الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مياه العراق تقطعها ايران ...عطش ترويه السياسة والحروب

علاء ورد حسين

2020 / 7 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


الاهمية والتاريخ
عندما نتحدث عن ملف المياه المشتركة بين العراق وايران فلا بد ان نعود الى الجذور التاريخية للموضوع ،،، حيث بدأت مشكلة الأنهار الحدودية والمياه المشتركة مع إيران عام 1960 أيام حكم الشاه عندما أنشأت طهران سدا على نهر الوند وقطعت المياه عن مدينة خانقين الحدودية شرق محافظة ديالى ،، ثم أقامت سدودا على وديان مندلي والنفط خانه العراقيتين وقطعت مياهها عنهما ولا بد من الاشارة تمثل الموارد المائية القادمة الى العراق من ايران حوالي (35 %) من معدل إيراداته السنوية البالغة تاريخيا بحدود (70) مليار متر مكعب، ووفقا لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي" فإن العراق سيكون أرضا بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل النهران العظيمان إلى المصب النهائي في الخليج العربي، وتضيف الدراسة أنه في عام 2025 ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جدا في عموم البلاد مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد. ويبدو أن الحكومات العراقية على مدى قرن مضى فشلت في توقيع اتفاق ملزم مع الجارتين تركيا وايران يضمن حقوق بلاد ما بين النهرين بشكل دائم،
نظرة متفحصة
كانت الحدود المائية ،وبالذات في منطقة شط العرب في البصرة هي القضية الخلافية الأولى بين العراق وإيران لفترات طويلة، وقد وقّع اثرها البلَدان مواثيق كان آخرها في العام 1975 ضمن اتفاقية الجزائر. اما الموارد المائية التي تقع منابعها في إيران والقادمة الى العراق فلم تكن أمرا ذا شأن إلا في العقدين الأخيرين، لان تلك الموارد كانت قبل ذلك تجري برمتها الى العراق دون عوائق، لكن أنشاء سدود ومنشآت كبيرة على صدور تلك الانهار غيّر من الوضع الطبيعي لها، وأصبح معها العراق يتلقى نتائج سياسات وأنماط تشغيل لتلك المنشآت لا تتناسب بالضرورة مع مصلحته لانها تقرر بصورة انفرادية، كما هو الحال مع تركيا،
تصنيف المياه المشتركة مع ايران
• الفئة الأولى تمثل منابع الأنهار الكبرى وروافدها في المرتفعات الإيرانية إلى الشرق من حدود العراق الوطنية، وبالأخص نهر الزاب الأسفل، الذي يغذي سد دوكان ويصب بنهر دجلة إلى الشمال من مدينة بيجي، ونهر ديالى الذي يغذي سدَّي دربندخان وحمرين ويصب في دجلة إلى الجنوب من بغداد.
• الفئة الثانية هي الأنهار ومجاري السيول الموسمية، وخاصة في محافظة واسط جنوب مدينة الكوت بين مدينتي شيخ سعد وعلي الغربي، وفي محافظة ميسان وأشهرها نهرا الطيب ودويريج.
• الفئة الثالثة تتمثل بمياه النهرين الكبيرين وهما نهر الكرخة ونهر كارون، حيث يصب الأول في هور الحويزة جنوب شرق مدينة العمارة، والذي يغذي بدوره نهر دجلة شمال القرنة عن طريق نهر الكسّارة ، وشط العرب جنوب القرنة عن طريق نهر السويب، أما نهر كارون فيصب في شط العرب حوالي (30) كم جنوب مدينة البصرة.
• والفئة الرابعة هي مياه شط العرب التي تتكون من مياه الأنهار الأربعة الكبرى دجلة والفرات والكرخة والكارون، والتي تتأثر بظاهرة المد والجزر الطبيعية وتمتزج وفقها بمياه البحر التي تتسبب برفع مناسيب المياه في الشط او خفضها تبعاً لتلك الظاهرة الأزلية.
المشكلة المائية مع ايران
في عام 2011 كشف مصدر رفيع المستوى في اللجنة الفنية الحكومية المنوط بها ترسيم الحدود العراقية الإيرانية القول إن الجانب الإيراني أبلغ اللجنة بأنه سيقدم على غلق جميع الأنهار المتجهة إلى العراق
وحث المصدر الحكومة العراقية على ضرورة استعمال الورقة الاقتصادية والتجارية للضغط على الجانب الإيراني، لا سيما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين فاق عشرة مليارات دولار هذا العام، مشيرا إلى أن استعمال هذه الورقة يتطلب قراراً سياسياً وأن اللجان الفنية لا تستطيع التدخل بهذا الموضوع.

يذكر أن إيران أقدمت على قطع المياه عن أكثر من 45 رافدا وجدولا موسميا كانت تغذي الأنهار والأهوار في العراق، أهمها أنهار الكرخة والكارون والطيب والوند، وآخرها نهر هوشياري الذي يغذي محافظة السليمانية.
اخر الانتهاكات الايرانية
على سبيل المثال قامت السلطات الإيرانية بقطع المياه بالكامل عن نهر الزاب الصغير الذي يغذي مناطق واسعة في إقليم كردستان ومناطق عراقية أخرى بمياه الشرب.. ما أدى إلى أزمة فورية في مياه الشرب بقضاء قلعة دزه التابعة لمحافظة السليمانية . وبحسب المصادر كانتنت إيران قد أقامت سداً جديداً بمدينة سردشت القريبة من الحدود مع العراق، وبدأت بتخزين المياه في السد ما أدى إلى تراجع كبير في منسوب المياه المتدفقة للزاب باتجاه الأراضي العراقية حتى تم قطعها بالكامل ويعد النهر ثالث روافد نهر دجلة. ومن التداعيات الخطيرة المتوقعة لجفاف نهر الزاب الصغير انقطاع المياه عن نواحي التون كوبري وقضاء الحويجة، وناحية الدبس ومناطق كبيرة من من محافظة كركوك

المياه والسياسية بين العراق وايران
في العام 2011 اقرت الحكومة الايرانية مشروعاً لبناء 152 سداً، بعضها للتحكم و"استنقاذ" المياه الداخلة الى العراق، لا سيما الروافد والانهر، فيما الحكومة المركزية العراقية، وعلى الرغم من التجاوزات المائية الايرانية وتسببها بحصار مائي خانق على الاراضي الاساسية والمواسم الزراعية، لم تشتكِ من السلوك الايراني وفقاً للاتفاقيات الدولية التي تنظم التدفق المائي بين البلدان، وظلت الاجتماعات الخجولة التي عقدتها بغداد مع طهران بهذا الشأن حبيسة الأوامر السياسية التي تشدد على تقديم التسهيلات الكبيرة والتطبيع الكامل. ونيابياً، فغالباً ما يتم تجنب الاشارة الى الاضرار الإيرانية وتحميل المسؤولية كاملة لأنقرة في حرمان العراق من المياه العذبة. وفي الوقت الذي تعقد فيه اجتماعات متكررة ودائمة مع مسؤولين ايرانيين، لرفع التبادل التجاري او التنسيق السياسي، لا يتم التطرق لمشكلة المياه.
و اوضح تصرف على الاسقاط السياسي لمشكلة المياه مع ايران هو عندما عمدت السلطات الايرانية، وفي ذروة التصعيد الحاصل بين بغداد واقليم كردستان إبان ازمة الاستفتاء على انفصال المنطقة الكردية عن العراق العام الفائت، الى قطع رافد "الزاب الكبير"، اكبر الشرايين المغذية لدجلة، ويمتد 402 كم داخل الاراضي العراقية بمعدل 30 الف م3/ ثا، كعقوبة سياسية برضا بغداد التي لم تعترض على الفعل الايراني. وارجعت طهران التدفق الى الرافد مجدداً عقب إجراء الاستفتاء ولاحظ المختصون أنه كان أقل من التدفق الطبيعي السابق.
الواقع الحالي
على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط السلطة العراقية الجديدة بطهران، إلاّ ان الاخيرة لا تقيم وزناً للمصالح العراقية. وكمثال على ذلك ما يجري للمناطق الجنوبية من رفع لنسبة الملوحة جرّاء تحويل إيران لمياه البزل المالحة الى الارضي العراقية. وتعارض طهران بشدة اقامة مشروع "ناظم شط العرب" (جنوب البصرة، ما قبل مرفأ ابو فلوس) المصمم للحفاظ على مناسيب مياه عذبة مرتفعة في الشط لتقليل الملوحة، ومنع اللسان الملحي القادم من البحر من الصعود الى مناطق شمال البصرة. ويقول عضو بمجلس البصرة (طلب عدم الكشف عن اسمه): "إيران تعارض هذا الناظم، وتتحجج بالمعاهدات أو الاتفاقيات ذات العلاقة باستخدام المياه مع الدول المتشاطئة. المشروع قديم، طرحته حكومة صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي مجدداً، وبسبب ظروف الحصار لم يتحقق. وبعد التغيير طُرح اكثر من مرة، وعقب "صولة الفرسان" (2008) خصصت له ميزانية، لكن فجأة تنصلت حكومة المالكي من انشائه بضغط ايراني"
لقاء الوزير والسفير
في لقاءه مع السفير الايراني طرح وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني مع السفير الايراني في بغداد ايرج مسجدي مشاكل المياه المشتركة مع الجارة أيران وأهمها تلوث مياه شط العرب نتيجة أنقطاع تدفق مياه نهر الكارون من الجانب الأيراني منذ بداية شهر حزيران من كل عام ولغايه شهر تشرين الاول مما يؤثر سلبا على نوعيه مياه شط العرب وأرتفاع نسبة التراكيز الملحية مطالبا الجانب الايراني زيادة الاطلاقات المائية من نهر الكارون خلال هذه الفتره الحرجه ، كذلك تضمن اللقاء عرض مشاكل الانهر والوديان المشتركة وموضوع قله الايرادات المائيه للانهر التي تغذي سدي دوكان ودربنديخان والدعوة لضرورة التعاون الثنائي بين البلدين وعقد اللقاءات العالية المستوى بالقريب العاجل سواء في العراق أو في ايران
راي المتابعون العراقيون
يرى العراقيون ان الحكومة المقتدرة والقوة السياسية هي من تمنع الجيران من الاستيلاء على مياه العراق و ما يمر به البلد من شحة مياه مرده الى ضعف جعله نهبا للطامعين .
/ علاء ورد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية قريبة على حزب الله.. وبن غفير يهدد 


.. مقترح بايدن للتهدئة في غزة.. الأطراف الفاعلة ترفض الاتفاق |




.. آفاق التعاون الأميركي الإماراتي في مجالات الذكاء الاصطناعي |


.. معضلة اليوم التالي.. حكومة نتنياهو تخلت عن خطة تسليح العشائر




.. رئيسة برلمان سلوفينيا للجزيرة: نهنئ الشعب الفلسطيني باعتراف