الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملفات النفايات النووية المخفية

خالد قنوت

2020 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في شهر أيار من سنة 1987 استقرت سفينة تحمل نفايات نووية في ميناء طرطوس بعد أن أبرم التاجر السوري وصاحب سفينة زنوبيا محمد طبالو صفقة مع شركة جيلي واكس الإيطالية التي تعمل في مجال تصريف النفايات النووية بعد تغيير اسم سفينته وعلمها وكل أوراقها. اكتشفت المخابرات الروسية خطورة المواد (الراسية في ميناء طرطوس) حيث كانت لا تزال بعض سفنها راسية في الميناء وقام الجنرال “يوري آندروف” بالاتصال بقيادته التي أبلغت بدورها القيادة السورية، لكن الحافلات كانت قد نقلت الحمولة التي تبلغ 2.0760 طن أي ما يعادل 10592 برميل ـ كانت قد استوردتها الشركة من الولايات المتحدة من نفايات سلاحها الجوي ومن شركة ألمانية أخرى ـ ودفنت في البادية السورية. مدير الشركة الايطالية بيناتو بين خلال رده على بعض ما أثير حول شركته إثر فضحية دفن نفايات خطيرة في منطقتنا (نحن نعقد صفقاتنا مع مسؤولين رسميين في بلادهم وعليهم تترتب مسألة دفنها بطريقة صحية في إشارة واضحة لبنان وسوريا).
في عملية أخرى أدخلت سفينة أخرى في العام 1988 تحمل 2000 طن من النفايات الكيميائية كان تم استرجاعها من نيجيريا إلى إيطالية لكنها لم تصل إلى ميناء جانو إلا بعد استراحة في ميناء في ميناء طرطوس.
لم تكن زنوبيا أو لينكس هما الوحيدتان اللتان وصلتا إلى سوريا فلقد قام رجل الأعمال اللبناني روجيه تمرز بإبرام صفقة مشابهة جمعت بين زعماء المافيا اللبنانية والسورية ودخلت أربع سفن محملة بالنفايات على إثرها إلى ميناء بيروت في 21-9-1987 قادمة من ميناء كريرا إيطاليا وإثر اكتشاف البراميل في عدة مناطق منها جبل كسروان، عقدت صفقة سريعة مع المافيا السورية دخلت على إثرها سفينتان إحداهما تدعى إيفون تحمل علم سنت فانسنت والأخرى تدعى رد هوست بتاريخ 6-10-1978 وأفرغت الحمولة في ميناء طرطوس.
قامت شركة جيلي واكس و دفنت نفايات أخرى في 2-4-1988 بشكل عشوائي في جبل لبنان والساحل اللبناني, لكن ورغم طي الدعوى التي رفعها المحامي العام لمحكمة استئناف بيروت الدكتور رفيف حمدان على شركتي إيكو ليف وواكس الإيطاليين إلا أن إعادة فتح الملف من قبل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص مع الحكومة الإيطالية كان السبب في استرجع المواد من قبلها وإعادة تأهيل المناطق التي تم الدفن فيها في لبنان لكن سفينة واحدة وصلت إلى ميناء لاسينزيا في إيطاليا فيما دخلت سفينة أخرى وتدعى جون رامو المياه الاقليمية السورية وأفرغت قسم من الحمولة في المياه الاقليمية والقسم الأخر في ميناء طرطوس.
يشار إلى أن أبناء عبد الحليم خدام (جهاد و جمال) كانوا نفوا في بيان لهم في الشهر الأول من العام 2006 تورطهم بهذه القضية وقالوا إن المدعو محمد طبالو اتفق مع ضابط في شعبة المخابرات العسكرية لدفن علب دهانات فيها مواد مشعة منتهية مدة استخدامها في البادية السورية بعد أن وصلت عبر مرفأ طرطوس.
مصدر المعلومات الوادرة أعلاه مقتبسة من منتديات ستار تايمز.
من معلومات مؤكدة و مقربة, قامت هيئة الطاقة الذرية السورية بمسح اشعاعي جوي للبادية السورية و رفع تقرير يؤكد وجود اشعاعات نووية مما يعني أن النفايات لا تزال مدفونة في صحراء تدمر و كان التقرير سري و موجه مباشرة للقصر الجمهوري فما كان من الرئيس الراحل حافظ الأسد إلا أن تحفظ على التقرير و وضعه في ملف نائبه عبد الحليم خدام و عادت الامور الى طبيعتها اليومية.
الاحتلال الاسدي للبنان 1975-2005 و ما انتجه من توافقيات طائفية و مافيوية على المستوى السياسي السلطوي وصولاً للمستويين الاقتصادي و الاجتماعي و بناء جيش من الاعلاميين و المثقفين المرتهنين, والتواقين اليوم, لعتبة مكتب اللواء (المقتول) رستم غزالة في بلدة عنجر, لم يستطع اللبنانيون حتى بعد خروج القوات الأسدي المذل من لبنان 2005 من الوصول لتلك المافيات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و محاكمتها حتى بعد قيامهم بثورة شعبية سلمية.
لقد كانت اكبر الجرائم التي قام بها حافظ الأسد أنه حمى و دعم امراء الحرب الاهلية اللبنانية و مارس الوصاية عليهم و شرع وجودهم و جرائمهم بينما قام باغتيال اي وطني لبناني ( قائمة الشهداء يطول الحدبث عنها خلال حكم الأسد الأب و الأسد الابن), و ما قدمه من دعم خرافي لقيام ثم تحالف مع حزب (حزب الله) طائفي يجاهر بانتمائه للجمهورية الايرانية الخمينية ادى بالمحصلة على استيلائه على لبنان تماماً كبديل لنظام الاحتلال الامني الأسدي.
بالأمس كانت كارثة حرب جيش الأسد على الشعب السوري و التي ماتزال مستمرة, و اليوم تتوضح حجم الجريمة التي زرعها حافظ الأسد في لبنان بحدوث كارثة مرفأ بيروت و تدمير محيطها البيروتي تماماً بوجود مافيات و طائفيين يحكمون لبنان منذ 2005 دون أي رادع لهم من ضمير في ممارسة مشرعة للنهب و الاستبداد و التحالفات المشبوهة, لكن ماذا عن المستقبل و ما يحمله من كوارث قادمة خزنها نظام المافيات في باطن الارض السورية و الارض اللبنانية.
مازالت ملفات النفايات النووية المدفونة في سورية و لبنان ملفات مخفية و لن يفتحها أحد لأنها ستطال دولاً و أجهزة و شركات الموت العالمية, لكن ألا يكفي انفجار أو تفجير كالذي حدث في مرفأ بيروت في مناطق معينة من لبنان أو في سورية أن ينبش المدفون و يظهره للعالم على شكل ملايين من الضحايا البشرية المحترقة أو المصابة بأمراض لا شفاء منها؟ من المستفيد من كل هذا الخراب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |