الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة يوم أمس لن تمر دون عقاب

عامر الدلوي

2020 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لو أن ما حدث أمس كان مع إستمرار حكومة عادل عبد المهدي في الوجود لما أستغربنا ذلك , لكن أن يحصل ذلك في ظل حكومة السيد الكاظمي الذي قطع على نفسه عهدا ً في مناسبات عدة منذ تكليفه بالمنصب بالكشف عن و محاسبة القتلة لينالوا جزائهم العادل بعد سقوط تلك الحكومة جراء الضغط الشعبي المتواصل رغم التضحيات الكبيرة المتمثلة بأعداد الشهداء و الجرحى طيلة أيام إنتفاضة تشرين المباركة ... فهذا ما يثير الإستغراب حقا ً .
إن ما جرى يوم أمس من إقتحام لساحة التحرير و ذهاب دماء زكية لشهداء عاصروا الإنتفاضة من أيامها الأولى و شاركوا في كل فعالياتها النضالية من أجل الحياة الحرة الكريمة لشعبنا و كذلك الطريقة الفضة و اللاأخلاقية للإعتداء على المعتصمين من أصحاب الشهادات العليا قرب وزارة التعليم العالي , لهي أمور يندى لها الجبين .
إن كان هناك من لا يرضى بالتصعيد للإحتجاجات , فلا بد أنه لا يعيش هنا و لا يتجرع الذل و الهوان الذي تسقيه الحكومة للشعب منذ 2003 و لحد يومنا ولا بد أنه من المنتفعين من الأوضاع الشاذة التي يمر بها البلد , إذ كيف لمن يعيش في ظل حرمان كامل من أبسط مقومات العيش الكريم أن يتشدق بإدانة التصعيد و الأجواء العامة في البلد تتصاعد في كل لحظة مؤشرات إنهيارها الكامل .
ما هي طاقة التحمل لمن يعيش في ظل درجات الحرارة التي تجاوزت معدلاتها الخمسين درجة و هو محروم من الكهرباء و الماء الصالح للشرب , و في ظل إنعدام فرص العمل التي لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلا ً إلا بعسكرة المجتمع , و عدم اللجوء لتدوير عجلة الصناعة و الزراعة في البلد لإمتصاص تلك الطاقات الشابة المملوءة رغبة بالحياة والعمل للنهوض بوضع البلد و محاولة اللحاق بركب الدول المجاورة على الأقل و ليس الدول المتقدمة و المتطورة .
ما هي طاقة التحمل للمواطن التي لا تجبره على النزول إلى الشوارع إحتجاجا ً على الأوضاع المزرية ؟ لا بد و أنها كمية الإبر المخدرة التي يحقنه بها زمر من دجالين يعتلون المنابر الدينية و الإعلامية و التي تدعوه بأسم الله و الدين و المذهب إلى الصبر , و هذا كما يبدو ما لم يستطع السيد الكاظمي إستيعابه مذ تسنمه منصبه القديم كرئيس لجهاز المخابرات و مذ تسنمه المنصب الحالي , بفعل جيوش من الذباب الإليكتروني التي تحاول رفعه إلى مصاف الزعماء التاريخين لا بل إلى مصاف الآلهة رغم أنه ما زال يراوح في مكانه و يخضع لإبتزاز الكتل السياسية الفاسدة الماسكة بخيوط اللعبة المهزلة و المسماة العملية السياسية .
شهران مضيا و لم نسمع بتقديم فاسد واحد من الحيتان إلى محكمة النزاهة , ولم نرى أي تقدم ملموس في محاولة الإنفكاك من أسر الجار الشرقي في تدخله المباشر بالشأن العراقي و منع أي توجه حكومي للخلاص عبر ذيوله المتنفذة و بائعي الضمير من المطبلين لتلك الذيول على منصات التواصل الإجتماعي .
رحم الله الجواهري الكبير الذي تصادف ذكرى وفاته اليوم و هو القائل :
أتعلم أنت أم أنت لا تعلم .... بأن جراح الضحايا فم
فإن كنت تعلم .. فتلك مصيبة أيها السيد رئيس الوزراء .... و إن كنت تعلم فما عليك إلا أن تصطف مع شعبك و جماهيره المنتفضة ضد ظلم و طغيان هذه الكتل و تبدأ بتقليم أظافرها هي و أذرعها المسلحة التي تعيث في الأرض فسادا ً .
هنيئا ً لشهدائنا الأبطال مجدا ً و خلودا ً للذكر و الشفاء لجرحانا و عهدا ً لهم على الإستمرار مهما كانت التضحيات حتى تنعدل الموازين شاء الطغاة أم أبوا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب