الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن بعض قناعاتي الشخصية

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اقول قناعات ولم اقل أصول او اركان او جواهر ثابتة ، لان خبرتي الطويلة في القراءة والتأمل والسفر : أقنعتني بأن التغير لا الثبات هو احد قواعد الاجتماع البشري ، فما هو قناعة بالنسبة لي الآن قد يصبح بعد مرور سنوات فكرة خاطئة . وحين ننتقل من تاريخ الفرد الى تاريخ الجماعة : سنكتشف بأن المجتمعات البشرية التي غيرت من قناعاتها السابقة : بدأت بتغيير قوانين حكمها ، وقوانين علاقتها بحكامها : تطور الى حد كبير مستوى معيشة مجتمعاتها . عكس المجتمعات المثقلة بالمقدس كمجتمعاتنا المشرقية : حيث كل شيء عندها ذو اصل سماوي ، امر الإله به يوماً ، لا يجوز الاقتراب منه ومعاينته ودراسته ، فالكثير من طقوسنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية رغم حداثتها نلقي الستار على اصل نشأتها والظروف التي احاطت بولادتها ، بحيث بدأت الأجيال الجديدة تعدها قديمة قدم الإسلام و ( مقدسة ) ...

وجود القانون هو العلامة الفارقة التي ميزت المجتمعات الإنتاجية المستقرة عن سواها من التجمعات البشرية المتجولة والغارقة في بؤس شروط عيشها . وتنفيذ القانون وتطبيقه بعدالة هو العلامة الفارقة الثانية التي تميز المجتمعات المتقدمة عن المتخلفة . وتخلف مجتمعنا العراقي نابع من ان أفراده أنفسهم يعطلون فعل القانون ويفتخرون بكسره والتمرد عليه . او برشوة الشرطي والقاضي ، او بالتوسط للتجاوز على العدالة التي يتضمنها القانون في حالة تطبيقه . وفي هذا السلوك الذي يتضمن سرقة حق الآخر : تنفتح الآفاق الاجتماعية رحبة امام دكتاتورية الحاكم ، وانتشار ثقافة الفساد ...

يمتلك العراقي اليوم رصيداً مذهلاً من تجارب عدم تطبيق القانون : ويستطيع الروزخون وخطيب المنبر ان يملأ كل أوقات خطبه بأمثلة دامغة تشير الى ان الانسان : لا يعرف حدود تصرفه من غير وجود القانون ، فاكبر فيلسوف ثرثار وهو ابراهيم الجعفري الذي حكم العراق كأول رئيس وزراء إسلامي يملك قصوراً في لندن ، وان مقتدى الصدر صاحب سرايا السلام وجيش المهدي يملك طائرات خاصة لتنقلاته الآن ، وان باقي فريق قادة الاحزاب والميليشيات الاسلامية يملكون المليارات اضافة الى أساطيل النقل البحري والأرضي والجوي ، فهم جميعاً تحولوا الى حرامية بسبب غياب تطبيق القانون . الانسان بحد ذاته أناني ولئيم ويحب مصلحته : وما يمنعه من ذلك هو القانون المطبق بقوة في ألمانيا ولندن ، والغائب في بغداد واربيل والبصرة والنجف .. احترموا القانون وطبقوه ترتقي حياتكم الى مستوى مدهش من التقدم السريع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما