الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيبقى اقليم كوردستان رغم كل الازمات

سامي عبدالقادر ريكاني

2020 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ا كان شعار (الكونفدرالية خياراقليم كوردستان نحو امن اقتصادي وسياسي ) مشروعي في 2013 وكنت متحمسا في حينها على القنوات الفضائية في الحديث عنه ولكن وفق رؤيتي ، وكتبت في حينها الكثير حوله ولحد 2017 حيث كتبت مقالة طويلة حول هذا الموضوع وساضعه في الاسفل لمن يريد الاطلاع .

ولكن السؤال هو هل مازال الموضوع قائما لحد اليوم؟

لاتستغربوا اذا قلت نعم واذا قلت بان (اقليم كوردستان سيبقى يعيد ويجدد هويته رغم كل التقلبات والتغيرات)

فداخليا
رغم كل انواع الفساد والخلافات والفوضى الادارى وغياب التخطيط والاستراتيجية والرؤية المستقبلية لدى احزاب السلطة واحزاب المعارضة.

ورغم التجويع والضياع والصياح والتاوه والرفض والغضب من قبل الشارع الكوردي وتنامي الرغبة في التغير.

ورغم محاولات الاحزاب تشويه او تغير وجهها لتجر بمستقبلها لتتناسب مع مصالحها الحزبية او الشخصية في محاولة منها بربطها باجندة اقليمية حليفة لها او تصغيركيانها بطرق مختلفة اوعبر بغداد.

وخارجيا رغم كل المؤامرات الاقليمية ضدها ورغم كل الصراعات الدولية حولها وعلى ارضها.
فان الاقليم سيبقى، وليس ببعيد ان ينتقل الى وضع قانوني افضل ، ولكن ليس بالضرورة معناه سيكون افضل للاوضاع الاقتصادية للعامة فهذه مسالة اخرى وطريقها اطول .

وذلك لان هذا الاقليم خلق من الفوضى الذي وصف ومازال يتصف به الصراع الدولي والاقليمي القائم على الاهداف والغايات الاقتصادية، وعلى تنوع وفوضوية التحشيد الايديولوجي الديني والقومي الاقليمي الذي يساق لنفس الهدف.

لذلك مع كل الخلافات الكوردية الكوردية فان الرجوع الى طاولة التوافقات ستفرض عليهم رغبوا ام لم يرغبوا به ، كما ان رغم كل العراقيل والمشاكل المستعصية على الحل بين بغداد والاقليم ورغم كل المحاولات المتضادة الا ان الوصول الى صيغة توافقية ولو نسبية ومرحلية ستفرض عليهم سواء رغب به سادة بغداد والاقليم ام لم يرغبوا به .

وذلك لكون القضية الكوردية بصورة عامة واقليم كوردستان بصورة خاصة ولدت من رحم الفوضى العالمية، ولا تتغذى الا من شريان الفوضى، ولن تتضح صورتها النهائية الا بانتهاء الفوضى.

فالقضية الكوردية في ثوبها المعاصر الاخير تشكلت عقب انهيار النمط الاقتصادي العالمي القديم وولدت من رحم نمط اقتصادي فوضوي بديل يتصارع اطراف رئيسية على قيادتها، وتبنيها، وتحاول اطراف دولية اخرى ركوب هذا القطار الذي يتسارع وتيرتها يوما بعد يوم، والقضية الكوردية منذ التسعينات من القرن الماضي وصولا الى اليوم وهي تكبر وتترعرع في ظل حماية ورحمة هذه الفوضى الخلاقة.

واذا كانت الفوضى الدولية سابقا انتهت بحصيلة سلبية على مستقبل الكورد منذ جالديران والى الاتفاق الرباعي (ايران تركيا سورية والعراق) الاخير في الثمانينات من القرن الماضي على انهاء النضال الكوردي بينهم والسماح لبعضهم بملاحقة اي تمرد كوردي على ارض الاخر.

الا ان المعادلة في هذه الفوضى الحالية ولحد انتهائها باعتقادي لن تكون حصيلة نتائجها للطرف الكوردي الا ذا مردود ايجابي في نهاية المطاف، واذا راجعنا التاريخ سوف نلاحظ ذلك التحول جيدا خاصة اذا قارناه بوضع الكورد لمابعد التسعينيات من القرن الماضي، مثلا:

1- قبل التسعينات رغم النضال والكفاح لم يفلح الكورد في كسب ادنى هوية لهم، ولكن بعد التسعينات مع غياب كامل لكل التحركات الكوردية الا ان النظام الدولي بعد مرحلة الحروب الباردة ورغم كل العداء الاقليمي اوجدت هذا الاقليم تحت يافطة انسانية.

2- بعد التسعينات ورغم التجويع بسبب المحاصرة المزدوجة على الاقليم، من النظام الدولي على العراق، ومن العراق على الاقليم ايضا، وحصار اخر اقليمي لوأد تجربتهم، الا ان قانون النفط مقابل الغذاء الذي فرضه الغرب على العراق انقذ الكورد والاقليم.

3- رغم كل التدخلات الاقليمية والخلافات والاقتتال بين الاحزاب الكوردية واستقوائهم بالقوى الاقليمية وفتح مجال الاقليم لتدخلاتها العسكرية، الا ان امريكا والنظام الدولي الغربي اردعت هذه القوات وحافظت على تجربتها وفرضت على الحزبين الرئيسيين(ديمقراطي اتحاد وطني) اتفاق اوتوافق واشنطن، ومن ثم حولت واقع الاقليم من الوضع الانساني، الى واقع الفدرالية، وخط دستوريا وبصورة رسمية بعد 2003- 2005 واصبح واقعا قانونيا معترفا به دوليا.

4- رغم الفوضى الداخلي في الاقليم والعداء المحيط به بعد الربيع العربي ورغم الخلافات والتجويع من بغداد بقطع رواتب الموظفين وانتهاءا بمؤامرت داعش، الا ان اقليم كوردستان ووضعها في تلك الفترة وعكس التوقعات بدل انهاء دورها، انتقلت الى حالة اشبه مايكون بدولة مستقلة عاصمتها اربيل بدعم دولي ، ولتحوي قنصليات ومكاتب لاكثر من 60 دولة، وكانت النتيجة ان نقلت بوضعها من الفدرالية الى حالة اشبه بكونفدرالية تتعامل معها كواقع حال بغداد وبقية دول العالم ومنها اعدائها الاقليميين.

5- رغم محاولات الكورد وخلافاتهمم وانشقاقاتهم قبل وبعد الاستفتاء في 2017 والذي اجري خلافا لرغبات المجتمع الدولي والاقليمي ورغم كل المحاولات لانهاء دورها بعد هذا الاستفتاء الا ان الغرب وامريكا مع كل هذا لم تسمح بمس حدود هذا الاقليم الكوردي، كما انها فرضت على الجميع اعادة التعامل معها والعودة بها الى الحاضنة الفدرالية الآمنة.

6- ووفق المعادلات الاخرى وباختصار شديد نرى حتى الاطراف المعادية للقضية الكوردية كانوا ولايزالون يستفيدون من وجود القضية الكوردية في هذه المعادلة، وماكانت تستطيع او تريد انهاء دورها كليا مع كل كرههم ومؤامراتهم ضدهم، وذلك لطبيعة ونوع الصراع الدائر في المنطقة وتعدد اطرافها وتغير وتنوع مسارات التقاطع والتوافق في مستويات المصالح بين هذه الاطراف فمرة حمت نفسها من ايران عبر تركيا ومرة من تركيا عبر بغداد وايران ومرة من امريكا ومرة من روسيا ومرة من الغرب ككل ضد الاطماع والاقليمية.

لذلك اقول بان الوضع الكوردي خاصة في الاقليم مع كل الفوضى في المنطقة وفي الداخل عراقيا وكورديا، الا انها لن تنته الا بمزيد من انصاف الحلول والاتفاقات السياسية المرحلية سواء على مستوى الداخل (صراع الحزبين الرئيسيين) وعلى المستوى الخارجي بين الاقليم وبغداد، وبين الاقليم ودول الجوار الاقليمي والدولي.

ومع هذه الفوضى لانستبعد حصول عكس المتوقع والمنطق أي بدل انهاء دور الكورد والاقليم كما يراه البعض او يعمل من اجل ذلك، او يرى بان استسلام الاقليم لبغداد امر مفروغ منه، او ان الخلاف بين الحزبين الكورديين ستتحول الى تقسيم الاقليم ، بان يحصل العكس تماما وهو ما اراه وارجحه.

فليس ببعيد ان نسمع قريبا بل ستسمعون بالتاكيد :

بان الطرفان الكورديان اتفقا فيما بينهم وانتهي الخلاف دون أي حل للمشاكل المستعصة بينهم.

وبان بغداد والاقليم اتفقتا مع كل الخلافات المستعصية وقبل الاول بارسال وجبة او وجبات من رواتب الموظفين الى الاقليم دون اي حلول جزرية.

وان نرى بان القضية الكوردية على المستوى العالمي اصبحت وجودها لضبط المصالح الدولية وانهاء الصراع في المنطقة من مقتضيات المرحلة.

وليس بعيدا ولكن دن التاكيد، بان يتحول الاقليم مع كل المؤامرات الداخلية والاقليمية على تحجيم دورها، لتتحول في النهاية الى صيغة اخرى من العلاقة بينها وبين بغداد كان تتمتع بنوع من الكونفدرالية المحدودة معها، بحيث تصاغ قواعدها لتتلائم مع قياس المصالح الاقليمية والدولية في المنطقة ومن ثم تفرض على الطرفين بغداد والاقليم وحتى على دول الجوار الاقليمي للكورد
وليس بعيدا ان نرى من بين الكورد انفسهم من لايرغب بذلك!! ونرى من جهة خارجية عدوة حتى بالامس القريب بان يقبل بوضعها الجديد بل حتى ان يكون طرفا يعمل من اجل ترسيخ ذلك على ارض الواقع!! . وهذا المقال الثاني القديم على هذا الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=566983








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع