الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2020 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


العنوان جذاب . وما ان يتم الإعلان عنه حتى يبدأ السوريون بطرح الأسئلة الفضولية أو الأمنية نحو : من هم؟ وكيف تأسس؟ ولماذا؟ وما الغاية؟ ومتى؟ وأين؟ ثم يطرحون الأسئلة البحثية أو الاستجوابية نحو: من خلفهم؟ وهل الساحة ناقصة؟ ألن يزيد الشرخ والتشرذم ؟ ما الجديد؟ ومن خوّلهم ليتحدثوا باسمنا؟
وبالمقابل؛ يستعرض الحزب الجديد شعاراته الضخمة المؤلفة من قيم كبرى كالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، وكذلك رؤيته الشاملة الجامعة الحاضنة . ويصوغ رسالته في إنشاء مزرعة سورية فيها كل أصناف الزهور، وقابلة لغرس جميع الأشجار و الحمضيات، و صالحة لإنتاج البقوليات والخضروات. و يطرح برنامجه لتحقيق أهدافًا تمثل كلّ السوريين مهما تنوعت مشاربهم وتعددت ألوانهم، وأن الحلول التي يطرحها تعتبر (صيدلية كاملة) تشفي كل الأمراض البدنية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية.
ويعلل الحزب الجديد سبب ولادته: فشل الأحزاب السابقة في تخصيب الثورة السورية التي أجهضتها التناحرات والحسابات الشخصية ، وخنقتها التدافعات على قيادته. فثقبت سفينتها الخيانات، ومنعت عن أشرعتها الهواء، وعطلت عجلات السيارات القادمة إليها، وأخرجت سكة القطار الذي يحمل الغذاء والدواء والسلاح للشعب.
ثم تخبرنا قيادتها بأنها قامت على ديمقراطية الانتخابات. وأوضحت اقتصارها على جماعتها لصعوبة التوافق والتشكيل. و فضلت النخبة التي تراها منزهة، للخروج بنظام داخلي لا يقل روعة عن أي دستور حضاري في العالم.
هذا هو الإطار العام لأي حزب جديد يتم الإعلان عنه. ولا يختلف ذلك مهما كانت التسمية سواء كان حزبًا باسمه الصريح أو تيارًا أو حركةً أو تجمعًا أو جمعيةً أو رابطةً أو منظمةً أو فصيلًا.
كل ذلك ليست مشكلتنا الجوهرية. بل حالة منطقية وفق وضع الظرف الراهن. وهي حالة صحية أيضًا حسب مبدأ المساواة، فالثورة شأن عام يهّم كل سوري وليس حكرًا على أحد.
ما المشكلة إذًا؟
المشكلة هي الإنسان السوري ذاته. المشكلة في طريقة تفكيره وطبيعة تكوينه المعرفي وخصوصية تعامله وأسلوب قيادته وطريقة اختياره.
لماذا؟
لأننا، وليس منذ خمسين عامًا فقط، لا نعرف إلا شكلًا واحدًا للإدارة. شكل الزعيم المسيطر. أسلوب الأب القائد. حين يدخل البيت نسكت. نفرح لما يمنح. نحزن عندما يغضب. بل لأننا ومنذ الدولة الأموية، لا نعرف سوى هذا الشكل. انظر اليوم إلى أي كيان مدني سياسي اقتصادي ستجد الرئيس هو هو منذ التأسيس . وإن وجد استثناء، فهو استثناء يثبت القاعدة. أما الشكل الآخر ، شكل الإدارة الأخوية، شكل تداول السلطة، فهو غريب عنا ومنذ قرون.
والحل؟
الرجوع إلى أصل المشكلة. تغيير في طريقة التفكير ومراجعة الإرث المعرفي واختيار أسلوب مناسب لهذا التفكير والمراجعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟