الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور المرأة في الأمثال الشعبية في كتاب ( هم البنات للممات ) للباحث والقاص هاني الهندي

محمد رمضان الجبور
(Mohammad Ramadan Aljboor)

2020 / 7 / 30
الادب والفن


صور المرأة في الأمثال الشعبية في كتاب ( هم البنات للممات ) للباحث والقاص هاني الهندي
من الكتب الصادرة حديثا عن دار هبة ناشرون وموزعون /عمان ، يقع الكتاب في مئة واثنتان وثمانون صفحة من القطع المتوسط ، وعلى غلافه لوحة للفنان عماد أبو شتية ، وجاء في الإهداء :
إلى أمي التي حملت همي
إلى زوجتي رفيقتي
إلى بنيتي في مريولها الأزرق
أهدي هذا الوجع .
يقول الأستاذ هاني الهندي في مقدمة كتابه " استهوتني فكرة جمع الأمثال الشعبية أواخر سبعينات القرن الماضي من الجدات والأمهات ، وبدأت بأمي التي كانت مجمع وخزان الأمثال ، ثم انتقلتُ إلى نساء الحي وشيوخها "
يقسم الكاتب هاني الهندي كتابه إلى بابين وسبعة فصول ، يناقش فيها مجموعة من الموضوعات تتعلق بالمثل ، والنشأة والتاريخ ، والمرأة في المثل العربية وعناوين أخرى .
ما ميّز هذا الكتاب عن غيره هو تقصي الباحث هاني الهندي في الأمثال الخاصة بالمرأة الأردنية والفلسطينية فبذل من جهده الكثير الكثير لجمع هذه المادة التراثية لتكون مرجعاً لكل من أراد البحث في الأمثال الخاصة بالمرأة .
والتراث مفردة ذات امتداد واسع قد تشمل الأمثال وغيرها وهناك من عرّف التراث فقال :
" هو « كل ما ورثته الأمة وتركته من إنتاج فكري وحضاري، سواء فيما يتعلق بالإنتاج العلمي، بالآداب، بالصور الحضارية التي ترسم واقع الأمة ومستقبلها، وهذا يعود إلى بدء المعرفة الإنسانية للكتابة بأشكالها، وأساليب التعبير بأنواعها، سواء في المخلفات الأثرية أو فيما سُجل في وثائق الكتابة "
فالأمثال الشعبية ما هي إلا جزء من التراث ، يتناقله الأبناء عن الإباء والأجداد ، وهو نتاج فكري ، وتسجيل لتجارب حياتية ، نقلها الكبار إلى الصغار .
وما دام الحديث عن التراث ، والأمثال الشعبية في حقيقتها تمثل الجزء الأكبر من التراث ، ففيها نجد العادات والتقاليد ، والحكمة ، والتجارب الحياتية ، وطرق العيش والحياة ، بل أحياناً نجدها ضرورة من ضرورات التواصل الاجتماعي فالتراث بشكل عام "« وعي جماعي، وهو ديوان كبير للوجدان الشعبي، وبالتالي فإن ما في التراث هو بالأساس روح الشعب وفكره وهمومه وآماله وآلامه، والمبدع عندما يرجع إليها من أجل أن يجد نفسه، ومن أجل أن يعرف حدوده الفكرية والحضارية والأخلاقية والدينية"
وهذا ما نلمسه في كتاب الباحث هاني الهندي ،( هم البنات للممات ) ، فمن خلال الأمثال نرى الكاتب يطرق الكثير من أبواب الحياة الخاصة بالمرأة .
بحث الكاتب هاني الهندي في الأمثال من أبوابٍ عديدة ومتنوعة فعرف المثل لغةً واصطلاحاً وبحث في أشكال وبناء الأمثال فقسمها إلى ستة أشكال :
فمنها من بُني على السؤال دون الجواب نحو " هو المختلي زي المبتلي ؟"
ومنها من بُني على السؤال والجواب نحو " مين فوتك دار عدوك ؟ قال حبيبي فيه "
ومنها ما بُني على الحوار نحو " قالوا يا جحا وين بلدك ؟ قال: اللي فيها مرتي " ومنها ما بُني على المتناقضات نحو " مش خاس على العورة غير مكحلة "
ومنها ما بُني على الأضداد نحو " الرق للغزلان والنصاحة على الكد شان "
ومها ما بُني على التكرار نحو " صام صام ، وافطر على بصله "
أفرد الباحث هاني الهندي فصلاً خاصاً بالعلوم البلاغية في المثل فذكر الكثير من المحسنات اللفظية وذكر ما يؤيدها من الشواهد مثل الجناس : اللي ما بحليها خدودها بحليها جدودها " السجع : مثل المرا دولاب والرجل جلاب " يُضرب لتحديد دور كل من الرجل والمرأة في بناء البيت .
والطباق والمقابلة والتوازي والتشبيه وغيرها مما يندرج تحت العلوم البلاغية .
ما يميز هذه الدراسة تناولها للمرأة من جوانب عديدة ، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة والضرة وغيرها ولم يكتف صاحب هذه الدراسة بسرد الأمثال بل كان يقف شارحاً محللاً لكل عنوان من العناوين ، مما جعل الكتاب مرجعاً لكل من أراد دراسة الأمثال الخاصة بالمرأة ، وسوف نقف عند مجموعة من الصور التي رسمها ووظفها الباحث والقاص هاني الهندي للمرأة .
يبدأ الفصل الأول من الباب الثاني بالحديث عن تكوين الأسرة ، فقد تناول الباحث عناوين عديدة للحديث عن الآسرة ، فبدأ بالزواج وما يتعلق به من تقديم النصائح للزوج والزوجة والمهر والعرس والمصاهرة ، وزواج الأقارب ، وشروط الزواج ، وزواج البدل ، وتفضيل الذكر على الأنثى ، كلها مواضيع تتعلق بالأسرة وتكوين الأسرة ، وسوف نقف عند هذه المفردات لترى كيف وظف الباحث هاني الهندي هذه العناوين في حديثه عن الأسرة ، ونذكر بعض الأمثال التي ناسبت هذه المواضيع .
الزواج:
يقول الباحث هاني الهندي أن الأمثال الشعبية حاولت تقديم النصائح للرجل المقبل على الزواج وأورد مجموعة من الأمثال التي تطرق هذا الباب :
" خذ بنت عمك بتشيل همك " " عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت " ثم عرّج الباحث على موضوع جمال المرأة " خذ الحلو وأقعد قباله وان جعت شاهد جماله " .
أما عن العرس والمهر وما يتعلق بالزواج ، فقد ذكر الباحث الكثير من الأمثال التي تبين أن العرس هم كبير بالنسبة لما يحتاج من مصاريف مادية قد تُرهق طالب الزواج : " لا هم إلا هم العرس " " اللي معاه فلوسه بنت السلطان عروسه " " اللي بجوز بالدين بيجو أولاده بالفايض "
ثم تطرق إلى مهر العروس والمصاهرة وزواج الأقارب ، فالباحث لم يترك شاردة أو واردة تتعلق بالزواج إلا أشبعها شرحاً وبحثاً ، فهو قد رصد الأمثال وصنفها ورتبها لتناسب الموضوعات التي أختارها ، فهو عن المهر يقول " اللي ما بدو يجوز بنته بغلي مهرها "
وعن المصاهرة " إسأل قبل ما تناسب " " وكون نسيب ولا تكون قرابة " وعن زواج الأقارب " العورة ل بن عمها " .
صور المرأة في الأمثال الشعبية :
تعددت الصور التي تتبعها الباحث هاني الهندي عن المرأة في كتابه ، فتوقف عند كل صورة من هذه الصورة متأملاً شارحاً عن تلك الصورة ، محاولاً تلمّس جميع جوانبها ، وعندما أراد الحديث عن المرأة بدأ بالأم ، وعنون صورتها ( الأم مدرسة ) فكل ما يتعلق بالتربية في السنوات الأولى للطفل يكون من مسؤولية الأم ، فهي المدرسة الأولى في التربية ، وجاء بالأمثال التي تؤكد أن التربية تكون من طرف الأم ، فهي المدرسة " أبن بطني بهم رطني"
" أم الأخرس بتعرف لغته " " اللي عنده أمه لا تهمل همه " ثم استشهد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أهمية احترام الوالدين وتقديرهما "وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٥
ثم ينتقل في الحديث عن صورة البنت ، فيتحدث عن علاقة الأم ببناتها " البنت سر أمها"
ثم يتحدث عن أدب البنت وتربيتها " البنت ان ضحكت ويدا نابها الحقها ولا تهابها " و لا تبخل الأم على أبنتها بالنصح والإرشاد " البنت الحرة مثل الذهب في الصرة " " البنت لمربية مثل ذهب مخبية "
المرأة الحبيبة :
من صور المرأة التي ذكرتها الأمثال صورة المرأة الحبيبة ، فقد مر عليها الباحث هاني الهندي في كتابه هذا ، ومن تلك الأمثال : " كل شي عند العطار إلا حبني غصب " وقولهم " الحب أعمى " " ومن حب عبد عبده ومن حب حجر نقله " .
ويعترف المثل أن للحب علامات تظهر على المحبين ولا يمكن إخفاءها " الحب والحَبَل وركوب الجمل ، ما بتخبو" وهناك الكثير من الأمثال التي ذكرها صاحب الكتاب .
جمال المرأة :
عرج الكاتب على أسباب الجمال عند المرأة تحت أكثر من عنوان فذكر لون بشرة المرأة وماذا قالت الأمثال في ذلك ، وذكر الشعر ، والعيون ، والحواجب ، والخدود ، والفم ، والشفاه ، واللسان والأسنان ، والأذنين ، والوجه ، وركبة المرأة وسيقانها ، وطول المرأة ، والوزن والسمنة ، والأناقة .
وسوف نمر على بعض الأمثال ونترك ما تبقى للقارئ أو المتلقي ،
فعن لون البشرة قال في مدح بياض المرأة " يا مخذ البيظ يا مقظي الزمن فرحان " وخذها بيظة ولو انها مجنونة " ، وعن العيون قال : زينة الزين الحواجب والعنين "
وعن الخدود وجمالها " إللي ما بتزينها جدودها ما بتزينها اخدودها "
الحموات والكنائن : تتبع الكاتب الكثير الكثير من صور المرأة فلم يترك شاردة ولا واردة عن المرأة إلا وذكرها ، " الحكي الك يا جارة واسمعي يا كنة " فهو يتحدث عن الصراع الأزلي بين الحماة والكنة .
وتحدث عن الضرة وعن زوجة الأب ، وعن الخالة والعمة ، حتى أنه تحدث في نهاية كتابه عن النساء اللواتي انحرف سلوكهن وبعن الشرف والحياء .
ويظل هذا الكتاب مرجعاً لكل من أراد البحث في الأمثال الخاصة بالمرأة الأردنية والفلسطينية ، فقد بذل الباحث والقاص هاني الهندي جهداً غير يسير في البحث والتقصي عن تلك الأمثال الباقية بقاء الأنسان على هذه الأرض ، حاولت جهدي أن أختصر كثيرا في سرد الأمثال والاستشهاد بها ، إلا أن مؤلف الكتاب لم يألُ جهدا في تتبع الكثير من الأمثال حتى يقدم للقارئ أو المتلقي كل ما يتعلق بالأمثال الخاصة بالمرأة ، ويبقى هذا الكتاب أضافة نوعية لرفوف المكتبة العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع