الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا صلة الوصل بين الشرق والغرب

ماجدة تامر

2006 / 6 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مع تواصل سعى تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، تتزايد حدة القلق لدى عدد من المراقبين الغربيين بشأن قدرة أنقرة على التعامل مع بعض القضايا مثل المشاكل البيئية وصولاً إلى التشكيك في قدرات تركيا، حصان طروادة الجديد.
ولا شك في أنه يتعين على تركيا أن تحقق الكثير من الإصلاحات حتى يتسنى لها الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
ففي المجال البيئي وحده، يتوجب عليها قائمة من الإصلاحات المطلوبة في مجال النظافة ومعالجة المياه والتعامل مع المخلفات الصلبة وحماية الموارد المائية والحفاظ على البيئة.

ومن المهم أن يتمتع الأشخاص الذين يقيمون مسألة انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي بالواقعية، ويجب أيضاً أن يتعاملوا بعناية مع هذه القضية دون مبالغة.
وقد أكد " دانيال فريد"، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والآسيوية في الاتحاد الأوروبي مؤخراً على هذه القضية، وذكّر المتابعين أن " أنقرة " كانت قد دعيت للتقدم بطلب الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات.

ويرى معظمنا تركيا بصورة مختلفة فبالإمكان أن تعتبر كرابط طبيعي بناء بين الشرق والغرب. وسوف يدحض انضمامها لعضوية الاتحاد الأوروبي بشكل مؤثر الأشخاص الذين يجدون متعة في خلق الخلافات والمشاكل بين الغرب والإسلام.
والبعض يتذكر جيداً مشاعر الغضب التي ظهرت عندما وصل حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إلى السلطة منذ 4 سنوات تقريباً. وفي هذا الوقت، فإن لسان الحال يقول أن مجرد وجود الإسلاميين في السلطة لا يجب أن يتسبب في ظهور سلوكيات متطرفة بالضرورة.

وقد التزمت الحكومة التركية الحالية بهذا المسار بعد إبدائها لرغبة واضحة في الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي والتزامها الكامل بتعليمات حلف شمال الأطلسي " الناتو" .

وقد أغفل الأشخاص الذين أبدوا انشغالا كبيراً بالتوجهات الدينية للحكومة التركية نقطة مهمة، وهي أن الأتراك استجابوا بطريقة إيجابية معينة للمخاوف الاقتصادية بشكل أكبر من أي شيء آخر في انتخابات عام 2002.

وقد انخفض إجمالي الناتج القومي التركي بشكل ملحوظ خلال عام 2001 بنسبة 10% وصاحب ذلك ارتفاع كبير في معدل الباحثين عن عمل. وقد تحسن الأداء الاقتصادي لتركيا بشكل مثير في السنوات الأخيرة.

وذكر تقرير صدر عن الإدارة الأميركية مؤخراً أن "الاقتصاد التركي حقق انتعاشة قوية بفضل السياسات المالية والنقدية الجيدة والإصلاحات الاقتصادية البنيوية التي تحققت بدعم من صندوق النقد والبنك الدولي".

وتأكد استقلال البنك المركزي التركي عن التدخلات السياسية، وتم تثبيت نظام صرف يعتمد على تعويم سعر العملة، وانخفض إجمالي العجز في ميزانية الحكومة التركية بشكل ملحوظ. وبالإضافة إلى ذلك، تحققت بعض الإصلاحات في القطاع التجاري وقطاع الطاقة والاتصالات والمواصلات بفضل تبني سياسة خصخصة شركات القطاع العام الضخمة.

وبالطبع، ما زال يتعين على تركيا أن تبذل الكثير من الجهد في المجال الاقتصادي وبعض المجالات الأخرى. ولكن المتابع لقضية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، يتعب من النقاد الدائمين للتجربة التركية .

ويصر بعض المراقبين على أن هذه الخطوة سوف تعزز الهجرة الجماعية للعمال الأتراك إلى الأسواق الأوروبية. ويشكون في أن القيود التي تفرض على حركة العمال الأتراك قد تحل هذه المشكلة. ويستخدم البعض الآخر قضية الأمن للتأكيد على أن الإرهابيين قد يخترقون دول الاتحاد الأوروبي بسهولة في حال انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد.

متذرعين بأن قرب تركيا من بعض الدول التي تعاني من المشاكل الداخلية والخارجية قد يسبب لهم الشكوك الدائمة بالأمن والسلام ، بالإضافة على ما يترتب على دخول المهاجرين من هذه الدول إلى البلدان الأوروبية.

ولكن يبقى هناك بعض النقاط المضيئة لدحض الآراء المعارضة للانضمام فبإمكاننا أن نتذكر بأن المجموعة الإرهابية التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت تجوب العالم بسبب إقامتها في أوروبا بحجة الدراسة والعمل. ولن يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي كي يتمكنوا من تنفيذ أفعالهم البشعة.

وبالإضافة إلى ذلك، تولي تركيا اهتماما كبيراً بقضية الأمن لكونها عضواً في حلف "الناتو" منذ عام 1952 وقد تستخدم عضوية الاتحاد الأوروبي في تعميق جهود الدفاع الأوروبية ضد الإرهاب.
وفي النهاية، يتعين على تركيا ذاتها أن تبرهن عن استعدادها للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بكل جدية ، وبالمقابل يجب أن تساعدها الدول الأوروبية على النجاح في ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا