الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة الاداء الحكومي (6) : الدين و الدولة

احمد جليل البياتي

2020 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الدين يعتبر قيمة عليا وهدف أسمى لمعظم أبناء العراق بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم. كذلك يدرك أبناء العراق بشكل كبير ان الإصلاح والتغيير لا يستلزمان اشخاص ذوو أجندة دينية وانما اشخاص ذوو فهم عميق للأدوات الاقتصادية والإدارية والهندسية وكل ضمن اختصاصه. طبعا هذه لا يمنع الأشخاص ذوو البرنامج الدينية من المساهمة في الإصلاح والتغيير ان كانوا أصحاب ومعرفة ودراية في المراكز التي يملؤونها ولكن المعيار يجب ان يكون الكفاءة وليس الأجندة او الحزب الذي ينتمي أليه صاحب المنصب. للأسف المنصب في العراق وخلال العقود السابقة كان يعطى لصاحب الولاء أكثر منه لصاحب الكفاءة والمقدرة كوسيلة للسيطرة والهيمنة، نزيهة صارت بالحكم موتوا يا بعثية مثلا".
خلال العقد الأخير كان الانتماء أو الولاء للأحزاب الدينية، وفي نسبة قليلة غير الدينية، سبب رئيسي في الحصول على المناصب والمغانم. اذن الانتماء أو الولاء كان هو المعيار على حساب الكفاءة والخبرة والقدرة. النتائج كانت كارثية ومدمرة. لمن يملك أجندة الدينية وهو مخلص، قد تكون أكبر خسائره هو ابتعاد الجيل الناشئ عنه. تزاوج الدين والسلطة لم يكن في يوم من الأيام في مصلحة الدين. مثال ذلك قد نجده واضحا في مكانة الدين اليوم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. مما لا يخفى على المطلع ان الدين لا منبوذ على المستوى السياسي في المملكة المتحدة في حين انه لا يوجد سياسي في أمريكا لا يستخدم الدين والتعابير الدينية لاستمالة الجماهير. السبب في ذلك انه في المملكة المتحدة هناك دور للكنيسة في بناء القوانين من خلال ما يسمى مجلس اللوردات، في حين أن الولايات المتحدة بنيت على فصل الدين عن الدولة. المثير بالاهتمام ان الارتباط بين الكنيسة والحكومة أسهم في ابتعاد الناس عن الكنيسة في بريطانيا والفصل اسهم في اقتراب الناس من الكنيسة في الولايات المتحدة. يوجد الكثير من الأمثلة المشابهة. بالتالي الحريص على الدين والدعوة عليه ان يتعلم من تجارب الاخرين لخدمة قضيته.
على المستوى الحكومي في العراق، لا بأس بان تدخل الأحزاب الدينية وغير الدينة لمجلس النواب على أساس الانتماء ولكن من المدمر ان يدخلوا في المناصب والحكومة على أساس الانتماء لا على أساس الكفاءة. يجب ان يكون سبب اختيار الوزراء والمدراء العامون على أساس الكفاءة ووفق معايير يتم تحدديها والتنصيب بموجبها. ولا يجب ان يتم منح المناصب والوزرات على أساس طائفي أو ديني او لا ديني. طبعا هذا لا يعني عدم احترام عقائد الشعب المختلفة والحرص على تمثيلها في مراكز الدولة المختلفة كمثل استخدام اللغة الكردية على الجوزات والاذان الشيعي والسني في تليفزيون الدولة. كل هذا امر جيد، حيث إن تجربة انعدام تمثيل الشعب ومكوناته في الدولة أدت على انعدام الروح الوطنية على مدى الحكومات السابقة وخصوصا حكومة البعث. بكل الأحوال، هذا التمثيل والاحترام لا يجب ان يكون دور في إدارة الحكومة والمؤسسات واختيار الوزراء والمدراء العامون التي يجب ان تدار من قبل اشخاص ذوو مقدرة وكفاءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24