الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعاب الطفولة في العراق

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بعد انتشار فيديو : تعذيب الطفولة وتهشيم قدسية الأم ، وللأم قدسية خاصة لدى اولادها في جميع المجتمعات البشرية قديماً وحديثاً ، الا في مؤسسات الأمن والشرطة التي تنتجها المجتمعات الطائفية والفاشستية التي يسودها العنف وتكره الحوار ،

أقول بعد مشاهدة الناس لهذا الفيديو لم تخرج مظاهرات مدوية تهز وتزلزل عروش الطغاة ، كما كان الجواهري يحب ان يعبر ( والمفارقة ان الجواهري حتى وفاته كان صديقاً للطغاة ومحبوباً منهم ) . ان عدم خروج مظاهرات عفوية احتجاجاً على ما شاهده الناس من تهشيم مقصود لكرامة الانسان : دليل قاطع على ضعف المجتمع المدني في العراق اذا لم اقل انعدامه . المجتمع المدني نشاط ومبادرات اقتصادية واجتماعية وثقافية - وليست مكاتب - يقوم بها أفراد المجتمع باستقلال كامل عن الدولة ( الا فيما يخص الموافقات القانونية ) . بإيجاز شديد : من غير برجوازية متنورة لا يمكن الحديث عن وجود مجتمع مدني : يوجد في العراق اصحاب نشاط ( سياسي ) ، لا نشاط استثماري ، اصحاب كنوز وأموال طائلة ، وأكداس من الذهب والفضة وأكياس من الدولارات : جمعوها نتيجة نشاط ( سياسي ) يقومون به ، وليس نتيجة استثمار اقتصادي واجتماعي وثقافي ، فهم في مجملهم ينتمون - على مستوى الوعي - الى مجتمعات النهب والغزو وإحراز الغنيمة ، وليس الى مجتمعات الإنتاج والتخطيط الحضري الصناعية ...

والمفارقة ان الطغاة الذين كان الجواهري مغرماً بهجائهم بجرأة يحسد عليها وببلاغة ساحرة :
انا حتفهم ألج البيوت عليهم أغري الوليد بشتمهم والحاجبا
انا ذا أمامك شاخصاً متجبراً اطأ الطغاة بشسع نعلي عازبا
كانوا هم الحكام ، في حين ان حاكم العراق الحالي ( الكاظمي ) قد يكون هو الأقرب الى قلوب الناس ، لمهارته في إطلاق الوعود ...

طغاة العراق اليوم وليس طاغيته الوحيد والأوحد هم : مالكون لمال نهبوه من الدولة ، ومالكون للقوة : هم اصحاب مصانع انتاج الميليشيات الذين بدأوا يتنافسون الآن على امتلاك الطائرات الخاصة ، وهم زعماء حزب الدعوة الثلاثة الذين أشاعوا على مدى سنوات حكمهم ثقافة الحرمنة والسرقة وعموم أشكال الفساد ، هم فئة من المعممين الذين يحاكون الصدر واللاحكيم في نهب المال والضياع ، هم المكاتب الاقتصادية التابعة للأحزاب الاسلامية ( شيعية وسنية ) هم اصحاب الرتب العسكرية الكبيرة الذين يبيعون ويشترون مناصبهم علناً بالعملة الأجنبية ، هم المتنفذون في بدعة شراء وبيع العملة الصعبة وتهريبها ، هم وهم وهم ، بحيث تصبح حكاية المنقذ : نكتة سخيفة ، ان لم يتم الإطاحة بالأسس والمفاهيم التي قام على أعمدتها النظام السياسي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ