الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شقيقة الرّوح

سيدة عشتار بن علي

2020 / 8 / 7
الادب والفن


شَقيقةَ الرّوحِ لَمْ يَبْقَ لِي
إلاّكِ أفْضِي لَهَا بِكُلِّ آهْ
لِمَ العِتَابُ فَقَدْ أَرْهَقْتِنِي
وَيُتْعِبُ الرّوحَ لَوْمٌ أَوْ سِوَاهْ
مَازِلْتُ أحْمِلُ حُلْمِي دَائِمًا
لِآخِرِ العُمْرِ لاَ أَنْسَى صَدَاهْ
عُصَارَةُ القَلْبِ أبْقِيهَا هُنَا
في داخِلِي وَعَلى حَرِّ الشِّفَاهْ
كَمْ رَقَّصَ الرّوحَ لَيْلٌ مَاتِعٌ
إذْ غَازَلَ الوَرْدُ هَامِسًا لُغَاهْ
كَمْ دَاعَبَتْ مُهْجَتِي فِي سُكْرِهَا
مَشَارِفَ الكَوْنِ كَيْ تَرْجُو رِضَاهْ
شَقِيقَةَ الرُّوحِ حُلْمِي غُصَّةٌ
هَلْ تُدْرِكينَ المُنَى إنْ غَاب تَاهْ
فَمَا احْتِيَالِي إذَا مَا رَفْرَفَتْ
حَوْلِي طُيُورُ ظَلاَمٍ أَوْ عَدَاهْ
يَا شَهْوَتِي كَأسَ صِدْقٍ بَيْنَنَا
كَأْسًا أَلِفْنَا وَكَمْ قَدْ أَدَرْنَاهْ
شَرَابُنَا مَحْضُ حُبٍّ قَدْ صَفَا
مِنَ المَخَاوِفِ أَوْ أَيِّ اشْتِبَاهْ
شَقِيقَةَ الرُّوحِ ذَرْوَةَ الشَّقَا
إذَا الصّديقُ ادَّعَى وِدًّا تَرَاهْ
يُبْدِي لَكَ الحُبَّ وَالصَّفَا وإذْ
بِالحِقْدِ أَغْشَاهُ حَتَّى عَمَاهْ
لاَ تَعْذِلِينِي عَلَى دَمْعٍ جَرَى
مِنْ مُقْلَةٍ لَمَعَتْ مَاحَتْ لِمَنْ
جَفَا بَكَتْ لَعَنَتْ كُلَّ مُتَاهْ
تَلْهُو بِيَ الرِّيحُ أَحْيَانًا وَكَمْ
يَعِزُّ أنَّ الّذِي قَلْبِي رَعَاهْ
لاَ كَالَّذِي قَدْ نَأَيْتُ عَنْهُ لَمْ
أَذْكُرْهُ رَغْمَ هُيَامٍ قَدْ كَوَاهْ
كَمْ مِنْ عُيُونٍ هَمتْ دُمُوعَهَا
كَمْ مِنْ فُؤَادٍ يُصَافِي مُبْتَلاَهْ
بيْنَ الخَمَائِلِ يَعْدُو شَاحِبًا
مَمْحُونَ صَبٍّ بِمَنْ أَجْرَى دِمَاهْ
مَسْطُولَةٌ رُوحُهُ السَّكْرَى هَوًى
مُدَلَّهًا بِغَرَامِ مَنْ نَسَاهْ
يَرْنُو لِحُلْوِ لَيَالٍ بَادِئًا
بِحُبِّ مَنْ قَدْ سَعَى لِمُنْتَهَاهْ
فَبَعْضُنَا كَقُطَيْطُوسٍ جَرَى
لِخَانِقِ القِطِّ مَاأَحْلَى سَمَاهْ
فَهَلْ سَمِعْتِ لِبَوْحِ لَيْلٍ مِنْ
مَكْلُومِ رُوحٍ وَقَدْ تَاهَتْ رُؤَاهْ
شَقِيقَةَ الرُّوحِ مُضْنَى القَلْبِ مَا
قَدْ حَلَّ بِالوَطَنِ المَغْدُورِ وَاهْ
مِنْ شَمْسِنَا نَعَسَتْ يَا صَبْرَنَا
يَا دَمْعَنَا حُلْمُنَا صَارَ اسْتِبَاهْ
أَحْلَى العَرَائِسِ هَدُّوا خِدْرَهَا
أَيْنَ المَلاَذُ وَأيْنَ الاتِّجَاهْ
شَقِيقَةَ الرُّوحِ قَدْ هَلَّ الرَّبِيعْ
وَالأرُض جَفّتْ بِفَقْدٍ لِلْمِيَاهْ
فَاصْدَحْ بِصَوْتِكَ يَا طَيْرًا أَبَى
أَنْ يَهْزِمَ القَحْطُ لَحْنًا قَدْ شَدَاهْ
يَهُزُّنِي طَرَبٌ حِينًا وَكَمْ
حُزْنًا سَعَى مُسْرِعًا نَحْوِي خُطَاهْ
إن الْتَفَتُّ وَلَمْ أُبْصِرْهُ أَوْ
إنْ جَفَّ بِالوَرْدِ بَعْضٌ مِنْ نَدَاهْ
يَنَامُ قَلْبِي وَيَصْحُو هَائِمًا
أَوْ عَاشِقًا رُبَّمَا وَاخَجْلَتَاهْ
يَا رَعْشَةَ النّبْضِ حِينَ صَبْوَةٍ
مَجْنُونَةٍ فَتَكَتْ مَاذَا أَتَاهْ
وَالدَّهْرُ دَائِمُ ادْبَارٍ فَلاَ
يَوْمًا تَنَاسَى غَرَامًا أَوْ نَسَاهْ
مَبْكَايَ مِنْ صَارِمٍ بِاللَّحْظِ أَوْ
رِعْدِيدِ حُبٍّ فَكَانَ مِنْ عِدَاهْ
وَأَقْصِدُ الذَّكَرَ الَّذِي يَرَى
حَوَّاءَ خَلْقًا تَمَامًا كَالشِّيَاهْ
أُنْثَاهُ لاَ رُوحَ فِيهَا لَيْسَتْ سِوَى
وِعَاءَ مَائِهِ حِينَ مُبْتَغَاهْ
كَدُمْيَةِ مُتْعَةٍ صِينِيّةٍ
بِالزِّرِّ تّوهِجُ أَوْ بِكَهْرَبَاهْ
مَازَالَ يَخْدَعُ نَفْسَهُ كِبْرًا
وَفِي الزَّوَايَا حُطَامٌ مِنْ دُمَاهْ
فَصَارِمُ اللَّحْظِ يَهْوَى النَّارَ كَمْ
يَهْوَى البَقَاءَ بِحَرْقِ مَنْ سَقَاهْ
وَصَارِمُ اللّحْظِ هَدَّامٌ فَكَمْ
بِمِعْوَلٍ هَدَّمَ الَّذِي بَنَاهْ
وصَارِمُ اللَّحْظِ يَمْقُتُ النَّدَى
قَدْ يَخْنُقُ الوَرْدَ خَوْفًا مِنْ شَذَاهْ
وَإنْ بَكَى صَارِمٌ الأَلْحَاظِ أَوْ
عَلاَ نَشِيجُهُ يَشْكُو مِنْ لَظَاهْ
فَلَيْسَ مِنْ وَلَهٍ بَلْ دَمْعَةٌ
مِنْ فَقْدِ مُتْعَةِ مَضْجَعٍ وَبَاهْ
كُلُّ الفَوَاتِنِ بِالأَسْوَاقِ قَدْ
تشْفِي تَبَارِيحَ فَقْدِ مُشْتَهَاهْ
كَمَا رَوَى مَثَلٌ فِي مُزْحَةٍ
أَوْجَاعُ مِرْفَقِ نَسَّاءٍ نَسَاهْ
أَبِيتُ أَرْثِي أَنْجُمًا قَدْ أُطْفِئَتْ
فِي الكَوْنِ لَوْلاَ ضِيَاهَا فِي سَمَاهْ
لَكَانَ كُلُّ الوُجُودِ ذَائِبٌ
هَيْهَاتَ يَحْيَى فَمَوْتُهَا فَنَاهْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا