الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت شهرزاد

ميساء البشيتي

2020 / 8 / 2
الادب والفن


وأقرُّ أنا شهرزاد وأعترف بهزيمتي الكبرى على أسوار قلبك يا شهريار!
لم أخش هذه الهزيمة... فقط كنت أخشى مواجهة قلبي، أخشى لومه وعتابه، أخشى فوضى الحواس التي انتابتني حين أرسلت إليَّ نظرة حب من برجك العاجي فهبطت في قلبي تعويذة سحر أججت كل حواسي؛ فانتشَرَت في فضاءاتك، تسترق السمع إلى نبضات قلبك، تتلصص عليك من ثقب الباب؛ علها تكون برفقتك ذلك المساء، أو يمرُّ بك طيفها مرور الكرام.
كنت أخشى تلك الحروف الخائنة التي كانت تتسلل إلى مخدعك، تتوسد وسادتك وتلتحف بوثير الأحلام... كنت أخشى أناملي العابثة التي لا تنفك تعبث بكل الأبجديات لتشكل منها أخطبوطًا يحاصر خطواتك، أنفاسك، شهيقك، زفيرك، تنهيداتك، آهاتك.
لم أخش الهزيمة في حبك؛ فقلبك كان المستحيل من الأزل وإلى الأزل... فقط كنت أخشى تمرد قلبي، حواسي، حروفي الخائنة التي زينت لي الطريق بأكاليل الغار وباقات الورود، زرعت شياطينها حراسًاعلى شواطئ قلبك، وكانت تتلو على مسامعي كل ليلة تلك التعويذة التي ألقيت إليَّ بها من برجك العاجي ففطرت قلبي... هذا ما كنت أخشاه.
اليوم سألملم بوحي وفوضاه، سأودعه قلبي من جديد، إياك أن ترسل حروفك في إثري، أن ترسم دموعك وتعلقها أكاليلًا على صدري... حتى توسلاتك سأردها إليك، إفعل بها ما تشاء، إلعقها، جففها، بعثرها، إوئدها... أنا لم أعد أرغب باستقبال حروفك المضطربة وكلماتك المتقاطعة، لم أعد أرغب بتنقيط الحروف، وترتيب الكلمات، ووضع الفواصل والهمزات، وعلامات الإستفهام.
هزيمة... فلتكن هزيمتي الكبرى، لم أعد أخشى الهزائم، ولا فوضى الحروف والحواس، وسأصمت عن حبك يا شهريار... ليكن صمت شهرزاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس