الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على اطلال غزو الكويت

مهند الريكاني

2020 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت الكثير من النظريات على مر السنين التي تحاول تفسير الظواهر والسلوك حولنا والتي تصف ايضاً ظواهر اجتماعية معينة. واولى هذه النظريات كانت النظرية السلوكية والتي اعتمدت على مقارنة سلوك الانسان بسلوك الحيوان واعتمدت التجريب كوسيلة للوصول الى النتائج.ثم جاءت بعدها النظرية المعرفية التي قالت بأن الانسان كيان مفكر وليس كالحيوان فغالبا ما يحكم سلوكه التفكير والمعرفة. ثم ظهرت نظرية اخرى عرفت بالنظرية البنائية والتي تفترض ان المعارف التي يعرفها الانسان ليست لحظية وانما عبارة عن تراكمات سابقة. اما نظرية التوقع فتنص على ان كل فعل يؤدَّى يتوقع له نتيجة. الى ان جاءت النظرية الاكثر شيوعاً اليوم والتي تدعى بنظرية الفوضى؛ وميزة هذه النظرية انها فسرت الكثير من الظواهر التي لم يجد لها المختصون تفسيراً والتي تفترض ان ما يبدو بالظاهر فوضوي وعشوائي هو بالاساس يتبع مسارات غير خطية تتداخل بينها وتتكرر بنسق غير مماثل ولكنه منظم جداً.

ما نراه فوضى وعشوائية اليوم في مجتمعاتنا من صراع على السلطة وحروب دينية واجيال من جماعات متطرفة اشد فتكاً من سابقاتها واضطراب اجتماعي وفكري وثقافي وخلقي هو في الحقيقة ليس الا امتداد لسنوات كثيرة من استمرار التهاب امراضنا دونما علاج الى ان انفجرت وطفا قيحها وبات من الصعب علاجها، امتداد لخيوط منظمة كانت تتعاقد فيما بينها على مر السنين لتنسج الواقع الذي نرى نتيجه اليوم. وواحدة من اشد الخيوط فتكاً والتي كان الطرز الاخير في ثوب الواقع العراقي المتهالك هو دخول الكويت وغزوها في مثل هذا اليوم سنة 1990.
اغلب ما نعانيه اليوم من ويلات وحروب وصراع ومدن مدمرة بالكامل وعوائل مشردة ونهب وسلب من قبل قوات معينة حدث نفسه بالفعل في الكويت واليوم حدث لنا شيء مشابه ولكنه اشد فتكاً. كل الغباء الذي مارسه حكم البعث طيلة 30 سنة على الصعيد الاجتماعي الداخلي والصعيد السياسي الخارجي والتحولات التي فرضها على المجتمع ادى بطبيعة الحال الى دمار هذا البلد، وما زاد الطين بلة هو حضور سياسيين اغبى واكثر فساداً بعد 2004 ليقود بلد متهالك الى مصيره المحتوم.
عدم درايتنا بان الغرب يجيد استغلال اخطائنا ولديه مراكز دراسات كثيرة تقدم له نصائح وخطط يجعلنا ننسج الكثير من الغباء المتمثل بان امريكا هي من كانت وراء الهجوم على الكويت وهذا لا يظهر القيادة العراقية بموقف الغباء فحسب وانما يتعدى لتعريتنا بأننا عقولنا السياسية سطحية لدرجة عدم معرفة ابسط مسارات ونتائج الافعال التي مارسها العراق.

غزو الكويت كان بمثابة اللمسات الاخيرة في عملية نسج الثوب المهترئ الذي ارتداه العراق فيما بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة