الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن اسطوره النهايه والتوظيف الشيطاني لها

عدلي عبد القوي العبسي

2020 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهره عوده انتشار الهوس بخرافات الاسخاتولوجيا ( نهايه العالم ) والابوكاليبس ( كشف الحجاب والغيب لدى المختارين عن الايام الاخيره )

مع دخول فتره ما يسمى بعصر الاحيائيه الايمانيه مطلع الثمانينات والى الان تعد من ابرز الظواهر المرضيه الثقافيه السيكوباتيه الراهنه التي نشأت كاحدى افرازات النظام العالمي الراسمالي المأزوم حيث تسحق ادميه الانسان الفقير الكادح ويفقد الأمان الشخصي و المعيشي والوظيفي والصحي والغذائي والبيئي ومعه السلام النفسي الداخلي فيلجأ الى ملاذ خرافه النهايه
معزيا نفسه وقد وجد في سرديات اساطير نهايه الايام سلوانا وتبريرا للتخفيف من صدمه عالم جحيم الراسماليه المتوحشه الذي نعيش فيه والتي تقذف كل يوم بالآلاف من البشر الى مهاوي الفقر المدقع والمجاعه لا بل والموت جوعا
صاحب بروز هذه الظاهره ظاهره اعم هي ظاهره الاحيائيه الايمانيه و ظواهر اخرى كصعود اليمين المحافظ الفاشي في الغرب امريكا تحديدا وازدياد نشاط الماسونيه العلني
كلها أمور مترابطه وقد رأينا كيف ان اغلب رؤساء وقاده اميركا يؤمنون باسطوره وحكايات ايام النهايه
وثمة الكثير منهم ومن اتباعهم بل ومن الداعمين لهم في الخلف من كان ولا يزال يستثمر في هذه الظواهر ويستغلها ويوظفها في السياسه والاعلام والثقافه والفكر والاجتماع والاقتصاد
حيث كل شيء قابل للتسليع والتسويق والربح والتوظيف كسلاح فعال في تحقيق الهيمنه والتلاعب بالعقول وصناعه الراي العام
لا اتحدث هنا وفق منظور نظريه المؤامره ولكن ارصد ظواهر ارتداديه رجعيه في الفكر والثقافه والسياسه والاعلام تعكس ارتدادا وانحطاطا لبورجوازيه النظام الراسمالي الامبريالي المتوحش في ظروف ازمه اقتصاديه وشامله يمر بها النظام

تنتشر حكايا الاسخاتولوجيا والابوكاليبس وسط البسطاء البؤساء كانتشار النار في الهشيم حيث يجد فيها المتلاعبون بعقول البشر وعواطفهم وغرائزهم فرصا سانحه للاستثمار في سوق اليوتيوب وغيره من وسائط الميديا الاجتماعيه
ويوظفها السياسيون من الصهاينه والفاشيست والمحافظين والماسونيين ودوائر نفوذهم ومراكزهم ومؤسساتهم العالميه اولا ثم يليهم الدعاه في الاديان الابراهيميه الثلاثه بالتناغم والتوجيه من هؤلاء عند البعض وغباء وجهلا لدى البعض الاخر
كذلك ينضم الى جوقه المروجين والمستفيدين اصحاب اقلام الاثاره من الباحثين عن الشهره وايضا من المرتبطين المستفيدين ومن المشحونين بعصبيه الايديولوجيا فيوظفون هذه الاساطير والحكايا الخرافيه توظيفا سياسيا وثقافيا فكريا قذرا لتضليل جماهير عامه الناس طمعا في خلق اصطفاف واستقطاب سياسي ثقافي ايديولوجي مشبع بالعنصريه العفنه بينما يستغلها البعض لأغراض الربح المادي والتكسب المالي عبر جذب أصوات المشاهدين والمشتركين وتحقيق الشهره من خلال انشاء هذه القنوات والمواقع الشخصيه في اليوتيوب وغيره من الوسائط الاجتماعيه

ا

الا ترون معي ان الكثيرين من الإعلاميين واليوتيوبرز العرب دخلوا هذه السوق الجديده واصبحوا يحرصون على اثاره الغرائز وترويج الأوهام تقليدا لاخرين في الغرب سبقوهم في هذا النوع من الاستثمار القذر لاوهام البسطاء ولم لا وقد وجدوا انه ليس هنالك افضل واربح واكثر جذبا وكسبا للعقول والمريدين والاتباع من اللعب على نغمه ( نهايه الأيام ) والاستثمار في عواطف واوجاع وامنيات الحزانى و المهمومين كموضوع اثير ومحبب يفضله جمهور المتدينين العريض في العالم العربي وهم غالبيه مستخدمي الانترنت شبابا وكهولا ونساء واطفالا

هؤلاء الاوغاد ( المتكسبون من بيع الوهم والخرافه ) الذين يحطمون ما تبقى من نفسيه متفائله للبشر نجد ان هدف الكثيرين منهم تحقيق الربح والتضليل ونشر خراب النفوس واضعافها وليس هدفهم حث الناس على التمسك بمكارم الاخلاق والفضيله ونبذ الظلم واستغلال الانسان لاخيه الانسان كما يسعى بعض الصادقين الطيبين المخلصين ممن تجدهم من اتباع الإسلام والمسيحيه والقليل منهم من اتباع الديانه اليهوديه الذين وان كنا نختلف معهم في الأسلوب الا اننا نتفهم دوافعم الانسانيه الطيبيه

لكن الكثره الكثيره من اعلاميي ومثقفي وكتاب الانترنت والمراكز البحثيه والثقافيه تحديدا في الغرب ومنطقتنا العربيه
يشتغلون وفق هذه الأهداف الرخيصه القذره في التكسب والشهره وتضليل الناس وجرفهم الى وجهه مشبوهه واحده ليصطفوا خلف نغمه استخباريه صهيونيه ماسونيه واضحه
كما نرى في استثمار حكايه معارك اخر الزمان وتوظيفها ثقافيا وفكريا وسياسيا واعلاميا لأغراض خلق اصطفاف جماهيري عربي إسلامي في حلف استعماري غربي صهيوني لمحاربه عدو شرقي
يتم تقديمه تاره على انه الصين او بلاد فارس او كوريا او روسيا خدمه لسياسه الهيمنه الاميركيه الامبرياليه الاطلسيه على العالم
لاحظوا هنا التلميح والإصرار على اقحام الأسطوري والديني في صراع الحرب البارده العالمي وفي الصراعات الاقليميه المرتبطه بها
من المهم والواجب على الكتاب الشرفاء كشف مثل هذه الالاعيب القذره التي نجدها في وسائل الاعلام ومراكز الثقافه والفنون وفي السينما وفي الخطاب السياسي والفكري للانظمه الفاشيه الامبرياليه والنظام الفاشي الصهيوني في دوله الكيان الصهيوني والجماعات الدينيه المتطرفه الارهابيه العميله في سياق النضال الثقافي الثوري التنويري لمجابهه الاعيب الامبرياليه والصهيونيه والظلاميه والماسونيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟