الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين أرض مصرية

أسعد أسعد

2006 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أن أكبر مؤامرة و مغالطة تعرّض لها الشعب الفلسطيني هي رفع ذلك الشعار الهلامي "فلسطين عربية" و هو الشعار الذي أضاع فلسطين بين العرب . و دَعى العرب إحتلالها ب "المشكلة الفلسطينية" و كأن العرب يتساءلون ماذا نفعل بالفلسطينيين مما فتح الباب أمام الانظمة العربية الفاسدة للمتاجرة بما أسموه القضية الفلسطينية
و بالنظر الي تاريخ هذه المنطقة الواقعة من جنوب لبنان شمالا الي حدود سيناء مصر جنوبا و من البحر الابيض غربا الي شرق الاردن و حدود الصحراء العربية شرقا فنري أنها قد كانت في الماضي السحيق (قبل ظهور الامبراطورية المصرية) سكنا لعدة قبائل مختلفة حتي إنتشرت فيها القبائل العبرية الخارجة من مصر و إحتلت الجزئ الاكبر منها حوالي سنة 1000 قبل الميلاد و دُعيَت بمملكة داوود ثم مملكة سليمان قبل أن تنقسم الي مملكة إسرائيل في الشمال التي زالت من الوجود حوالي سنة 700 قبل الميلاد أي بعد 300 سنة فقط من تكوينها و مملكة يهوذا في الجنوب التي زالت سلطتها السيادية كمملكة مستقلة حوالي 500 سنة قبل الميلاد أي أنها دامت لمدة 500 سنة فقط
إلا أنه قبل و في وسط كل هذه التغيرات السياسية برزت المملكة التي نحن بصددها الان و التي دُعيَت الارض باسمها و هي مملكة أو أرض الفلسطينيين و هنا يجب أن نتساءل من هم الفلسطينيون و من أين أتوا و التاريخ يقول أنهم شعوب مهاجرة من جزائر البحر المتوسط غزت شمال دلتا النيل ثم إنتشرت شرقا و شمالا و إستوطنت قطاعا أو شريحة من الارض موازية للبحر المتوسط عُرِفت بأرض فلسطين ثم عُمّم الاسم علي كل الارض فيما بعد.
و الذي يراجع أسفار العهد القديم يجد أنه منذ إبتداء دخول القبائل العبرية و إنتشارها في تلك الارض التي كانت تُدعي حينذاك أرض كنعان الي قيام مملكة داوود ثم سليمان فإن السيطرة الفعلية كانت للفلسطينيين حتي أوائل مملكة داوود و فوقها كانت السلطة المصرية في أيام سليمان الذي صاهر فرعون مصر لضمان تجنب الصدام معه و الذي يهمنا في هذا المقال هو علاقة الدولة المصرية علي مر العصور بالاراضي الفلسطينية. فالذي يمكن أن نراه من فحص التاريخ أن إرتباط السياسة المصرية بالاراضي الفلسطينية يرجع تاريخه الي عصر الاسرة الثانية عشر أي حوالي الفي عام قبل الميلاد و يستنتج البعض أن مملكة الهكسوس التي إستولت علي شمال مصر فترة من الزمن قد تكون سيطرتها إمتدت الي جزء كبير من الاراضي الفلسطينية لانه بعد عصر أحمس مباشرة إبتدات المملكة المصرية تمارس سيادتها الفعلية علي الاراضي الفلسطينية كجزء من المملكة المصرية و إن كان شكل الحكم الفعلي ييبدو أنه كان تحت سيادة القبائل المحلية بما فيها القبائل العبرية التي إحتلت فلسطين فيما بعد و لما أتي الغزو البابلي علي المملكة اليهودية و هرب اليهود الي مصر فقد إشترك المصريون معهم في مقاومة الغزو البابلي حتي إنهزم الجميع و صاروا تحت لواء الدولة الفارسية الي وقت دخول الاسكندر الاكبر الي هذه المنطقة . و بعد الاسكندر في عصر البطالمة الذي إمتد حوالي 300 سنة كانت فلسطين واقعة تحت السيادة المصرية الي الغزو الروماني ففصلت روما الولاية المصرية عن ولاية فلسطين إلا أن الكل كان ولاية رومانية أما في معظم أوقات الدولة العربية و من ضمنها الامبراطورية العثمانية فكانت فلسطين شبه تابعة للقطر المصري حتي وقت الانتداب البريطاني ثم لعبة تقسيم فلسطين بواسطة الامم المتحدة و عند قيام جامعة الدول العربية تم فصل الاقطار العربية بعضها عن بعض و حين جاء عام 1948 ذهب الجيش المصري ليدافع عن فلسطين التي تم فصلها بالكامل عن مصر بعد إنتصار 73 الذي ترك فلسطين لتتصرف فيها إسرائيل كما تشاء و خاصة بعد أن نصح رب العائلة و كبيرها الرئيس المؤمن نصح الفلسطينيين بتكوين دولتهم الخاصة بعيدا عن مصر
و منذ ذلك الحين فقد تسلم الفلسطينيون مصيرهم بعد أن القت بهم مصر الي الجيش الاسرائيلي المجهز بكل العتاد الامريكي و وقفت مصر تتفرج علي الانتفاضات الفلسطينية و تحاول أن تُصلح بين أطفال الحجارة و بين مدرعات الجيش الاسرائيلي الامريكية و إنشغل الجيش المصري تماما بتدريباته الامريكية و أسلحته الامريكية و منتجعاته الامريكية و نواديه الامريكية و كلها تحت قيادته الامريكية بقيادة الجنرال أبي زيد حاكم ولاية العراق الامريكية
و يموت الفلسطينيون نساء و رجلا و أطفالا كل يوم بالرصاص الامريكي و تنهدم البيوت الفلسطينية كل يوم بالدبابات الامريكية بينما يرتع الجيش المصري في منتجعاته الامريكية و كأن فلسطين أصبحت في جزر القمر أو في سيبيريا فترك المصريون أمرها الي المجاهد العظيم شعبان عبد الرحيم
لقد أوعزت الافكار الرجعية العربية المستمدة و حيها من الصهيونية العالمية أن فلسطين عربية فلفظتها جميع الدول العربية و قُتِلَ الفلسطينيون في الاردن و في سوريا و في لبنان و في الكويت و في العراق و تمت محاصرتهم في مصر كأجانب و نسيت مصر تماما أن فلسطين أرض مصرية
حتي الاخوان المسلمين ينظرون الي فلسطين علي أنها قضية إخوانهم في الاسلام و في العروبة و نسوا أو تناسوا أن الذي دفع الجيش المصري للقتال دفاعا عن فلسطين عام 48 كان هو ضغط الاخوان المسلمين و نسوا أن فلسطين علي مر و مختلف عصور الدولة العربية كانت أرضا مصرية
إن المشكلة التي تواجهنا الان هي الدولة العبرية القائمة علي أرض مصرية فنحن لدينا الان مشكلة يهودية و ليست مشكلة فلسطينية فلقد أطلقت الدولة الصهيونية شعارها الذي صار حُجتها لاحتلال فلسطين المصرية هو "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" و إنخدع العالم بهذا الشعار لان مصر لم تنادي وقتها أن فلسطين أرض مصرية
نعم إن سياسة الحرب في الوقت الحالي لن تعيد لنا فلسطين المصرية بالكامل لكن و ضع فلسطين المصرية تحت حماية الجيش المصري سلميا هو الحل الذي سيوقف نزيف الدم الفلسطيني و يفتح طريقا جديدا للمفاوضات العالمية لاستعادة سيطرة مصر بالكامل على كافة أراضيها الفلسطينية و ساعتها سننظر في كيفية حل المشكلة اليهودية
و لا يمكننا أن نتوقع من حكومة مبارك أو نجله أن يقوم بهذه الخطوة الشجاعة و يعلن للعالم أجمع إن فلسطين أرض مصرية لكني أتوقع أن العسكرية المصرية لها روح مصرية خالدة خلود مصر ذاتها لا يمكن أن تموت و علينا أن ننظر و نترقب متي سينتبه جيش مصر حتي تحت الادراة الامريكية و يقول لامريكا كفاية .... فلسطين مصرية و بدون سفك دم يصدر أوامره للجيش الاسرائيلي ... إلزم حدودك لحين إشعار آخر
متي ستنتشر القوات المصرية داخل الاراضي الفلسطينية للحفاظ علي الامن الفلسطيني و تتحول الفصائل الفلسطينية الي أحزاب مدنية سياسية و تُفتح الحدود المصرية الفلسطينية كما كانت قبل الانتداب البريطاني و متي ستخضع المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان و الضفة الغربية للجيش المصري لانها أراض مصرية و متي سيتواجد الجيش المصري في القدس المصرية التي حررها صلاح الدين المصري
متي سيستيقظ الحزب الوطني و يستيقظ مجلس الشعب المصري و يرفض أن يكون أداة في خدمة أبعادية آل مبارك و متي ستستيقظ المعارضة المصرية و الجيش المصري و الشعب المصري كله و يعرف الحقيقة المُرّة التي غيبها عنا دعاة الوحدة العربية الزائفة و متي سيدرك الكل أن فلسطين المحتلة هي أرض مصرية محتلة و متي ستتقدم جرارات الجيش المصري و كراكاته لتهدم جدار الاسمنت المصري العازل و إيقاف تقسيم الارض المصرية لحين إشعار آخر
و يا قارئي العزيز الي اللقاء في المقال القادم "السودان أرض مصرية" ضيعها جمال عبد الناصر و حاليا يجري تمزيقها بمعرفة الادارة الامريكية فهل يمكن إنقاذ أرض السودان المصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ