الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثليو الجنس- بين المخيال والواقع

منظمة مجتمع الميم في العراق

2020 / 8 / 7
حقوق مثليي الجنس


(مخ امرأة في جسم رجل) تلك هي الصورة المرسومة في أذهان الناس عن مثليي الجنس، صورة فجة كما يقول فرويد عنها، فالواقع العلمي والتشريحي لا يؤيد ولا يؤكد مثل رؤى كهذه، فجسم الإنسان ودماغه واحد ذكرا كان أم أنثى، لكن العادات والتقاليد والقيم وحتى اللغة التي ينشأ عليها الانسان كلها توحي بأن المرأة موضوع جنسي للرجل لا غير، فالذي يأخذ مكانها -الجنسي طبعا- تصب عليه اللعنات، (يجب ملاحظة أن الناس لديها تصور أن مثليو الجنس هم فقط من الرجال وهو الشكل المعيب لديهم).. وبما أن النظام الاجتماعي في العالم كله يعمل ليل نهار لإبقاء هذه الرؤى وهذه التصورات والأفكار الذكورية بإنتاجه لرمزيات تأبد هذا الواقع، فمخ المرأة قاصر وناقص وهي بالتالي وعاء للجنس فقط، وجسد الرجل هو القوة والحياة، فلا يمكن بهذا المنطق أن يقبل إنسان ما -رجل- أن يكون بوضع المرأة -وعاء جنس-لأن النظام الاجتماعي يؤكد وبمفاهيم ذكورية يريد تأبيدها على أن العائلة تتكون من زوج وزوجه وأطفال، وهو "الوضع الطبيعي" كما يقول لنا النظام نفسه، وما نراه من الصور التي يحملها معارضو المثلية في كل بلدان العالم، والتي تمثل اب وام وطفل، بل أن بابا كنيسة الفاتيكان الذي اعترف بنظرية الانفجار الكبير واعترف بنظرية دارون، دائما ما نجده يؤكد ويدعو بكل قوه للمحافظة على وجود العائلة وبقائها، لأنه يدرك أن الشكل القادم لنظم القرابة والعائلة لا يمت بأي صلة لنظمهم أو أديانهم أو تشريعاتهم، الشكل القادم بقوة -نلاحظ هذه القوة في أوروبا- هو الذي سيكون البديل عن شكل العائلة الموجود الآن مع ما يجر من تغيرات عنيفة داخل المجتمع.
إن خوف المجتمع -أو القائمين عليه بشكل خاص- من هذا التقارب ليس بسبب الفعل الجنسي بين أثنين من الجنس نفسه فهذه حجة تسرب إلى المجتمع القائم فهمه على هيمنة الذكر الجنسية، هيمنته كذات فاعلة، والمرأة كموضوع خاضع منفعل، من هنا يأتي استنكار المجتمع لهذه الممارسة، لكن القوى المسيطرة على المجتمع تدرك أن هذا ليس مجرد فعل جنسي، لأن الفعل الجنسي لا يناله التحريم لأنه فعل جنسي -فأعضاء المرأة الجنسية كلها مباحة للرجل في تشريعاتهم- لكن يناله التحريم والاستنكار والصد لأنه يرمز لواقع جديد ومظهر جديد للحياة يفقد فيه الرجل بالذات هيمنته الجنسية، واقع يهدد وقد يقوض النظام القديم كله.
يتحدث الأنثربولوجيين عن التغيرات الكبرى في بنية العائلة عند الشعوب البدائية، وكيف أن الانتقال من النظام الأمومي إلى النظام الأبوي، أو الانتقال من الزواج الداخلي إلى الزواج الخارجي، أو من تعددية الزوجات إلى الزواج الأحادي، قد جاء بصراع كبير، وأحدث هزات عنيفة داخل المجتمع، فأي تغيير في نمط الحياة القائم يجابه برد فعل قوي من القوى القائمة، وهو ما نراه يحدث في العراق ضد مثليو الجنس من قتل بأبشع الصور، بل إن بعض الدول العربية -اليمن- قد شرعت قانونا بإعدام مثليي الجنس، وأعطت هذه التشريعات والقوانين الصفات الواجب توفرها في من يريد تولي مناصب عليا في الدولة -في كل الدول العربية- هي أن لا يكون لديه جنحه مخلة بالشرف، في أشاره قوية إلى المحافظة على الفهم الذكوري الجنسي، أن هذه القوانين والتشريعات والممارسات العنيفة تجاه مثليو الجنس أدت إلى فصلهم عن بقية المجتمع وجعلتهم جماعه منعزلة وذات طابع خاص.
ماركس في أحد تعاريفه للشيوعية قال (أنها المطالبة بحياة الإنسان الواقعية على أنها ملكه الخاص)، لقد أصبح الإنسان ملك لنظام اجتماعي معين والمطالبة بإزالة هذا التملك للغير من قوانين وتشريعات وتقاليد وقيم وأعراف ونظم اقتصادية والانفصال عن هذا التملك والمطالبة بأن تكون حياة الإنسان لها وجودها الخاص بها هو ما يجب أن يحدث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة