الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعة آلاف حرف

أديب كمال الدين

2020 / 8 / 8
الادب والفن


شعر: أديب كمال الدين
لكثرةِ الأنهارِ المُتصارعةِ في قلبي
تحوّلَ قلبي إلى صحراء.
*
مَن أنا؟
هذا عنوانُ قصيدتي التي بدأتُ كتابتها
قبلَ سبعين عاماً
ولم أنتهِ منها حتّى الآن.
*
الحياةُ سينما.
نعم،
لكنْ لا يلتقي فيها الآباءُ بأبنائهم
في آخر القصةِ كما يحدثُ في السّينما.
ولا يستطيعُ الأبطالُ تغييرَ مصائرهم
تبعاً لأهواءِ كتّابِ السّيناريو المحترفين.
*
صرتُ أكتبُ قصائدي نائماً
لرغبتي الجامحة
في إخفاءِ أسماءِ حروفي ونسائي وطيوري
وسطَ ريشِ الظّلام.
*
الحياةُ إصبع
شكّلْهُ كما تشاء
لتضحكَ
أو لتسخرَ
أو لتبكي
فليسَ هنالكَ مِن فرقٍ يُذكَر.
*
بعدَ أن قضّى العمرَ كلّهُ يمشي على الجمر
غمرتهُ مياهُ الطوفانِ حدّ العنق.
ولذا شعرَ بسعادةِ القهقهة،
القهقهة التي لا أوّلَ لها ولا آخِر.
*
الشّعوبُ التي أدمنت الحروب
واخترعتْ أبجديةَ السّلبِ والنّهب
تحوّلَ أبناؤها في آخر المطاف
إلى مُهرّجين ولاعبي سيرك
من الدّرجةِ الثّالثة.
*
كانَ عبقريّاً بما يكفي
ليشمَّ رائحةَ الخيانةِ على مسافةِ أميال.
*
قضّى حياته
وهو يتمترسُ خلفَ جدرانِ نَفْسِه
حتّى نسي شكلَ الهواءِ خارجَ الجدران.
*
انشقَّ قمرُ روحه وهو طفلٌ صغير،
فَتَلمّسَ بأصابعهِ الخشنة
وجعَ السّاعةِ وعقاربها
ثُمَّ اخترعَ أبجديةً
تليقُ ببياضِ القمر
ودموعِ الطفلِ الصغير
دونَ أن تنسى السّاعةَ وعقاربها.
*
نعم، كانَ مَحظوظاً بما يكفي
ليخطَّ لنَفْسِهِ أبجديّةً
تتألّفُ من سبعةِ آلافِ حرفٍ
ونقطةٍ واحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من


.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان




.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو


.. تفاعلكم | مخرج فيلم -آخر سهرة في طريق ر-، محمود صباغ، يرد عل




.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت