الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى الايديولوجيا و العنف!

سليم نزال

2020 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن تلمس جذور العنف فى صورة ابليس الذى يمثل فكرة الشر و العنف كما فى الدين اليهودى و لاحقا فى المسيحيه والاسلام و ان بتعديلات طفيفة .

و نحن نعرف انه عبر التاريخ تستبطن الشعوب انماطا متعدده من ايديولوجية الكراهية تجاه بعضها البعض بسبب ذكريات صراعات قديمة يمكن تنشيطها ايديولوجيا حتى و ان لاسباب تافهة من خلال المؤسسة.حيث العلاقه وثيقة بين المؤسسة و الايديولوجيا . العائلة و المدارس المؤسسات الدينية و الاحزاب و النقابات و طبعا الدولة الخ كلها مؤسسات تقف فى خدمة الايديولوجيا بهذا القدر او ذاك.

.و على المستوى الاجتماعى فانها تصوغ النظام القيمى للمجتمع و تحدد ما هو مسموح به و ما هو غير مسموح به او مناطق الحلال و الحرام كما يقال فى المفهوم الدينى .و بهذا الصدد فان فكرة الشموليه تبدا من الثقافة المستبطنة و المتوارثة و التى تلعب دور الاسمنت المجتمعى و هذه الثقافة هى التى تشكل (الخلايا النائمة) لفكر ادانة الاخر. و هى التى تحدد المفاهيم الاساسيه خاصة مفهوم (نحن ) و مفهوم (هم) . و هذا المفهوم يتغذى عادة من القصص و المتخيلات و الاساطير و المرويات و الحكايات الدينية الخ.و طبعا ضمن هذا التصور (نحن) الافضل و (هم) الاسوا!و يتبع ذلك شيطة و الغاء انسانية الاخر و هذا بالضبط هو صلب الفكر النازى و الايديولوجيات المستندة على القتل .

و انطلاقا من ما اسميه الايديولوجيا الشعبية المتوارثه تنطلق عملية الضبط الاجتماعى التى عادة ما تؤسس شرعيتها تحت شعار المصلحة العامة للمجموع.و التمرد على هذه الاعراف يصبح امرا مدانا من الكل لانه يعتبر عملا يضعف الولاء للقبيلة او الدين او الطائفة.

اذن يمكن تقسيم الامر الى اربعة مراحل.
اولا مناخ عام يتغذى من اساطير و اشاعات و ذكريات حروب موجوده فى منطقة اللا وعى
ثانيا التنظير اى الايديولوجيا
ثالثا تبنى الايديولوجيا من قبل المؤسسة .
رابعا تطبيق الايديولوجيا.

و كلما ازداد ضغط الادلجة كلما سهل ضبط المجتمع , و بالتالى يمكن جره الى جنون عام لقتل الاخرين بحيث يصبح كل فرد فيه ليس سوى برغى صغير فى هذه الماكينة الايديولوجيه .كان الانكليز كسواهم من القوى الاستعماريه يعرفون بحكم دراساتهم لبلداننا تاثير ايديولوجيا التهييج .كان يكفى فقط ان يرمى(احدهم) راس بقرة فى منطقه هندوسيه لكى تقع مذابح بين المسلمين و الهندوس.كانت اى اشاعة كافيه للقتل .

فى الواقع ان ما فعله الانكليز ليس سوى تنشيط منطقه اللاوعى فى الذاكرة الجمعيه الهندوسية التى تستند لصراعات و عداوات قديمة تعود جذورها الى فترة الحكم الاسلامى المنغولى فى الهند . .ففى اعتقادى يوجد فى كل الثقافات التى اصطدمت ببعضها البعض ادانة ما لللاخرى او نظرة سلبية مسكوت عنها فى الاوقات العادية .و هذه الادانة الصامته تتحرك او تتنشط من خلال المؤسسة التى تحتضن الايديولوجيا.
فى مسرحية لااوجين اونيسكو التى تعكس اجواء الحرب الطائفية فى رومانيا تسال المراة القاتل.لماذا اطلقت النار على كل افراد اسرتى؟ اجابها .لانهم لم يكونوا من طائفىتى و قد صدر لى الامر ان اقتل كل من لا ينتمى الى طائفتى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون