الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تستطيع الحكومة التركية مواصلة التدخل و العدوان بدون اسناد دولي

احمد حامد قادر

2020 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لايخفى لاى سياسي يتابع عن كثب الاوضاع المتأزمة في منطقة الشرق الاوسط. بأن لحكومة اوردوغان ظلع فيها. فهي التي دعمت الانقلاب "الاسلامي" الذي اطاح بالحكومة المصرية في عهد ـ حسني مبارك ـ. و هي التي ساندت بكل قوة العصابة المسمات بـ الدولة الاسلامية في العراق و الشام ـ داعش ـ منذ ظهورها. لاجل استعادة بعض اجزاء الامبراطورية العثمانية. و تشكيل دولة الخلافة الاسلامية. و من أجل ذلك ساهمت مساهمة فعالة في عمليات اسقاط حكومة (بشار الاسد) بدعم من الولايات المتحدة الامريكية. و لا تزال تحتل اجزاءا واسعة من الجمهورية السورية و خاصة الاجزاء التي اكثرية سكانها من الكرد... و هي تواصل التدخل العسكري في شمال العراق ـ اقليم كردستان ـ منذ 982. و أخذت توسع شيئا فشيئا مساحة المنطقة التي تحت سيطرتها. حيث بلغ عمق مساحة تدخلها أكثر من (25) كيلومترا و بطول عشرات كيلومترات. فشردت سكان عشرات القرى. اما قواتها الجوية فتجوب سماء الاقليم طولا و عرضا و تقصف و تقتل دون رادع. فقد قصفت طائراتها المسيرة سيارة عابرة في طريق الصاعد لـ (جبل كويزة) المشرف على مدنية السليمانية و قتلت من فيها. و قبل حوالي الاسبوعين قصفت طيرانها منتزه (كونة ماسي) شمالي مدنية السليمانية و قتلت و جرحت سبعة مواطنين!! و الاعتداء متواصل...
و على نطاق المنطقة فهي في منافسة شديدة مع معظم الدول العربية, اقتصاديا و سياسيا فيما عدا دولة القطر التي تعتبر قاعدة أمريكية حصينة فهي حليفتها و لها علاقات متميزة معها!!
فكما قلت فان الحكومة التركية لايمكن ان تصول و تجول في المنطقة بهذه الطريقة المكشوفة دون ان يكون هناك اسناد دولي خفي و علني. فهي كانت حلقة الوصل بين حلفي الشمال الاطلسي (ناتو) وحلف بغداد المركزي ـ سنتو ـ في سنة 955. حتى الغاء اتفاقية ـ سنتو ـ بعد ثورة 14 تموز 958. و هي الان عضوة فعالة في حلف الشمال الاطلسي الذي يقوده أمريكا. و هي كانت و لم تزل قاعدة عسكرية مهمة للقوات الامريكية. عليه يمكن الاستنتاج بأن أيادى حلف الشمال الاطلسي هي التي تحرك تركيا.
فاذا فرضنا بأن هدف أمريكا و تركيا المشترك هو اسقاط الحكومة السورية و تجزاة هذا البلد. فبماذا يفسر التدخل العسكري المتواصل في شمال العراق. في الوقت الذي تحاول امريكا تثبيت و توسيع مواقعها العسكرية و الاقتصادية فيه؟!! اقصد بماذا يفسر سكوت امريكا تجاه هذا الاعتداء السافر على العراق؟1! هل هو بمثابة ضغط على حكومة (مصطفى الكاظمي) و جعله نقطة للمساومة في المفاوضات المرتقبة بينها و بين العراق؟! ام هو رد و تهديد للقوى السياسية الواسعة في العراق التي تطلب خروج امريكا من العراق؟!
هذا و يمكن التاكيد بأن لدى الحكومة التركية هدف آخر. و هو استعادة ـ ولاية الموصل أو ولاية الجبال ـ العثمانية السابقة و ضمها الى الدولة التركية الحالية. الحلم الذي تفكر فيه حكومة اوردوغان ليلا و نهارا!! و كما يؤكد الروس بأن لدى الحكومة الامريكية مخطط لدمج اقليم كردستان ـ العراق و المنطقة الكردية في سوريا و جعلهما ولاية امريكية في منطقة الشرق الاوسط!!
و على اية حال فهناك حقيقة لايمكن اخفائها و هي ان الشعب الكردي سواءا في العراق او تركيا او سوريا يعرف الطابع العدواني السافر للحكومة التركية ضد الكورد!! فهي تحارب الاكراد في تركيا و لاتعترف بوجودهم منذ نشوء الدولة التركية. و هي تحتل اجزاءا واسعة من سوريا و تضطهد سكانها الذين اغلبهم من الكورد. اما في العراق فاحتلاله لاقسام واسعة من اقليم كردستان و القتل و التشريد و الحرق المتواصل ضده.
و هنا يطرح هذا السؤال نفسه هل يمكن ان تتطابق او تلتقي الاطماع التركية و الامريكية في هذه المنطقة الغنية بثرواتها و اسواقها الرائجة؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في نوع و مستوى العلاقات الامريكية لاحقا, ربما قربيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح