الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظل آخر للمدينة14

محمود شقير

2020 / 8 / 5
الادب والفن


تثير المدينة فضولي.
أشعر بالخوف عليها وأنا أراها ترزح تحت القصف، وفي حالات أخرى كنت أشعر بالخوف منها، خصوصاً وأنا أتذكر الرعب الذي اجتاحني حينما كدت أضيع فيها. وكنت مشغوفاً بالوصول إليها دون وصاية من أبي، فأبرمت اتفاقاً مع عدد من زملاء الدراسة، يقضي بالذهاب إلى المدينة في رحلة استكشاف. كان ذلك بعد أن أنهينا الصف الثالث الابتدائي. حملنا معنا كتب القراءة والحساب التي لم نعد بحاجة إليها، واعتقدنا - بحسب معلومة من أحد الطلاب- أن بوسعنا بيعها بنصف سعرها لإحدى المكتبات التي تتاجر بالكتب المدرسية. لم تكن في حوزتنا نقود، وقد علقنا الآمال على القروش التي سوف نجنيها من بيع الكتب، لتناول بعض ما تتميز به المدينة من طعام وشراب. دخلنا المدينة من باب المغاربة، بعد أن سرنا ساعة على الأقدام.
يساورني شعور بالمتعة ممزوج بالخوف. يؤكد أحد زملائنا أننا لن نضيع في المدينة، لأنه يعرف كيف يمضي عبر باب المغاربة إلى داخل المدينة، وكيف يعود منها إليه في رحلة الإياب. أرى الأسواق وهي غاصة بالخلق، أحدق بفضول في الناس الذين يقفون في مداخل الحوانيت، يساومون أصحابها ثم يشترون سلعاً مختلفة الأنواع. وفجأة، أرى أبي يجلس في أحد الحوانيت، أشعر بالحرج، لأنني قدمت إلى المدينة دون علمه، فأبتعد في الحال.
نذهب إلى عدة مكتبات، ولا نتمكن من بيع أي كتاب. نعود إلى بيوتنا نداري خيبتنا، وقد أنهكنا التعب وهدّنا الجوع، ولم نعد إلى تكرار تلك المغامرة الخائبة.
يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد النبوي: فيلم أهل الكهف يستحق الوقت الذي استغرقه بسبب ال


.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت




.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس