الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم وطفل مشاكس

رغد علي

2006 / 6 / 29
الادب والفن


سألته ان يكون صديقي !!!
انفعل و ثار كالبركان , تراجع وانقلب , أعاد الي كل رسائلي , كأنه يتهمني بالكذب , بسرعة وسهولة انسحب , طفل مشاكس يكسر ألعابه ُلا يبالي , لا يبكي ولا ينتحب , يبعثر أغراضه ولا يقتقد , لو كان قربي لضربته بقوة علي يديه , لعاقبته ونهرته , لحبسته وبحلقت فيه , لعله من حدة نظرتي يتوقف , لعل غضبي يهدؤه فيرضيه , ولعل دمعي يسقي غروره فيرويه ..

رجل اقترب من الستين , لست ادري متي سيكبر ؟؟!! , لم ار وجهه يوما , لم اعرف له شكلا , أظنه محض خيال ووهم , له بدل الاسم ألف , أعرف منها حتي التي ينكرها وعني يخفيها , لاني أقرأه قراءة الأم لطفلها , هنا كان موطنه , واحتوائه , هنا من يجمع اغراضه, ويلم شتاته,هنا من يغفر له حماقاته وهفواته , هنا من يصغي لسكونه , ويسكن ضجيجه , هنا من يضع تنوينه وحركاته , كيف سيستقيم الوزن عنده من بعدي؟؟ , وكيف سيرسم كلماته وعندي كل أدواته ؟؟!!

أكشف فيه حتي الاوراق التي يواريها عني , قد يكذب علي , فأتعمد تصديق كذباته , أ بتسم حين أشك بأنه يراوغ , يلف ويدور فاتركه بحاله , فلا المس حاجياته ,لا اريد أزعاجه فطفلي المشاكس مدلل,لا يعرف قيمة الاشياء , كثرة الالعاب أفسدت حياته .

طفلي المشاكس عوقب مرة فحبس خلف الجدران , حيرني أمره لم ادر ما أفعل ,أربكني حينها حقا وقلقت علي حياته , وحين عاد ترك عيوني معلقة علي الباب , قال لي انه سيحمل الي كتاب وقال وقال , ولم يفعل , لم يفعل اي شىء ,سوى القفز أمامي وسط البحر , هو لا يغرق , يتحرك خوفي عليه واذا بي أنا أغرق !!

كم من مرة قلت له دعني أنظم اشياءك , كفاك بعثرة وغربه , أتركني أرتب كل أوراقك , فوضي منتهي الفوضي , ما هذا ؟؟!! , أنا أم تحب النظام , وتحب الأشياء بمكانها موضوعة , لكنه يعاند , كل مرة أرتب يعود يسرح ويمرح , يقفز حولي يلمس أوتاري , وينثر عبير روحه في سحاب كلماته ,واذا ضحك هو يضحك معه كل قلبي, وأبقي أتذوق ضحكاته , ساعتها أنسي كل غضبي وسخطي عليه لانه يضحك !!

من البعيد أرقبه لأسعد , حين يستمتع هو ويتمتع , مع ليلي او سلمي , فالكل له ملعب , سيسمع صوتي دوما يؤنبه ,بالورد يضربه , شاء أم أبي , هل للطفل من أمه مهرب ؟؟!! , وهل للأمومة مصرع ؟؟!!

ليكسر كل الاشياء , وليحطم كل الأواني وكل المعاني, ما دام ذا يسعده , ضحكاته زقزقة عصافير سواء سمعتها أو لم أسمع, هي هناك يوزعها بكل صولة و جولة له , بكل قصة جديدة يكتبها ثم ينسي ويعود يلعب , انه طفل لا يكل ولا يتعب , ليس لشقاوته عقل أو مذهب ,لا يمكن زجره فهو عنيد لا يسمع , أكتفي ان أتخيله سعيدا , فماذاعسي ان تبغي أم من طفلها سوى أن يهنأ ؟؟.!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب