الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول القراءة و ما تعنيه

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 7 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لو أمكنني ان أصفُ القراءة،بوصف مختصر و شخصي بالوقت نفسه فانني سأَقول انها نشاط يشترك فيه القوى العقلية و المادية في فهم النص،فيغدو التفاعل بين هذه القوى شديدا متأَصرا و يكاد يكون مرتبط ارتباطا وثيقا،ليكَّون لنا فهمًا نستطع من خلاله ان نُجزء المعلومات الواردة في الصحيفة او الكتاب او المجلة،مهما كانت تلك المعلومات من سعة و كثرة و حتى تعقيد.فالاتحاد في هذه القوى العقلية و المادية،هي قوة عظمى،يمكن ان تنتج شيء عظيما ايضا.

و المشكلة ليست في هذه القوى نفسها،بل في من يستخدمها.فهناك من يستخدمها بشكل رائع و يستثمرها في فائدته و فائدة المجتمع الذي يعيش فيه،فترى مثل هذا الانسان واثقا عازما و حازما على تحقيق الافضل له و بالتالي لمجتمعه ايضا.و هنالك من يستخدمها بشكل يثير الفزع،فالشخص الذي يكره القراءة،لأسباب نفسية و اجتماعية حين يقرأ يشعر بأنه في الجحيم فعلا،او هو تحت رحمة شياطين غليظة.

و بودّي ان الخص عملية القراءة بكلمات بسيطة،يُسهل فهمها،و يُستساغ هضمها بعدة نقاط :

1-أهداف القارئ القبلية و تفحصه للمادة المقروءة بشكل سريع في البادية،بدءا من المقدمة و الخاتمة و العنوان الرئيسي لتلك المادة.و بالاضافة الى الأهداف القبيلة و الفحص الاطلاع للمادة،لابد و بشكل ما للقاري ان يعرف و لو بصورة مبسطة عن أهداف الكاتب و اتجاهاته.و لكن لا بأَس ان لم يعرف،فهو حتما سيعرف حينما يقرا الكتاب.و لكن عموما اقول ان المعرفة البسيطة الصحيحة،خير من اللاشيء.

2-تفاعل القارى مع النص،فكلما زاد هذا التفاعل-و الناتج اساسا من أهداف نفسية-زاد فهم القارئ.و تشمل هذه النقطة،الرغبة و الاستمتاع بالمادة المقروءة ،و حب الاستكشاف و الشغف بالمتابعة.

3-في متن النص يجب ان نحلل الأفكار و نقسمها الى رئيسية و اخرى ثانوية (التي تشرح الفكرة الرئيسيّة و تدعمها بالأدلة و البراهين).و هنا يكمن لُب الفهم لاتجاه الكتاب و الكاتب.ففي هذه المرحلة،يبدأ العقل بالتفاعل(ان تم تحفيزه طبعا لقراءة كتاب ما)مع النص بشكل أستغراقي عميق.ليأَخد اللُب الذي يتم تحديده من قبل القارئ حين يحدد أهدافه.

4-و عندما ننتهي من قراءة كتاب ما،سيكون لدينا الأفكار الرئيسيّة و الثانوية.و بذلك نكون قد فهمنا و لو بشكل مختصر الموجود في هذا الكتاب.و هنا يوجد امر مهم جدا،الا وهو انه عند إكمال الكتاب، لا يجب رميه بعيدا عن متناول أيدينا و عقولنا،بل ان نراجع تلك الأفكار بشكل مستمر،بعد القراءة مباشرة و بعدها بيوم ثم بأسبوع ثم بعد شهر ثم بعد 3 اشهر ثم بعد 6 اشهر،لتخزن هذه الأفكار في الذاكرة الطويلة الامد.فيتسنى لنا استدعاؤها بشكل تلقائيا و اتوماتيكي،دون الحاجة حتى لاي علمية تفكير.


وقد يصادف كل قارئ مبتدئ مخاطر النسيان و اندثار المعلومات فلذلك يستوجب اخذ قواعد عدة قد تخفف من النسيان ومنها :

1-اتباع قاعدة" لا تسرع في القراءة لكن لا تبطى كثيرا فالأول غير مجدي والثاني غير نافع يفضي الى الملل.

2-قبل القراءة يجب ان لا يكون في ذهنك اي عمل باقي لم تكمله.

3-المراجعة اهم جزء من القراءة والتي تتحتم على 10 دقايق بعد القراءة كاستراحة و5دقائق مراجعة وكذلك يمكن ان تكون مراجعة أسبوعية او يومية.

4-كتابة المعلومات المهمة القيمة في ملاحظات او دفتر خاص لها.

5-اقرا الكتاب اكثر من مرتين وأقل من اربع مرات لتعزيز المعلومات ان كنت نسيتها.

* لا تنظر الى الوقت الذي قضيته في القراءة بل انظر الى مدى المعلومات التي توافدت إليك اثناء القراءة فالوقت ليس مهم بقدر أهمية المعلومات التي تجمعت تقريبا في الذهن ولم تترسخ بعد الا بعد مضي الوقت عليها لتكون ثابتة تحضر للذهن في اي وقت لاستدعائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس