الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب يحتضر على مشنقة الحرية

طارق الهوا

2020 / 8 / 2
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة




يبدو أن الحرية كانت تناسب مجتمعات الغرب، قبل دخول الراديكاليين المسلمين في تعدديتها، بعد تسونامي هجرتهم المتعاقب، التي تسبب فيه أحد أحمق الرؤساء في التاريخ جورج بوش الأبن، وزاد من حدة موجاته باراك حسين أوباما، بعد "الخراب العربي".
ما حدث من 11 سبتمبر 2001 حتى اليوم يؤكد بالأرقام أن ذهاب الولايات المتحدة إلى أفغانستان والعراق وزرعها "الخراب العربي" قد تسبب في تسونامي موجات هجرة الراديكالية الإسلامية التي حدثت، وبدلا من وجود الارهاب داخل كهوفه في دوله، خرج بأعداد كبيرة جدا مع الهجرات العظيمة، بعدما كان الراديكاليون يأتون أفراداً منذ عقود متوسلين بحقوق الإنسان الغربية، ويحملون رايات مظلومياتهم من دولهم، حتى يتمكنوا من الحصول على حق اللجوء السياسي.
هكذا أتاحت حماقة جورج بوش الأبن ورمادية سياسات أوباما ثم لاحقا غباء أنغيلا ميركل السماح للراديكاليين المسلمين بالمضي في خطتهم "الاستيطان" بدلا من "الهجرة المؤقتة" حتى تهدأ الاحوال في بلادهم، و"الجهاد الحضاري لا العسكري" لأنهم ما زالوا أقل عددا في المجتمعات الغربية، التي يسخرون في قلوبهم من الإيمان بجوهر وأسس الديمقراطية والعلمانية التى قامت عليها.
أي قارىء عادي يندهش اليوم مما يقرأه من أخبار في الغرب، والمقاطع التالية نماذج تثبت أن الغرب بدأ يحتضر على مشنقة الحرية المفرطة، لأنه ببساطة لم يصبح يقاتل إرهابيين أو راديكاليين أجانب، بل أصبح يقاتل مواطنين لهم نفس جنسياته، يرفعون مظلمة الأسلاموفوبيا أو الاضطهاد الديني كلما أشار أحدهم إلى خطورة ما يفعلون على ثقافة وهويات الدول، وقد نجحوا في تجنيد مؤسسات ومواطنين غربيين لهم شأنهم لخدمة أهدافهم.
رفع مجلس الشيوخ الإيطالي الحصانة البرلمانية عن ماتيو سالڤيني زعيم حزب الرابطة اليميني، ما يمهد لمحاكمته في قضية منعه دخول "مهاجرين غير شرعيين" إلى البلاد أثناء وجوده في الحكومة، ويواجه سالڤيني، الذي علق على القرار بقوله إن "حماية إيطاليا ليست جريمة"، عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما.
سالڤيني ببساطة يُحاكم لأنه منع دخول "مهاجرون غير شرعيين" إلى إيطاليا، ستعطيهم الدولة معونات مالية وطبية واجتماعية وستمنحهم جنسياتها مجانا لاحقا حتى لو كانوا إرهابيين، بينما لا تعطي إيطاليا جنسيتها لمن دخل أراضيها بشكل شرعي سوى بعد سنوات وتقديم عدد لا حصر له من الأوراق تثبت أهليته للحصول على الجنسية الإيطالية، ودفع ألوف اليورو لمحامي هجرة.
التهمة نفسها قد توجه إلى الرئيس ترامب إذا خسر الانتخابات القادمة!!
كشفت صحيفة فرنسية أن السلطات فتحت تحقيقا بشأن تمويل مؤسسة تعليمية إخوانية في محافظة سان دوني، شمال باريس، والتحقيق تحت بند شبهة "خيانة مؤتمن" تتعلق بتمويل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وهو مؤسسة غير حكومية للتعليم العالي تقوم بتدريب أئمة المساجد وتعليم اللغة العربية، وفقا مناهج تعليمية قريبة من أدبيات جماعة الإخوان. وكشف تقرير صحيفة "لوباريزيان" أن "التحويلات المالية الأخيرة تمت بين المعهد وقطر والكويت.
يترأس المعهد، وهو الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان، أحمد جاب الله، الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والعضو السابق في حركة النهضة التونسية.
هذه المؤسسة هي جزء من سلسلة معاهد مماثلة منتشرة في أوروبا منذ عقود، وقد تأسس أول معهد إخواني في العام 1992، في مدينة سان ليجر دو فوجريت، وهو المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية شاتو شينون، بهدف تدريب الأئمة على الأرض الفرنسية، وفقا لمناهج قريبة من تيار الإسلام السياسي.
سمح القضاء البريطاني لداعشية تحمل جنسيتها بالرجوع إلى البلاد ورفع دعوى استئناف بعد سحب جنسيتها لتورطها في الانتماء للتنظيم. الأمر غير المُفسر أن القضاء نفسه حكم من قبل على فتاة بريطانية أخرى هي صفاء بولار للتآمر على مجزرة قتل جماعي في لندن، وبولار هذه عضوة في أول خلية داعشية في بريطانيا، حسب تقارير شرطتها.
تقارير الجهات الأمنية الألمانية أشارت مرات كثيرة إلى أن جماعة الأخوان المسلمين بدأت النزوح بشدة إلى ألمانيا بعد عزل محمد مرسي من حكم مصر، وأن "الجمعية الإسلامية" في ألمانيا تضم نحو 13000 عضو، وأنشطتها تغطي جميع أنحاء البلاد، وكان من هذه الأنشطة أن الإخوان استغلوا الجمعية الإسلامية بكولونيا للتحريض السياسي، منذ أكثر من 3 سنوات، و"تبييض وجه الجماعة" في الغرب.
سعيد رمضان، الذي يعتبر الأمير الأول للجماعة لدى أوروبا، وأمير "الهجرة الإخوانية" إلى بلاد الجرمان، هو الذي أنشأ عام 1958 "الجمعية الإسلامية" في ألمانيا التي تفرّع عنها عشرات من المنظمات الأخرى، بفضل الله وحرية الغرب المفرطة ومجمل المنظمات التابعة لجماعة الأخوان المسلمين تبلغ حوالي 30 مؤسسة.
استشهد المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية جو بادين بالحديث النبوي " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ". وقد استخدم هذا الحديث للتقرب من القيادات الراديكالية المتشددة في اميركا حتى يحثوا المسلمين في المساجد والمجتمعات الاسلامية على التصويت له، بعدما قال في مزايدة انتخابية رخيصة أنه سيرفع الحظر على هجرة المسلمين إلى أميركا.
تجاهل كل رؤساء الغرب التعليق على ما حدث لكنيسة آية صوفيّا، وقال الرئيس الروسي أن الأمر شأن تركي داخلي، وأعلن البابا عن تألمه.
هل هناك شك أو تحامل في إفتراضية احتضار الحضارة الغربية على مشنقة الحرية المفرطة؟ ولماذا لم تظهر هذه التهديدات بتصدع حضارة الغرب بعد موجات الهجرة اليابانية والكورية والفيتنامية إلى دول الغرب بعد حروبه الضروس على أراضيها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - [email protected]
واحد مستغرب من حماقة الاوروبيين و سذاجتهم ( 2020 / 9 / 28 - 20:41 )
انا أستغرب من عدم التفات احد من القراء على هذه المقالة الرائعة ،و عدم تعليق احد على ما ورد فيها من تحليل رائع لواقع اوروبا الحالي المنذر بالنهاية الوشيكة للحضارة الاوروبية ، السؤال الذي يجب ان يطرح هو معقول ان الاوروبيين هم بهذا الغباء ؟ لماذا سمحوا ان يقيدوا بلدانهم بقوانين يكونون بموجبها ملزمين قبول كل شخص هارب من بلاده مهما كانت جنسيته حتى لو كان ارهابيا مسلما؟انا اظن ان الاوروبيين ناس سذج و لا يعرفون خطورة الاسلام او هم جبناء او هم مجبرين على سن هذه القوانين والتي فرضتها عليهم الاقلية النخبوية التي تحكم الغرب من خلف الكواليس و تريد ان تمزق نسيج المجتمع الغربي الاثني و الديني و جعله غير متجانس مكون من اعراق و اديان تعادي بعضها البعض، لا يمكن بغير هذا التفسير ان نفسر لا معقولية القوانين التي قيدت اوروبا نفسها بها ، لماذا الا اوروبا من دون دول العالم ملزمة بقبول مهاجرين و خصوصا هؤلاء المهاجرين هم مسلمين يعلنون على الملأ رفضهم لقيم اوروبا و تكفيرهم لمجتمع اوروبا ؟ هل هم يراهنون على امكانية معالجة الخلل الذهني الذي يتركه الاسلام في معتنقيه و الشيزوفرينيا التي يخلفها في عقول اتباعه ؟

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع