الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق تحت وطأة العذاب

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تأملوا يا سادة هذه الحرارة القاتلة،التي بُعثت إلينا من جهنم بشكل مخصوص.و تأملوا فوق ذلك،نفسية هذا الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض،كيف إنها تعاني و تشحذ من أجل البقاء،تأملوا كيف يقضي الواحد من هذا الشعب يومه،و لا أقصد بالتأكيد أبناء الأغنياء فهؤلاء بالتأكيد يعيشيون في بحبوحة الحياة و لا يهمهم أمرها بكل حال،بل أقصد الإنسان الإعتيادي ذلك الذي يعاني من أجل لقمة العيش من أجل ان يبقى هو و عائلته على قيد الحياة.

و كورونا ذلك الوباء المستجد الذي يشكل منذ ما يقارب ال8 أشهر اخطر الأحداث التي تمر بها البشرية في العقد الإخير كأقل تقدير.فقد سبب هذا الوباء الكثير من المشاكل و التبعات الثقيلة بالنسبة للطبقات الفقيرة و المعدمة،و هي شكلت ثقلا عظيما مع درجة الحرارة العظيمة في صيفنا الهادئ و الوديع.

و بهذا لا يجب أن نقول إن كل شيء في سلام،فهناك غضب تشعله حرارة الجو في دواخلنا،غضب عارم يريد تمزيق اي شيء من اجل تفريغ ما فيها من ألم و قهر و ظلم.

فالعراق يا سادة ليس بلدا صالحا للعيش،و لا يمكن ان يكون كذلك ما دام الوضع كذلك.إن الأحوال من حولنا تدمرنا و تشل قدراتنا و تجعلنا نبغض العيش و الإستمرار،نبغض ان نكون جزء من هذا البلد المسحوق.فأي بلد غني كالعراق،تنقطع فيه الكهرباء ل12 ساعة بينما حرارة جوه تصل إلى اكثر من 50 درجة مئوية.فأي بلد غني كالعراق ينقطع فيه الماء وسط النهار،فأي بلد غني كالعراق،يعاني أبناءه من خيبة أمل من المستقبل،فالمستقبل لا يمكن أن نتأمل فيه خيرا،إنه أسود فضيع،و مريع بكل الأحوال.

و أما الحديث عن السياسة،فهو مؤلم من الداخل،و قاسي من كل النواحي،فهنا نتحول من الحديث عن المعاناة و القسوة إلى الحياة الهنيئة.فالسياسيون يلفحهم هواء التبريد ليل نهار،و الماء عندهم صاف زلال،فكيف ينقطع عن أولوا الأمر فينا،ظلال الرب في الأرض،فليبارك بكم !

و هؤلاء السياسيون و هم مجموعة من الحمقى و التافهين،و هم يتحكمون بكل شيء في حياتنا،كل شيء على الإطلاق،فهم من يحددون مستقبلنا و حياتنا،و رفاهيتنا و تعاستنا.كم هو أمر تافه أن ترى مجموعة من الجراثيم تتحكم بكل شيء،إنه امر مروع بالنسبة لمن يطلب الحرية و يصدح بمبادئ حقوق الإنسان اللعينة.أيتها اللعنات إسمعي ندائي،هذا الإنسان يريد حقوق الإنسان،ايتها اللعنات إسمعي ندائي !

و مما يُربك عقولنا و يوقف قلوبنا هو أن هؤلاء السياسيون عندما ينزلون إلى الشارع،يُستقبلون بإحترام و إطراء.و أقرب مثال هو زيارة الكاظمي إن مدينة الطارمية بعد مجموعة من المشاكل هناك،حيث إستقبلوه أهلها بالترحاب العظيم؛ سيدي سيدي هلا بيك.هل من المعقول،هل يعقل أن يستحق هؤلاء هذا الترحاب،إنهم لا يستحقون سوى رميهم بالبيض و الطماطم،او بالأحرى رميهم بالقمامة فهذا أدنى ما يستحقون.

فمهما تكلمنا و مهما طالبنا فهؤلاء لن يسمعوا و المستقبل ليس فيه أي أمل؛ إنه أمل رديء،بل انه أمل قد صدأ كل ما فيه.و بما أن الحال كذلك،فيجب أن يَكون هناك تغيير شامل؛لا يعم قلة من الناس،بل يعم شيء كبيرا شيء خطيراََ،فالوضع لا يحتمل غضبا متراكما أكثر،فيوم بعد يوم يستبد هؤلاء،و يستغني الواحد منهم بإستمرار وجود هذه النظام.

السؤال هل ستوافق تلك الدول الكبرى على هذا التغيير،و هل سيتحد الشعب مع بعضه ضد هؤلاء.انا أُشكك كثيرا،فالشعب العراقي لن يتوحد أبداََ،و هو ان توحد سيتمزق مرة أخرى.فنحن يا جماعة لسنا شعبا بل مجموعة من القوميات و الأديان و المذاهب و الأهواء و التيارات المتناحرة،و ليس فينا من يستطيع هدم هذا التناحر،ربما يستطيع فعل ذلك الذي سيأتي في آخر الزمان أقول ربما يستطيع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب