الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طموحات الزعامة

صالح لفتة
كاتب

(Saleh Lafta)

2020 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قالو قديما ان طالب الولاية لا يولى ورغم أن التاريخ مليئ بكوارث سببها اشخاص كان لهم طموح بالسيطرة وحكم العالم وارتكبوا الفظائع والمجازر لكن معرض حديثنا الآن ليس عن طموح الأشخاص فقط بل عن طموح دول في الزعامة وأثر ذلك على كثير من المشاريع والاتفاقيات وسبب مشاكل وحروب لأن دولة معينة تريد أن تصبح زعيمة على دولة أخرى أو عدة دول .
ففي ابان حكم البعث كان العراق من اقوى اقتصادات العالم وجيشة من افضل الجيوش ويتمتع باستقرار اقتصادي قل نظيرة لكن بسبب عنتريات النظام ان ذاك والبحث عن زعامة تاريخية للمنطقة فقد أدخل العراق بدوامة من الحروب لا تنتهي وبقيت اشرس واطول حرب في التاريخ الحديث مستعرة لثمان سنوات خرج العراق بعدها مثلا بالديون والقتلى والجوع لان العراق رغم ماذكر له من مميزات فليس بمستوى الزعامة فلديه الكثير من المشاكل الداخلية ولم يكن النظام يمتلك تأيد كبير من الشعب العراقي لكن طموحات الزعامة بقيت في مخيلة الرئيس حتى احتل دولة الكويت وضمها للعراق مذكرة باحتلال هتلر لبعض دول العالم وماهي الا اشهر حتى انكفأ العراق للداخل وبدأ يعاني الامرين من طموحات الزعامة.
تركيا ايضا بدأت تراودها احلام الزعامة للمنطقة وأن تكون شرطي أمريكا في المنطقة خصوصا بعد صعود الإسلام السياسي ممثلا بحزب العدالة والتنمية وقرب انتهاء معاهدة لوزان .
كان بالامكان ان تكون تركيا افضل بكثير من وضعها الحالي بعد أن رفعت شعار مشاكل صفر ووقعت الاتفاقيات مع دول الجوار التركي .
لكن أحلام الزعامة لم تطلق يد تركيا بتوقيع تحالفات كبيرة شبيهة بتحالف دول شنغهاي أو على قرار مجلس التعاون الخليجي أو حلف الأطلسي واكتفت باتفاقيات ثنائية مع كل دولة على حدة لأنها تدرك أن عقدها اتفاق شامل مع دول عدة يجعلها متساوية مع تلك الدول وتكون ند لها وليس لها الحق بفرض شروطها على تلك الدول الا بما تقدمة لها من مصالح وهذا يضعفها ولن يرضي غرورها وهي ترى أن لا ند لها في المنطقة وتستحق الزعامة .
فبعد أن كان شعارها صفر مشاكل تراجعت بسرعة ودخلت بحروب مباشرة وغير مباشرة مع أغلب دول المنطقة وكانت الأكثر تأثيرا في تدمير سوريا وتمزيقها وتدخلت عسكرياً في ليبيا وتقاطعت مع السعودية والإمارات وتضاربت مصالحها مع إيران.
قطر ايضاً ارادت رغم موقعها الصغير وقلت مساحتها ان يكون لها تأثير في العالم والتغيرات التي تحدث بسرعة خصوصا بعد ان ازداد تدفق الأموال على الإمارة الصغيرة وامتلكت اقوى ذراع إعلامي في المنطقة ظنت خطأ أنها دولة عظمى وتمتلك ما لا تمتلكه غيرها فانتهجت سياسات مخالفة لسياسات دول الخليج الأخرى وخصوصا السعودية والامارات فدخلت في مقاطعة مع دول أربع دول عربية من بينها مصر والسعودية الاكثر والاكبر تأثيرا في المنطقة ولا نعلم إلى متى تستمر تلك الخلافات.
أن دول المنطقة لها مستقبل واعد وستشهد نهضة في كل المجالات لو قدر لها أن تترك طموحات الزعامة وتدخل في اتفاقيات فيما بينها ستدر الاستقرار والأمن للمنطقة وتكون قوى عظمى يحسب لها الف حساب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال