الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الاول

صوت الانتفاضة

2020 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الفترة الاخيرة تردد كثيرا في الادبيات السياسية مصطلح "فاشية"، فقد بدأ الكثير من الكتاب والصحفيين بوسم الحكم الإسلامي في العراق ب "الفاشي"، وكتعريف مقتضب للفاشية فأنها تعني نظام سياسي يمثل اقصى اليمين، او كما يعرفها بالميرو تولياتي هي ((دكتاتورية إرهابية سافرة لعناصر الرأسمال المالي الأكثر رجعية)) وأيضا هي ((خليط من العناصر المتناقضة لا يمكن ضبطها في ترابطها الا بتجسيدها في الممارسات والأجهزة)) وتستند الفاشية تاريخيا وعلى الصعيد الاقتصادي على البورجوازية الصغيرة، والتي تمثل الإنتاج الصغير والملكية الصغيرة، لهذا فإن البورجوازية الصغيرة تضم جميع المراتب التي تملك رأس مال صغير أو قطعة صغيرة من الأرض أو مهارة معينة، أي انها تجمع بين رأس المال والعمل، بالتالي فهي تكون متأرجحة بين طبقتين، الطبقة العاملة من جهة والبورجوازية من جهة أخرى، هذا التأرجح يسلبها حق تكوين شخصية سياسية مستقلة، فهي كما يقول احدهم انها "تفكر كما تفكر البرجوازية، لكنها تنطوي على أفكار عمالية"، او كما يصفها لينين بأنها "طبقة انتقالية" او انها "تناقض حي" "بوصفها طبقة تملك امتيازا صغيرا- بالقياس على الطبقات المُعْدَمَة- تستطيع أن تتطلع إلى استغلال الآخرين (أي أن لديها مضمرات رأسمالية)، إلا أنها تقترب من الطبقات المُعْدَمَة، بوصفها طبقة نشيطة تعيش من عملها الخاص الذي هو، إلى ذلك، عمل فردي، مفتت، معرض دائما للتأثر بضغوط القوى الطبقية المُسَيْطِرَة التي لا تملك البرجوازية الصغيرة قدرة على رد أذاها"، فهي تبقى تابعة وذيلية، طبيعتها الطبقية هذه تجعلها فريسة سهلة لقوى السلطة الصاعدة، فيقع عليها "حب الوطن" و "حب الدين" والدفاع عنهما.
دائما ما تصعد الفاشية بعد كل انهيار اقتصادي او هزيمة عسكرية، والبورجوازية الصغيرة هي الأكثر خوفا على أوضاعها المعيشية، لهذا فهي تكون المساهم الأكبر في صعود الفاشية، بسبب من الوعود بإنعاش الاقتصاد او ارجاع "هيبة الوطن"، مثلما فعل منظر الفاشية الأول "موسوليني" بعد الازمة الاقتصادية التي ضربت إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، عندما أراد العمال السيطرة على وسائل الإنتاج، استنجدت الرأسمالية به، فقال ملخصا الفاشية "ان إرادة الشعب ليست الوسيلة للحكم وإنما الوسيلة هي القوة وهي التي تفرض القانون" مستعينا بشرائح البورجوازية الصغيرة والبروليتاريا الرثة، والتي أسس منها قوى مسلحة "ميليشيات" بزي خاص "القمصان السود" لقمع الحركة العمالية، وكان شعارهم " صدّق، اطع، حارب"، -وهو قريب جدا من شعار بعض الميليشيات في العراق "طيع واسكت"- وقد اعلن موسوليني في خطابات الخداع –وصف تروتسكي خطابات هتلر بانها «العاطفة الفارغة، وغياب التفكير المنظم، والجهل، والنصوصية المبهرجة» وهو وصف ينطبق على خطابات موسوليني ايضا- اعلن ان "الدولة ستسيطر على الروح لا المادة" فهو يؤكد ان " الفاشية مفهوم ديني" متابعا "لو لم تكن الفاشية ايمانا فكيف كانت تمنح هذه الصلابة وهذه الشجاعة لمعتنقيها" ويمضي موسوليني بالقول " لا يمكن تحقيق شيء عظيم، الا في حالة انفعالية من التصوف الديني"، واذا ما عرجنا على كلمات هتلر فأنه يشابه كثيرا ما يقوله موسوليني، فهو يقول: "فعلى الذي يريد كسب الجمهور ان يعرف المفتاح الذي يفتح على قلبه. ان القوة التي حركت على هذه الأرض وفي كل الأزمنة، الثورات الأكثر عنفا تكمن في هذه العصبية المحركة وفي هذه الهستيريا الفعلية التي تحمس الجماهير بجنون، أكثر مما تكمن في الإعلان عن فكرة علمية تسيطر على الجماهير"، عليه فأن الفاشية كما يلخصها بشكل رائع تروتسكي بأنها ((نتاج عجز الوسائل التقليدية البوليسية والعسكرية للديكتاتورية البورجوازية، وواجهاتها البرلمانية، عن إبقاء المجتمع في حالة توازن)).
بعض خصائص الفاشية التي يلتقي معها الإسلاميون في العراق
الامة "الطائفة" فوق الجميع
الذكورية الفجة ومعاداة الحركات النسوية
انكار الحريات الشخصية باستخدام أدوات ضبط اجتماعي
قمع حرية الصحافة
الرقابة الصارمة والضبط الأخلاقي للثقافة والفن والأدب
انكار النقابات العمالية التي لا تكون قيادتها فاشية "إسلامية"
يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية