الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من تدمير التراث في الشرق ....من وراءه؟

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2020 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يجب أن نعلم أولاً أن مايقرره السياسة يعتمد على التاريخ !
وصحيح ان هناك مصالح تحرك الساسة
لكن التاريخ نفسه كان مزيجاً من المصالح!

ومن المعلوم أن التراث ثروة كبيرة من القيم وهي تعني كل قيمة باقية من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون مادية كالكتب والآثار المعمارية من مساجدومدارس وقلاع وقبور ,,ومعنوية كالآراء والانماط والعادات الحضارية ..ولهذه القيم التراثية التأثير المباشر على أجيال المنطقة ومقوماته فهو يستلهم الإرث التاريخي العريق لتحفز به اجياله وتنشطه وتعطيه القوة والمنعة من كل مخاطر تحدق به فيبقى متمسكاً بأصالته وعراقته ليعيد بناء نفسه من جديد ..ويكون البناء ليس بذلك الصعوبة ان كانت هناك إرادة لأن اسسه وجذوره متجذر في عمق تاريخيه الأصيل والمتين وبذلك يستطيع في كل حين أن يمتلك الارادة وإدارة النمو من جديد ...!

ولكن عندما نتأمل في ما جرى من سوريا وقبلها في العراق نرى ان هناك تدمير مبرمج لكل معالم الحضارة والتراث التاريخي لها فسوريا تعرضت لإبادة تراثية وإنسانية قبل الإبادة البشرية !
والانسانية أيضاً هي جزء من التراث الحضاري لها ..
فمن وراء القصف المتعمد للتراث الاسلامي من مساجد تعود لإرث الصحابة ومدارس علمية تخرج منها آلاف العلماء ورواد النهضة امثال الزنكي ونور الدين وصلاح الدين وغيرهم من المدارس التي نورت دروب اجيال واجيال من المسلمين
وقاموا بتدمير أعرق مدينة في التاريخ وهي مدينة حلب ...

من كان وراء القتل المبرمج للتراث العلمي لعلماء سوريا وقبلها في العراق ؟ ففي العراق تم إبادة فحول العلماء في الموصل وغيرها من المدن والضواحي ولا أحد تكلم عنهم أمثال الشيخ محمد الفيضي وغيرهم من علماء دين وعلماء طب وجراحة قل ان تلد النساء مثلهم ؟
والعملية مستمرة بنفس النهج في سوريا !!
يقال ان هناك شركات ممولة مختصة بقتل العقل الشرقي كي لا ينهض ولا يتفكر بشكل صحيح ويعطي المجال للعقل المتشدد بالتحرك والنمو لانه يوفي بالغرظ المطلوب ويمكن قلعه كلما أرادوا ذلك لأنه قليل التجذر وسهل الاحتواء ؟
ومن ثم تم دعشنة منطقة الموصل وقاموا حينها بمهمة تدمير قبور الانبياء مثل تدمير قبر. النبي يونس والنبي جرجيس
وبعد انتهاء مهمتهم دمروا منارة الحدباء العريقة التي كانت تمثل كتاباً مفتوحاً يحدثك عن تاريخ المدينة

وهناك الطرف الايراني الذي كان يتم تحضيره ليغطي الساحة الجديدة والمهيئة للقيام بكتابة تاريخ جديد وفق معطيات جديدة ويشارك في كل هذا التدمير الذي (بنظره ) كان الوريث القديم للمنطقة ولولا الاسلام !
لما انحسر وهو يحاول منذ الف سنة بالتغطية والسيطرة على المشهد السياسي للشرق لكنه في كل مرة باء بالفشل وأن إرثه التاريخي وخبرته العريقة في الاغتيالات والمؤامرات والاحتيالات والفرق الباطنية والذي لا يضاهيه حتى الموساد يجعله من المتهمين الرئيسيين في هذه الاحداث
وان هذا الجديد الإيراني الذي يرى التراث لعنة وطامة كبرى ؟
مع القوى التي ظلت قروناً تلهث في الاستلاء على هذا الارث التاريخي وكانت بمثابة بعبع وكابوس لها قد تلاقت مصالحهما على تدمير هذا التراث وتغيير كل معالمه التاريخية ,, حتى أن هولاكو بنظرهم لم يكن متوحشاً بما فيه الكفاية حين رمى الكتب في البحار ولم يقم بتدنيس وتدمير كل معالم هذه الحضارة وكان اسلام المغول نفسهم بمثابة الصاعقة على فارس بعد سنتين فقط من الاحتلال ؟

وفي المقابل نجد الفصيل السني المتمثل بالمدرسة السلفية الوهابية التي تم ترسيخ أسسها في قلب أقدس منطقة عند المسلمين في مكة والمدينة نجد أن لديهم آراء ومعتقدات قد تم تسويقها أيضاً لهدم التراث
فحركات تنظيم (داعش) في المسارعة في هدم الأضرحة والقبب وقبور الأنبياء، كانت نابعة عن خلفيّة سلفيّة وهابيّة، قامت بهذا الفعل منذ قرون، وما زالت تفعل. لذا فإن أوّل عمليّة قام بها التنظيم عند قدومه إلى العراق هو هدم قبر النبـي يونس وتفجيره، وهدم قبر النبـي جرجيس، غير مبالين بالعُمق الثقافيّ والفكريّ الذي يرمز إليه هذان القبران، والذي تتميّز به مدينةٌ عريقة مثل مدينة الموصل، متناسين عدم صدور مثل هذه الأفعال عن الصحابة حين قدموا إلى العراق، فضلاً عن (مصر)، المدينة العريقة التي ولاّها الصحابي عمرو بن العاص، الذي دخلها ولم يفكّر في هدم أضرحة الفراعنة، المتمثلة بالأهرامات، ولا حتى صنم أبو الهول، كرموز ثقافية تعبّر عن قِدَم هذ البلد وعراقته. وقد التمسوا أدلّة لهذه العلميات من فتاوى تابعة لممثل السلفية في السعودية، ومفتي الديار السعودية، بل المشرف على فتاوي العلماء، وهو الشيخ الملهم (عبد العزيز بن باز)، عندما أفتى عن قبور الأنبياء، أمثال النبـي يونس، فاختزل إجابته بالقول: "أمّا قبر يونس فلا يعلم أنه في نينوى، وجميع قبور الأنبياء لا تعلم ولا تعرف، فدعوى أنه موجود في نينوى أو في غيرها أمرٌ باطِل لا أصلَ له، وقد ذكر العلماء أنه لا يوجد قبرٌ معروف من قبور الأنبياء البتة، إلاّ قبر نبينا محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) في المدينة، وإلاّ قبر الخليل في الخليل في المغارة المعروفة، هذا هو المعروف، أما قبور بقية الأنبياء فغير معروفة، لا يونس ولا غيره من الأنبياء والرسل، قبورهم الآن غير معلومة، ومَنِ ادّعى أن قبر يونس موجود، أو فلان، أو فلان، فكلّه كذب لا صحّة له، ولا نعلم نبياً يُقال له: جرجيس، ولا يعرف من الأنبياء من يسمى: جرجيس، فالمقصود: أنه ليس هناك قبر نبـيّ معروف غير قبر نبينا محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) في المدينة، وغير قبر الخليل في بلد الخليل في المغارة المعروفة". وكون المنهجية السلفية تؤكّد هدم القبور المبنية، أو التي يتم زيارتها بنية التبرّك او الدعاء، فيجب إزالتُها وهدمُها، لأنها من الشرك الذي يخرج المرء من الملة، ويجب المسارعة في محو هذه الآثار، كعملية استباقية لبتر جذور الشرك!
ولهذا نرى كيف تم أيضاً هدم تراث النبي والصحابة في مكة والمدينة بحجة التوسعة او التبدع !
وكيف تم محو آثار معركة الخندق الفاصلة
واندثار مساجد وأماكن عند جبل أحد ومعالم الرسول الذي يمثل أشرف وأعظم شخصية عند المسلمين
وكيف رأيت بعيني عندما زرت مكان قصر( كعب بن أشرف )اليهودي الذي كان يهجو الرسول
ووجدت قصره ومزارعه الواسعة محفوظة
باسم ان التراث لها قيمة وكأن هناك أوامر بأن لاتمس أماكن يهود المدينة !!
وفي مصر أيضاً يتم بشكل مبرمج هدم أضرحة علماء ومتصوفة عهد المماليك
وهدم قبر شيخ المؤرخين المصريين ( تقي الدين المقريزي) والمؤرخ والفيلسوف الشهير( أبن خلدون) الذي أعتبر المنارة التي نورت درب نهضة أوروبا بتأسيسه علم جديد وهو علم الإجتماع
وكل هذا الهدم كان بحجة التوسعة وفتح الطرقات وكان بالامكان استحداث تصاميم تمكن من التوسعة دون المساس بتلك الاماكن التي تعتبر كتاباً مفتوحاً يحكي لك عن ماضيه وعن ما قدمه !
إنها كارثة
يريدون هدم تاريخ البلدان الشرقية
وأن تمحو من ذاكرة شعوبها ومحو الماضي
وأن تأتي أجيال لا تعرف شيئاً عن تاريخها وفي مقابل من سيقول أنه لايوجد دليل على ماضيك السحيق !!

وفي النهاية فإن من اسباب ما وراء هذا التدمير للمساجد والمدارس والمنابر والمقابر العريقة هي لترويض الشعوب على ماهو قادم
فالشعوب قد اعتادت عل مشاهدة هذه المناظر و المشاهد ..هل تتذكرون عندما احرق يهودي متطرف مسجد الاقصى لأول مرة ماذا حدث ؟

هل تتذكرون عندما قال أوردوغان المآذن رماحنا والمساجد ثكناتنا ماذا حدث ؟ كيف سجنوه حينها...
والآن يتم تدمير المساجد ومآذنها الشامخة على مسمع ومرأى الناس ولا احد يستشعر !!

هل تعلمون ماهو قادم ؟ تدمـــيــر بيـت المقـــدس وبناء هيكل سليمان !
ويظهر لك عهد جديد بتاريخ مغاير جديد .....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة