الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثروة الأساسية

محسن عزالدين البكري

2020 / 7 / 29
الصناعة والزراعة


في البداية كتبت هذا المقال كمداخلات في بعض مجموعات الواتساب حول ما يردده اكثر المواطنين العرب حول وجود الثروات في بعض البلدان العربية، والقاء اللوم على حكومات تلك البلدان وسب المسؤولين واسقاط اللوم واسباب التخلف وقياس الثروة بما تمتلكة تلك الشعوب من موارد طبيعية فقط وبناء مشاريع العمران والطرقات والتركيز فقط على دخل المواطن ماليا، ولو ان هذا شيئا مهما لكنهم ينسون ولا يفكرون في الثروة الاهم والمشروع الاكثر أهمية وهو ثروة العلم والعقل وبناء الانسان قبل كل المشاريع وأهم واكبر ثروة في العالم المتقدن فالثروة الاساسية للشعوب المتقدمة وتعتمد فكرتهم على القاء اللوم وفي كثير من الاحيان على رئيس أو مسؤول في الدولك، ولو انهم يأخذون النصيب الأكبر من اللوم، ولكن الشعوب كذلك لها نصيب كبير ايضا من اللوم، فكما يلاحظ اي مثقف يريد توعية المجتمع أو حتى قيامه بتحليل جذري ومنطقي لاصل المشكلة والتي تكمن في الجهل المدقع الموجود لدى الغالبية الكبيرة جدا من السكان في الشعوب المتخلفة، في احدى المجموعات ارسل احدهم صور لجزر يمنيه ومدى استثمارها سياحيا، وكالعادة سب المسؤلين والدولة التي لا تتبنى تلك الجزر والثروات وكان تعليقي بانها جزر جميلة ورائعة ولم اكن اتصور وجودها عندنا ولكن لن نستفيد منها مطلقا على حسب اعتقادي، فقبل الاهتمام بالبلاد والثروات الطبيعية، يكون الاهتمام بالانسان والعقل والعلم والثروة البشرية،

الدولة التي يديرها المثقفون لا تخاف عليها وان تازمت فيها الامور
اما الدولة التي يديرها الجهلة فلا تامن عليها وان هدات فيها الامور فهو مجرد هدوء وقتي لاعراض المرض مسكنات فقط،
قضية اذا كانت عندنا دولة او نقد الدولة تبدا من تثقيف وتهذيب وتعليم معضم الشعب على الاقل لان المواطن او حتى الطفل البلطجي سيصبح مسؤولا بلطجي يوما ما ماذا لو كانت عندنا دولة هذا السؤال يجب ان يكون قبله ماذا لو كان لدينا شعب لان الدولة والمسؤلين ياتون من الشعب ولا ياتون من المريخ، حتى ان وصل الى الدولة الشخص المتعلم والامين فهو لن يقدم شيئا مع وجود شعب متخلف، وسيكون اشبه بمن يضع الدرر في وسط المزبلة مع اعتذاري الشديد لاستخدام هذه العبارة ولكنها الحقيقة،
نحن اما أن يديرنا سارق، او يديرنا أمين ولكنه غبي وجاهل وفي كلا الحالتين لا أمل للنجاح

مهما تكن ثرواتنا فلن نستطيع الوصول إلى مرتبة أقل دولة صناعية، الثروة الحقيقية هي ثروة المعرفة والعلم، الدول المتعلمة تخطط وتستفيد من ثرواتها بشكل أفضل وأكبر،البيت الذي يكون كل العائلة فوضويين فيه لن تقوم لصاحبه قائمة فهو ما ان يشتري الثلاجات أو الصحون او الكاسات حتى يقوم افراد العائلة بتكسيرها وبالتالي لن تقوم لرب تلك العائلة قائمة، الدول المنظمة والمتعلمة تشتري ما نسميه ثروة بدولار واحد لتعيدها بما يعادل عشرين او ربما مئة دولار، حتى ان رفعت سعر المادة الخام فسيرفع بالمقابل سعر الجهاز او المادة المصنعة، السعودية تعيش على بحر من النفط ومساحة إثنين مليون كيلو متر مربع ولديها الحج والعمرة والتي تعتبر سياحة دينية ، مع كل هذا فناتجها أقل بكثير مقارنة بكوريا الجنوبية التي تعتبر سادس اكبر دولة مصدرة في العالم، وخامس أكبر منتج للطاقة النووية في العالم، -مساحتها مئة الف كيلو متر مربع ، بمعنى ان السعودية مساحتها اكبر من كوريا الجنوبية بعشرين مرة بل ان محافضة حضرموت في اليمن هي اكبر بمرتين من كوريا الجنوبية ويبلغ مساحة حضرموت مئتين الف كيلومتر مربع، تصور ان 70%من كوريا الجنوبية تضاريس جبلية وغير صالحة للزراعة،فقط 30 % من مجمل المساحة اي ما يعادل30الف كيلو متر فقط صالح للزراعة، وهذا يعني أقل من مساحة محافظة شبوة التي تبلغ مساحتها 49 ألف كيلومتر ومع هذا فناتج السعودية الدولة الأكبر والأغنى عندنا اقل من كوريا الجنوبية بكثير ،
لا أحد يحتكر العلوم او يخبئها فقط عندنا من وصل لمرتبة لا يريد للآخرين الاستفادة أو يفيد على مبدأ صورني وانا بالجبهة -
- مثل صاحبنا الذي سالته عن المنح دراسية فقام بعمل حضر على رقمي--طبعا رسالتي غير داخلة في اطار المبدا المخلافي صورني وأنا بالجبهه--فكيف تريد من شخص عندنا ان يهتم بجزيرة وهو لم يهتم بالانسان اولا بل لم يهتم بنفسه وتهذيب سلوكياته اولا وقبل كل شيء،
في الكتب العلمية تجد أن واضعوا القوانين العلمية ومعضم المخترعين كانوا من الغرب، ولم يكن لكوريا أي ذكر والآن نسبة كبيرة من الأجهزه المتطورة تأتي من كوريا الجنوبية فكيف وصلتهم العلوم إذا كان هناك مؤامرات لإخفاءها أو كما يروج الكثير بان الغرب لا يريدنا ان نتعلم أو نصنع كوريا كيف سمح لها سيقول البعض لانها غير مسلمة ولكن ماذا عن ماليزيا هي دولة مسلمة فكيف سمح لها ايضا،كوريا نفسها تستقبل مئة الف طالب أجنبي فقط نحن لا نتعلم ولا نريد لاحد ان يتعلم، نحن امة تتجه إلى الخيار الكسول دائما،في الطب نتجه لطب الاعشاب لانه الأسهل فلماذا سنتعب بدراسة مليارات من ازواج القواعد الجينية والاف من من الامراض ومسبباتها، في الفيزياء والكيمياء نتجه لعلوم الطاقة الزائفة ولماذا علينا ان نحفض الاف المعادلات التي تصف سلوك الظواهر الطبيعية وترشدنا للاستفادة منها، في علم النفس نتجه لتخمينات الطاقة السلبية والايجابية لماذا علينا دراسة كتب الطب النفسي والعصبي ولدينا مليارات من الخلايا العصبية، في الاقتصاد نتكلم عن أو نتمنى بحر من النفط تحتنا أو جبالا من الذهب والمعادن الاقتصادية أو جزرا سياحية، لكي نبيعها على السريع، بينما يصنع منها الآخر الاف القطع الصناعية والاصباغ والالياف والادوية، في تفسير الاحداث نتجه لنظريات المؤامرة فبدلا من دراسة وتفسير على سبيل المثال فيروس كورونا نفسره بمؤامرة من دول وخلصنا القصة بدون ان نقرأ اي شيء يتعلق بالفيروسات،

ما الذي ننتظره من مجتمع لا يزال يتصارع على اسم أو لقب قبيلة وكانه شعار البيبسي او شعار ماكدونالدز، لا يستخدم الا بترخيص من الشركة الأم، والدولة والمسؤول ياتي من ذلك المجتمع ولا ياتي من مكان اخر السؤال ماذا لو كانت عندنا دولة، من الأفضل ان يكون لدى تلك الدولة شعب أوأن تصنع الدولة شعبا كاول مشروع قبل كل المشاريع الاخرى
ما الذي ننتظره من مجتمع يختصر الوطن في اشخاص أو مسؤلين يختصرون الوطن في وجودهم ولما اختصرنا الاوطان في اشخاص اصبحت لا تتسع للجميع
ما الذي ننتضر من مجتمع يكون تقييمه للبشر على اساس القبيلة او المال ولا يكون تقييمه على اساس العقل والعلم، لقد كانت احيانا الشعوب الهمجية تنتصر عندما كانت المعارك تعتمد على القوه البدنية وعندما اصبحت المعركة تعتمد على القوة العلمية والعقلية نسيت تلك الشعوب اسم النصر،
مهما يكن لدينا فالاهتمام بالانسان يجب ان يكون اولا ثم الاهتمام بالجوانب الاخرى
وفي مجموعة اخرى كان لي تعليق مماثل ففي هذه المجموعة كان هناك سب للرؤساء بعدم تقديم واجبها تجاه الشعوب وتسببهم الشامل في تخلف تلك الشعوب وانهم مسؤولين بلاطجة وهم فعلا بلاطجة، وكاغلب المنشورات قاموا بعرض الثروات الطبيعية الكبيرة التي لا تستفيد منها تلك الشعوب ولكن جذور المشكلة الرؤساء اولا ياتون من الشعب ولا يأتون من كوكب اخر
والمواطن البلطجي او حتى الطفل البلطجي يصبح مسؤل بلطجي يوما ما، نحن دائما نردد ان الدولة والدولة والحقيقة ان الشعب بكله فاشل والدولة ايضا، حتى الدولة يجب ان يكون اول مشروع لها هو بناء الانسان اولا وقبل كل شيء، وقبل الابراج والشوارع والجسور والنفط والثروات السمكية والزراعية والمعدنية وغيرها ، لانها هذه ليست الثروه الاساسية لتقدم شعوب العالم، على حسابنا كم ستمتلك دولة بحجم كوريا الجنوبية الصغير من تلك الثروات مقارنة بعدد السكان الكبير فيها،قد تكون قطر لديها ثروة غاز كبيرة ولكن لديها عدد سكان قليل جدا، هذه الدول بنت الانسان أولا ، اذا كان ٩٩ بالمئة من المجتمع لم يقرأو حتى كتاب واحد خلال السنة او ربما خلال حياتهم كلها فماذا تنتضر منه ومن دولته ومن حكومته غير اصدار الضوضاء، ما الذي تنتضره من دولة والمجتمع فيها يتقاتل على اسم او لقب قبيلة وكانه شعار البيبسي او ماكدونالدز لا يستخدم الا بترخيص من الشركة الام،
هذه الدول المتقدمة لم ينزلوا ملائكة على الارض بل كانوا في يوم من الايام يعانون من الظلم والجهل والقهر والقمع والحروب والمشاكل ولكنهم نضروا لماضيهم بعين النقد واتجهوا للتصحيح ولا زالوا حتى الان يصححون، يدرسون المشكلة من جذورها، احدهم ذكر بان اليمن مع وجود الحرب والفقر وانتشار الاوبئة وغياب الدولة والنظام والقانون لا تزال بخير فالامور فيها تمشي والناس يبيعون ويشترون ويمارسون الحياة أجبته باننا نحن مخدرين وكلما زال مفعول المخدر تعاطيناه مرة اخرى على الفور فنحن لا نريد ان نرى حقيقتنا لو راينا حقيقتنا سننتحر انتحار جماعي، جذور المشكلة هو المرض الحقيقي وما تراه هو اعراض للمرض ومهما عالجت الاعراض دون علاج المرض الحقيقي فلا امل بالشفاء، كل الاعراض المرضية في المجتمع هي ناتجه عن مرض جذري وهو الجهل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران


.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس




.. إيران.. جدل مستمر بين الجمهوريين والديموقراطيين | #أميركا_ال


.. مشاعر حزن بالفقدان.. إيران تتشح بالسواد بعد رحيل رئيسها وتبد




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة بيت لاهيا