الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال في التطور من وحي التطور الأحيائي (7)

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 8 / 3
الطب , والعلوم


سألني ذات مرة أحد طلابي: كيف يمكن لأحد أنواع الكائنات الحية أن "يتحول" إلى نوع آخر ؟
فأجبته باختصار: التحول ليس سهلاً؛ وإذا حدث؛ فأكثر العوامل تأثيراً هي: الجغرافيا والتكاثر.
التوضيح:

لا "يتحول" أحد الأنواع إلى نوع آخر أو عدة أنواع أخرى - في لحظة بهذه البساطة- لكن؛ على أي حال؛ لا بد وأن نعي بأن العملية التطورية للأنواع هي كيف يتغير مجتمع من الأنواع بمرور الوقت إلى النقطة التي يكون فيها هذا النوع من الأفراد مميزًا؛ ولا يمكنه التزاوج مع أفراد "المجموعة الأولى" بالانعزال. ومن أجل أن تتباعد مجموعة من الأفراد بما يكفي من أخرى لتصبح نوعًا جديدًا؛ يجب أن يكون هناك شيء يمنع التجمعات من الاختلاط.
غالبًا ما يقسم الحاجز المادي الأنواع إلى مجموعتين (أو أكثر) ويمنعها من التزاوج. إذا تم فصلها لفترة كافية وتم تقيدها بظروف بيئية معينة بما فيه الكفاية، فإن كل مجتمع يأخذ مساره التطوري المميز الخاص به. في بعض الأحيان لا يتم اختراق الانقسام بين أفراد المجموعة أبدًا، وتبقى العزلة الإنجابية سليمة لأسباب جغرافية بحتة.

وما يُعزز هذا التحول التدريجي والبطيء؛ تلك التغيرات التي تحدث للكائنات الحية عبر الأجيال، وفي هذه التغييرات؛ تكمن الاختلافات الجينية. ويمكن أن تنشأ الاختلافات الجينية من طفرات جينية (بطيئة جدا وتراكمية)،أو من إعادة التركيب الجيني (عملية طبيعية يتم فيها إعادة ترتيب المواد الجينية عندما تستعد الخلية للانقسام). وغالبًا ما تغير هذه الاختلافات النشاط الجيني أو وظيفة البروتين، والتي يمكن أن تقدم سمات مختلفة في الكائن الحي. إذا كانت السمة مفيدة وتساعد الفرد على البقاء والتكاثر، فمن المرجح أن ينتقل التنوع الجيني إلى الجيل التالي (وهي عملية تعرف باسم الانتقاء الطبيعي). بمرور الوقت، مع استمرار توالي أجيال من الأفراد الذين يحملون هذه السمات الجديدة أثناء التكاثر؛ تصبح السمة المفيدة شائعة بشكل متزايد في أفراد هذا النوع، وبشكل يُعزز قدرته على التكيف مع الظروف البيئية والجغرافية التي يقطنها؛ مما يجعل أفراده مختلفين عن السلالة التي انحدروا منها. ومع الوقت؛ يصبح التعداد مختلفًا جدًا بحيث يُصنف نوعًا جديدًا.

ويمكن الاطلاع على أي صورة لحيوان بحري مُنقرض أطلق عليه العلماء اسم: "Tiktaalik"، ويعتبر نوعًا انتقاليًا بين الأسماك ذوات الزعانف، والتي تحولت لتنحدر منها أوائل الحيوانات ذوات الأرجل، ظهر مع بداية العصر الديفوني، واختفى خلال الانقراض الديفوني المتأخر (منذ حوالي 370 مليون سنة). أحدى تلك الصور تجدها في الرابط الآتي:
https://phys.org/news/2018-02-fish-scientists-left-ocean.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطبيب غسان أبو ستة: تحول جذري يحدث في المجتمعات الغربية


.. ارتفاع وفيات فيضانات البرازيل لـ85 شخصا وقلق حول إمدادات الم




.. عصام صاصا مطرب المهرجانات يصل مصلحة الطب الشرعى لإجراء تحليل


.. الجيش الإسرائيلي يركد وفاة الطبيب الفلسطيني عدنان البرش داخل




.. صور بالأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له البرازيل