الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة قصص قصيرة جدا

غانم عمران المعموري

2020 / 7 / 30
الادب والفن


١ شهوة
سمراءٌ ممشوقةُ القوام، نَظَر إليها بتلذذٍ، عبق رائحتها القرنفلية أثارت لُعابه، ابتلَعَ ريقه، اقتَرَبَ منها .. لَما أبصَرَ ثلاثة رجال يحاولون التحرشُ بها؛ افتَرَستْ أسنانه رأس الشاة المطبوخة .

٢ انتكاسة
احتَدَمَ الصراع في نفسه، حاولَ الفرار مِن بَدَنه .. لَما أراد التمسك بعودِ الحياة؛ فاضت روحه ألواناً من الألم والحسرة.

٣إجهاض
وَضَعَ يَدَهُ كواقية فوقَ عينيه كي لايبهرهما بَريق السِهام، بدأ يُحرك إبهامه مِن دائرةٍ إلى أُخرى، طَفَتْ في ذهنِه صورٌ أليمة، حروب، قتال، صرخات لأطفالٍ تتردد أصداءها بصَخَبٍ على الحدود، هَزَّ رأسه مُمتعضاً من تلك الخارطة فقد أصبحَ العالم لديه مُعتماً ومعقّداً .. فلَما اقتَرَبَ مِن الربيعِ العربي؛ خَنَقَتهُ رائحة الدماء.

٤فحولة
اشتكت ثلاث نِعاج لصاحبَتِهن زوجة المُفتي عن قيام الخروف بأكلِ الشَعير بمفردِه، استَلت له عَصاً غليظة، اقتربت منه؛ التَمَعَ قِرنَيه بَبَريقٍ خاطفٍ للأبصار قائلاً : لَنا القيادة ... انفَرَج فَمَها عن ابتسامة مُزيفة عندما تَذَكَرت زوجها.

٥دين
نَفَضَ أوراقَ سنينَهُ في الربيعِ الأول، احتَدَم صراع الطفولة، بكاء، صراخ، ضَرب، أثارت في كيانِهُ هَلوَسة جنونية، امتَعَضَ، نَظَر إلى شَيبَته بسوءٍ ...لَما حاوَلَ التَخلص مِنه؛ تَبَسَم الأب ضاحكاً! قال: انْتَظِرها.


٦ براعم راقصة
تَلاطَمَتْ الافكارُ، تَطايَرتْ مِن رَأسِها إثرَ صَوت تَسَلَلَ الى مَسامعِها، حَدَقتْ الى بَناتٍ صَغيراتٍ بشَعرهن الأشقر الذي يَشبَهُ سَنابِلَ الشَعير عِندَ الحَصادِ يَدورنَّ يَتَراقَصنَّ في حَلَقَةٍ جَميلَةٍ يَنشدنَّ (شَدّه ياوَرد شَدّه) بأقدامَهِنَّ الصَغيرَة، اشتاقَتْ قَدَماها للرَقص نَظَرَتْ يميناً يساراً، لَم تَقدَر مُقاوَمَة مَشاعِرَها، نَزَعتْ حِذاءها، وِضَعَتْهُ على التِرابِ، أحَستْ بلَذَةٍ وَخِفَة في جَسَدِها، رَكَضَتْ نَحوَهُنَّ، سالَ العَرَقُ مِن جَبينِها بغَزارَةٍ, تَيَقَنَتْ أن الطفولَة لاتَعود بَعدَ المَشَيبِ.

٧بَينَ بين
بَعَثت أفعالَهُم ألَماً في تسلخاتِ حَياتَهُ, فَرَّ بقَلَمٍ وقرطاس في السهولِ الخضراء...(أنت سَعيد ياصاحبَ الغَنم ! فأنتَ لايشغل بالَكَ شُهرة ولا مَجد؟ أنتَ لاتعرف عن بَلَدك غير التي تنبتُ فوق مراعيك! أنا الكاتب المسكين يهزأونَ بي ولا أجد مَن ينتشلَني) عِندَما استيقظَ من نشوَتِه؛ إرتَفَعَ ثغاء الأغنام ابتهاجاً بالوالي.


٦ظلال
نَبَشَ مَلاحِم َالأوَليين, تَعَثرَتْ قَدَماه بَينَ عِبء الماضي وَنَكَبات الحاضر, َصَرَخَتْ بوَجهِه الآلهة آمون, إزيس, اشنان, عِشتار, عَثتر, تانيت...لَما لَمَحَ سَيف ذي الفِقار يَحصدُ الرؤوس؛ سَطَعَ نورُ العَدلَ في قَلبِه.

٧حَلَبة
تَسَلَق شَجَرَة سنينه, فَتَشَ عن ثِمارها المُخَبأة بينَ الشقوق...لَما تَحَسَسَ رياح الخَريف؛ مَضَغَ أحلامه.

٨ عَزم
رَدَمَ هوّة العُمر، أزالَ رذاذه الأبيض، تَقَدَمَ بخُطى رَصينة... لَما غَرَسَ البذر في التُراب؛ أزهَرَ عَجْزَهُ نباتاً مُتَطفْلاً.


العراق / بابل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي