الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة نقدية في قصيدة الأديب الشاعر رجب الشيخ رؤى مضطربة

غانم عمران المعموري

2020 / 8 / 7
الادب والفن


مقاربة نقدية في قصيدة الأديب الشاعر رجب الشيخ" رؤى مضطربة"
رؤى مضطربة

الاشياء الماثلة إلى لونها المعفر
بصبغة الظل
بعض خطوط توحي بخلط
تجاعيد الزمن الذي ينازع
العبث ..

بطعم الارق الماكث خلف قبضة
باب النجمة ،
ثمة صوت يطرق مسامع انفاس
موجعة عند وشاح الليل
يهوي من غفلة
الرزيئة ...

الصور الشخصية
عادت تنام خلف براويز الظن
تأن وراء الأنفاس،
قلبها المتيم تحت لحاف العتمة
يستغيث،

المسافات تسقط
مفازات الليل ، والالوان
أصبحت باردة
جدا في ثنايا الدمع،

المسميات تختلط بين المرآة
جسد مترهل يغيب
مثل خطوط الفقد حين تجتمع الزوائد
فوق أطراف الشمس ...

لا مناص من غيمة تنام على
رأس العصافير البيضاء،
دون خوف يعتركه
قسوة حياة تسقط قسرا
عند هروب الرماد
ابتدأ الشاعر بعنوان من كلمتين " رؤى، مضطربة"
حيث ورد في معجم المصطلحات الفقهية وفي قاموس المعجم الوسيط : اضطرب يضطرب اضطراباً وهي مضطربة اي غير المستقرة أو غير المطمئنة. وقد ربطها بالرؤى مما أعطت عنّونة مترابطة المعنى لينطلق في فضاء التجليات الشعرية..لونها المعفر
بصبغة الظل، تجاعيد الزمن، باب النجمة ، وشاح الليل ،
براويز الظن ، حين تجتمع الزوائد
فوق أطراف الشمس.. رأس العصافير البيضاء، ،
تمثلت قصيدة رجب الشيخ بالرمزية و المتوهجة في إبراز قوى إبداعية فنية تتناغم في ايقاعاتها الشعرية مع الحياة الواقعية
، وبذلك يكون شاعرنا قد نهل من ابتكاره وابتداعه الذاتي ببراعة ولجأ إلى رموز الطبيعة التي ترتبط مباشرة بالحياة الواقعية والأبعاد الإنسانية حيث جعل للزمن تجاعيد للدلالة على أثر السنين على الإنسان كلما مرّت، كالّذي تَسَلَق شجرة سنينه ورَدَمَ هوّة العُمر، وأزال رذاذهُ الأبيض ولما تقدم بخُطى رصينة..أزهر عَجزه نباتاً مُتَطفلاً.
وأنه ذو إحساس متوقد، يغرق في الطبيعة ويغوص في البحرِ ليلتقط اللؤلؤ والمرجان ويطير في الهواء ليصبحُ مصوراً تلتقط عيناه الألوان والأضواء والظلال وأشعة الشمس الساطعة والأشكال بكل تفاصيلها الدقيقة ثم يضعها في لوحة شعرية بمختلف صفاتها ودرجاتها ودلالاتها، وتشعره مظاهرُ العالم الطبيعي بالتماثل مع العالم البشري والتخاطب معه، وإن كل معطيات الحواس المرئية والحالمة والمتأملة تتشابك وتتخاطب وتتبادل وتتراسل، فالكواكب تجري، وللنجوم إشاراتها ، والبحر يهمس ويحاور ويشكي ويغني أحياناً والأنوار تهطل وتتزاوج فيما بينها لتعطي لوناً غريباً تطرب له الروح ويرقص له الجسد ولكل شيء محسوس دلالةٌ ومعنى، فالأسود للحزن والأبيض للنقاء والصفاء والأصفر للحسد والأخضر سر حياة.. إن المعطيات الحسية، باجتماعها تغدو كيمياء تتفاعل عناصرها لتعطينا مركباً جديدًا غير مألوف تصنع دلالات جديدة بالغة البلاغة على ما فيها من إيجازٍ وتكثيف، وما تمنحه من شعورٍ بالمفارقة والدهشة والمفاجأة.والخاتمة الجميلة التي أنهى بها شاعرنا..
قسوة حياة تسقط قسرا
عند هروب الرماد.

الكاتب
العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو