب الطائرة المتوجه الى لندن ، وهو يقول : " أخيرا، أصبحت حرأ ، ولكن سعادتي إضمحلت بسبب الذين تركتهم خلفي ، أناس لم يحصلوا على إلاهتمام الدولي ، رجال ونساء ، جريمتهم الوحيدة ضد الدولة ، أنهم لم يؤمنوا بكمالها "، ويترك وراءه المئات بل الألاف من الصحفين و المحررين المعتقلين بتهمة كونهم شهود ، وبعد عوته ومن منزله في لندن يعمل ( مازير بهاري) بلا كلل حتى يلفت العالم للحالة التي يواجهونها ، بعد 5 ايام من إطلاق سراحه عاد ماوير بهاري الى الهمل خلف الكاميرا، لتصوير لحظة ولادة أبنته . ورغم أنّ بهاري لم يوجّه أي لوم للإعلامي جون ستيوارت بسبب ما تعرض له بعد عرض الحلقة، غير أن ستيورات شعر حينها بأنه "معني بهذه القضية، طالما أنّ اسمه ورد في غرفة التحقيق المظلمة، حيث كان بهاري يخضع للاستجواب". وبعد الإفراج عن بهاري في تشرين الأول/ أكتوبر 2009، بعد أن قضي بهاري 118 يومًا في سجن إيفين ، قام ستيوارت باستضافة بهاري مجدداً، وتشارك الاثنين نقاشاً مرحاً، تخلله استعادة لما ورد في المقابلة الأولى التي أدت إلى اعتقال بهاري .
تم إصدار الفيلم في دور العرض بتاريخ 14 نوفمبر 2014 ، والقصة من كتابة كل من "إيمي مولوي" و "مازيار باهاري" ـ ويقوم ببطولة الفيلم الممثل المكسيكي "جايل جارسيا برنال" الذي اشتهر بادائه دور تشي جيفارا في فيلمين، هما "فيدل " في عام 2002 ، والثاني هو فيلم "مذكرات دراجه ناريه" عام 20004 . مع مشاركة للممثل المصري "امير المصري" بدور "علي رزا" صديق نجل احمدي نجاد و الذي كان مشرفا على الحملة للانتخابية للرئيس الايراني السابق . وقد برهن الممثل "بيرنال " في هذا الدور أنه ممثل قادر على تجاوز نفسه بشكل لا متناهي . ويمكن القول ان المخرج حاول عدم الغوص كثيراً في تراجيديا الاعتقال والتعذيب، خاصة في السجن الانفرادي، وربما كانت مساحة خلفية الحدث أكثر من الحدث نفسه أو التجربة التي مر بهاري نفسه ، ولكن تظل هناك لقطات مكثفة ومعبرة، كتلك التي يرفع فيها بهاري يده ليصل إلى الضوء متداخلاً مع ظلال الأسلاك الشائكة الواضحة على الجدار، وكذلك لحظة بداية الانفراج ورقصه في الزنزانة وسط مراقبة المحقق له بالكاميرا في نظرات ذهول وبها تعجب وعدم فهم لتصرف السجين . أخرج الفيلم و أنتجه الصحفي والاعلامي الأميركي المشهور "جون ستيوارت " مقدم البرنامج الأمريكي الساخر ( ذي ديلي شو). " The Daily Show "
والذي حاز على العديد من الجوائز عن برنامجه الذي يقدمه منذ عام 1999. والحقيقة أن من يشاهد الفيلم، ولا يعرف أن معظم الممثلين ليسوا إيرانيين، يمكن له بسهولة أن يتخيل أن المخرج إيراني . حيث يتناول الفيلم، من وجهة نظر إيرانية بحتة، أحداث الثورة الخضراء التي راح ضحيتها الكثير من الإيرانيين. والمقتبسة من السيرة الذاتية لمازيار بهاري (الصحفي الإيراني الكندي المقيم في بريطانيا)، والتي تحمل عنوان ، "Then They Came For Me" .
في الختام ، الرسالة الاساسية للفيلم هي (عدم الاستسلام ، وعدم التخلي عن الأمل)، بالاضافة التجارب النضالية والدروس العظيمة وبشكل خاص من التجربة النضالية لكل من الأب وألبنت في السجون الايرانية . وكذالك المشاهد التي تصوّر قمعَ النّظام الإيراني للمحتجين والمعاملة القاسية للمراسل مازيار بهاري والتي كانت تعبيراً دقيقاً للأحداث داخل السجن في إيران وكيف تم التعامل معه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث