الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية في ظل الرأسمالية!

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

2020 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


المقدمة
لقد اثبت العلم، بشكل لا لبس فيه، تفاهة تبرير الظاهرة العنصرية ، باعتبارها التمييز بين الناس على أساس أن بعض الخصائص الموروثة تجعلهم أقل شأنا من مضطهديهم، من خلال الفروقات الجينية. اذ على الرغم من الاختلافات الفيزيائية الواضحة مثل لون البشرة وطول القامة والخ، لايوجد على المستوى الجيني اختلافات جوهرية بين البشر يمكن من خلالها تبرير العنصرية، بل حتى فصل البشر الى مجموعات مختلفة. اذ لايمكن، من الناحية الجينية، تقسيم البشر الى اعراق. فالاختلافات الجينية بين الافارقة انفسهم مثلا هي اكثر من الاختلافات بين الافارقة والاوربيين. كما ان اكثر من 85% من الاختلافات الجينية موجودة في كل مكان وبين كل "الاعراق". من جهة اخرى، ليس هناك اساس جيني يجعل الانسان عنصري، واستنادا الى المشاهدات التاريخية، ليست العنصرية جزءًا من الطبيعة البشرية، و أفضل دليل على ذلك هو أن العنصرية لم تكن موجودة في معظم تاريخ الجنس البشري.
لقد استخدمت الانظمة الطبقية كل اشكال الهرميات، بما فيها العنصرية، اي تقسيم البشر على اساس العرق، من اجل ادامة الاستغلال. رغم ان استعباد الاجانب و القمع والتمييز ضدهم في المجتمعات ما قبل الرأسمالية كان بشكل اساسي على اساس الدين ومعيار البربري- المتحضر، والنصر والخسارة في الحروب، الا ان القمع والتمييزعلى اساس العرق كان موجودا. اي ان العنصرية، هي ليست من اختراع الرأسمالية، كما يدعي الكثير من الماركسيين.
ولكن العوامل الثقافية والايديولوجية التي بررت نظرة امبراطوريات مجتمعات العبودية في العصور القديمة الى الاجانب على انهم اقل شأنا، وبالتالي، بررت حروب وغزوات ضد الشعوب التي اعتبرت اقل تقدما لا تفسر مفاهيم العنصرية في العصر الرأسمالي. فالعنصرية في العصر الرأسمالي هي ظاهرة حديثة.
لقد قامت الرأسمالية خاصة في بداية بزوغها بترسيخ مفاهيم "العرق" و "العنصرية" واعطائها معناها الحديث وترسيخها في الكثير من الاحيان في القوانين، وجعلها جزءاً من الأيديولوجية السائدة والدائمية للمجتمع. حولت الرأسمالية العنصرية الى ايدولوجية وظاهرة مؤسساتية لتبرير قمع واستغلال الغالبية العظمى من البشر، وخاصة ذوي البشرة غير البيضاء. ليست العنصرية مسالة عرضية بالنسبة للرأسمالية، بل برزت الرأسمالية كنظام يستند الى العنصرية. وكانت العنصرية واحدة من أليات سيادة الرأسمالي منذ البدايات الاولى للرأسمالية.
بدأت نشوء الراسمالية و عملية تراكم البدائي للرأسمال عبر السيطرة من خلال القوة على مصادر الثروة من ارض وماء ووقود، اي انتزاع الملكية وخلق قوة عاملة رخيصة في الدول الاوربية وانتزاع الملكية من السكان الاصليين في "العالم الجديد"، اي المستعمرات مثل امريكا واستراليا واستخدام عمل العبيد. ورافق بروز الرأسمالية نشوء الدولة القومية، واشتداد الاستعمار وتجارة العبيد من افريقيا. لقد ادت كل هذه الظواهر الى نمو الفكر العنصري والعنصرية والتمييز لا على اساس الدين والتقافة ومستوى التطور فحسب، بل على اساس العرق ايضا، بشكل قوي. ادت تجارة الرقيق من افريقيا بالذات و الاستعمار ومصادرة اراضي السكان الاصليين الى ظهور العنصرية كايدولوجيا لتبرير هذه الظواهر التي رافقها عنف وحشي.
وكان لتجارة العبيد والعبودية بالذات، من بين كل الظواهر الاخرى، دور اكبر في بروز العنصرية. العبودية كانت موجودة منذ اكثر من 1100 سنة ومورست داخل اوربا نفسها ضد اليهود والغجر ومجموعات سكانية اخرى، ولكن كان استخدام الرأسمالية المبكر للعبيد من السود لتزويد مزارع "العالم الجديد" بالعمال حدث هام في نشوء الرأسمالية، واصبح سبب رئيسي في بروز العنصرية وتحولها الى ايديولوجية راسخة، واسهم في جعل نظريات "العنصرية العلمية" اكثر تطورا وتكاملا. لعبت الدول القومية دورا حاسما في الجمع بين العنصرية و نمط الانتاج الراسمالي لزيادة الاستغلال.
لقد كانت وحشية تجارة الرقيق من افريقيا مروعة للكثير من الناس ومعارضة لكل مفاهيم الانسان، لذلك دفع الرأسماليون وممثليهم بالعنصرية كايدولوجية لتبرير تلك الفظائع والمعاملة المروعة للسود، بعد تقسيم البشرية الى اعراق ووضع الافارقة في ادنى السلم، في وقت حدث فيه اكبر تراكم للثروة المادية التي شهدها العالم حتى ذلك الحين. وهكذا، لقد برزت العنصرية كايديولوجيا لتبرير واحدة من اكبر الجرائم في تاريخ البشرية، اي تجارة العبيد من السود، والتي كانت ركيزة اساسية لعملية التراكم البدائي، حيث تم استعباد الملايين للعمل في مزارع امريكا وجزر البحر الكاريبي.
واتخذت العنصرية ايضا كمبرر ايديولوجي لتبرير الهيمنة الغربية والاستعمارعلى بقية العالم، وادت الى بروز مفاهيم مثل "عبئ الرجل الابيض".
و قد اشتدت العنصرية ومحاولات تفسيرها علميا واثبات ان للاوربيين الحق في حكم الافارقة والاسيويين مع وصول الاستعمار الغربي الى ذروته في أواخر القرن التاسع عشر "التدافع لأفريقيا" وأجزاء من آسيا والمحيط الهادئ الذي تزامن مع صعود القومية في اوربا. ووصلت العنصرية الذروة في القرن العشرين مع وصول أنظمة عنصرية الى الحكم مثل المانيا النازية وتشديد القوانين العنصرية ( قوانين جيم كرو) في الجنوب الأمريكي التي دعمت العنصرية البيولوجية والعنصرية المستندة على الاصول الثقافية من خلال القانون.
ولكن تراجعت العنصرية بعد سقوط النازية وتبني الاعلان العالمي لحقوق الانسان في 1948، والالغاء التدريجي للقوانين العنصرية في الجنوب الامريكي. لكن بقت العنصرية في هذه المجتمعات حية حتى دون الدعم الكامل والصريح من الدولة والقانون، ولم تعد العنصرية تتطلب أيديولوجيا تتمحور حول مفهوم عدم المساواة البيولوجية. تعيد الرأسمالية انتاج العنصرية ويستمر التمييز من قبل المؤسسات والأفراد ضد أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مختلفون عنصريًا. و لعبت سياسات صدام الحضارات والتعدد الثقافي والثقافة النسبية التي برزت بعد انهيار الكتلة الشرقية الى تقوية العنصرية وتشجيع التمييز ضد المهاجرين في العديد من البلدان الغربية على اساس "الاختلافات الثقافية" ولون البشرة.

العنصرية في وقتنا الحاضر.
كما تحدثنا، تقوم الرأسمالية في الوقت الحاضر بانتاج واعادة انتاج العنصرية، لانها مهمة من اجل التراكم الرأسمالي بحيث ترسخ ارتباط وثيق بين العنصرية والرأسمالية. فالعنصرية في وقتنا الحالي، ليست شئ من "الارث الماضي الاستعماري"، بل هي ضرورة انية لعدة اسباب:
1- تبرر العنصرية انتاج واعادة انتاج جيش احتياطي صناعي "فائض من العاملين" الحياتي لادامة نمط الانتاج الرأسمالي. إن وجود هذه المادة البشرية يسمح للرأس المال بتشغيلها واستغلالها خلال فترات النمو والتخلص، على الاقل من بعضها، في فترة الأزمة. لقد ساعد ابقاء جزء من الطبقة العاملة على هامش المجتمع الرأسمالي على اساس العرق (مثل السود في امريكا والمهاجرين في اوربا) وتحميلها كل الويلات الناتجة عن الازمات الدورية للرأسمال (فهم اول من يُسرح من العمل واخر من يُوظف)، البرجوازية على حماية جزء اخر من الطبقة العاملة التي تبدو مستفيدة من التقسيم الحالي (خاصة الرجال ذوي البشرة البيضاء) من تبعات هذه الازمات الى حد ما، وبالتالي كسب ولائها. اذ يستخدم العمال السود والمهاجرين، والى حد ما النساء في امريكا واوربا، لامتصاص الصدمات التاتجة من الازمات الاقتصادية. يعني هذا تقسيم الطبقة العاملة الى شريحة امنة واخرى غير امنة من تبعات الازمات الاقتصادية.
يعتبر جميع العمال في ظل الرأسمالية مضطهدين ، لكن بعض العمال يواجهون مزيدًا من القمع بسبب التمييز الإضافي مثل العنصرية، التحيز الجنسي ، رهاب المثلية الجنسية ، الأفكار المعادية للمهاجرين وما إلى ذلك. بالمقارنة مع الشرائح الاخرى، أن العمال البيض في المجتمع الغربي مثلا كانوا على الاقل لحد ازمة كوفيد -19 يتلقون بعض المزايا، وهذه المزايا هي مهمة لادامة العنصرية. إذا لم يحصلوا على بعض المزايا - ومعها الوهم بأن النظام يعمل لصالحهم - فعندئذ لن تكون العنصرية فعالة في تقسيم العمال الى عمال بيض وسود وعمال من السكان الاصليين والمهاجرين.
2-كما ان العنصرية مهمة لتشديد الاستغلال على شريحة معينة على اساس العرق و"الاختلافات الثقافية". في عام 2016 ، كان متوسط صافي الثروة للأسر البيضاء من اصول غير الإسبانية في امريكا 143.600 دولار، بينما كان متوسط صافي الثروة للأسر السوداء 12,920 دولارًا. وتشير الإحصائيات التي لا تعد ولا تحصى إلى أن السود لديهم أكثر الوظائف خطورة وهشاشة، ويتقاضون أجوراً أقل بكثير من العمال البيض حتى لو كانوا يقومون بالعمل ذاته. تمكن العنصرية ارباب العمل من دفع اجور اقل للعمال السود، ورميهم في الشارع عندما تنتفي الحاجة الى خدماتهم اي تكثيف الاستغلالهم.
3- تبرر العنصرية تحويل شريحة من الطبقة العاملة الى كبش فداء مناسب لتفسير البطالة ونقص السكن والرعاية الصحية وكل مشكلة أخرى تثيرها الأزمة الرأسمالية. ان معاداة المهاجرين والسود هي طريقة مفيدة لتحويل الانظار عن المشاكل الحقيقية التي تواجه البشرية في ظل الرأسمالية.
4- استخدمت العنصرية ايضا للتفرقة وشق صف الطبقة العاملة وتقسيمها الى معسكرين "متعاديين": الابيض والاسود، المواطن الاصلي والمهاجر، وتحريض قسم منها ضد القسم الآخر مما يجبرها على تقديم تنازلات والخضوع لإملاءات رأس المال، وبالتالي خفض الاجور والظروف المعيشية للطبقة العاملة ككل. ان زيادة مستويات استغلال العامل الاسود، وخاصة من النساء والعامل المهاجر، يخلق ضغط على كل الطبقة العاملة. إن قدرة أصحاب العمل على استخدام العنصرية لتبرير دفع أجور اقل للعمال السود والمهاجرين يضع ضغط نحو الاسفل على أجور جميع العمال. وبالتالي يرى العامل ذو البشرة البيضاء في العامل الاسود والعاطل عن العمل والمهاجر منافس وعدو يساهم في خفض الاجور ومستوى المعيشة، وهذا العداء هو الذي يساهم في ادامة العنصرية. .
واحيانا يستخدم ارباب العمل في العديد من البلدان الصناعية العمال من مختلف الجنسيات والأعراق ضد بعضهم البعض لكسر الإضرابات، ومهاجمة أجور وظروف جميع العمال، وهي امور تؤدي الى نمو العنصرية حيث تدفع العمال الى لوم زملائهم العمال بدلاً من ارباب العمل.
يلعب الاعلام دور كبيرا في تخليد العنصرية وبالتالي ادامة وتخليد الانشقاق في صفوف الطبقة العاملة والعداوة بين شرائحها المختلفة. اذ يساهم بشكل مكثف وفعال في خلق وعي كاذب، والذي هو انعكاس لايدولوجية الطبقة الحاكمة التي تتستر على حقيقة الواقع المادي وتفسره بشكل سطحي ومخادع واستناداً الى المظاهر والمعلومات السطحية والتي تتفادى اي نقد للنظام نفسه والاستغلال وغياب المساواة. فمثلا ان "العبيد" من السود و معظم موجات المهاجرين لم تاتي عن شكل موجات غزو، بل تم استيرادها نتيجة حاجة الرأسمالي في اوقات النمو الى الايدي العاملة وخاصة الايدي العاملة الرخصية، ولكن هذه الحقيقة تغيب عن الخطاب ويتم التركيز على سرقة المهاجرين لفرص العمل والهجرة غير الشرعية الخ.
من جهة اخرى، تستخدم ظواهر معينة حقيقية عن المهاجرين والامريكيين الافارقة مثل كونهم افقر ويسكنون مساكن واحياء اسوا، ومدارسهم ادنى مستوى، ولديهم نط حياة اقل صحي واعمارهم اقصر لخلق صورة غير صحيحة عنهم مثل كونهم من عرق ادنى، او كسالى لايحبون العمل او يحبون التخلف، بدلا من البحث في الظروف الموضوعية التي تؤدي بهم الى العيش في ظروف اسوأ .
ويتم التغاضي عن حقيقة ان الحفاظ على مدى هائل من التفاوت في الثروة، والبطالة وغياب برامج الرعاية الاجتماعية وضعف التعليم تؤدي الى نمو الامراض الاجتماعية مثل معدلات عالية من الجريمة والمخدرات والانتحار، وتتطلب قوة بوليسية ضخمة وعنيفة، ويتم التركيز على العنف المتبادل بين الشرطة و السود او المهاجرين.
النضال ضد العنصرية
أن الرأسمالية نظام مثل بقية الانظمة الطبقية يقوم على استغلال الاغلبية من قبل اقلية وعلى عدم المساواة الصارخة، لذا يحتاج الى تقسيم صفوف الأغلبية على اسس مختلفة مثل لون البشرة والجنس ومكان الولادة واللغة. العنصرية هي احدى اسس تقسيم الاغلبية اي الطبقة العاملة . توظف العنصرية كوسيلة تجعل من العمال الذين لديهم مصالح مشتركة اعداء بسبب أفكار ذاتية ، قومية وعنصرية .
العنصرية هي ليست صفة من صفات الطبيعة البشرية، وليست فكرة نشات من العدم منفصلة عن اسسها المادية، اي ان العنصرية كايديولوجية لا تسبق الظروف المادية والاجتماعية، بل هي انعكاس لها، وبدورها، تساهم في صياغة الظروف المادية للانسان والمجتمع. ان الاضطهاد العنصري للمهاجرين والسود هو تعبير للاضطهاد الاقتصادي ويعزز الاضطهاد العنصري من الاستغلال الاقتصادي وبالعكس.
ولدت العنصرية من العلاقات المادية التي شكلتها الرأسمالية والاستغلال الاقتصادي الذي يحدث في ظل هذا النظام. فالبنية المادية والاقتصادية للمجتمع هي التي تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأفكار والأيديولوجيات لتبرير وشرح والمساعدة في إدامة هذا النظام. العنصرية هي واحدة من تلك الأيديولوجيات. استخدمت العنصرية في ظل النظام الراسمالي لتبرير حقائق اقتصادية مثل حاجة المستعمرات الى العمال، وبالتالي، الى تجارة العبيد لتلبية هذ الحاجة وتبرير ازمة الرأسمالية في المانيا من خلال تحويل اليهود والزنوج الخ الى كبش الفداء.
من جهة اخرى، نوكد ان نظام اقتصادي يستند الى الاستغلال لابد ان يستخدم ايديولوجيات لتفسر هذا الاستغلال، بما فيها العنصرية. ولذلك لم نجد راسمالية غير عنصرية لحد الان، و لايمكن انهاء العنصرية بشكل نهائي مع الابقاء على ألرأسمالية. انهاء العنصرية يحتاج الى انهاء عدم المساواة الذي يستحيل تحت النظام الرأسمالي. يجب ان نتذكر بان العنصرية هي ليست ظاهرة مقتصرة على المجتمعات الغربية، بل هي ظاهرة موجوة في كل المجتمعات الرأسمالية بما فيها المجتمع العراقي.
ان النضال ضد العنصرية هو نضال ضد الظروف المادية التي تعيد انتاجها والنضال من اجل المساواة، اكثر ما هو نضال على مستوى الافكار .هذا يعني ان النضال ضد العنصرية في وقتنا الحاضر هو نضال ضد الراسمالية وهو جزء من نضال الطبقة العاملة من اجل تحسين وضعها وبناء المجتمع الاشتراكي، ولكن يجب ان لايؤجل الى ان يتم تحقيق الثورة الاشتراكية.
يجب ان يكون الحزب الشيوعي العمالي وسيلة للنضال ضد كل اشكال الاضطهاد بما فيه الاضطهاد العنصري. والظروف اليوم مواتية لمثل هذا النضال اذ لايوجد جزء كبير من الطبقة العاملة بمنأى من الازمة الاقتصادية الحالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال يتعرض لقضية جوهرية
محمد البدري ( 2020 / 8 / 9 - 17:56 )
رغم ان مقالك يتعرض لقضية جوهرية الا ان كثير من الفجوات والمطابات التي تصل الي حد القفز علي بعضها. مثالها انك انهيت الفقرة الاولي بالقول ان العنصرية لم تكن موجودة في معظم تاريخ الجنس البشري. وهذا غير صحيح وانتقلت منها مباشرة الي تنظير ماركسي بقولك في بداية الفقرة الثانية بالقول لقد استخدمت الانظمة الطبقية كل اشكال الهرميات، بما فيها العنصرية.
العنصرية يا عزيزي الفاضل موجودة وبكل اسف بل ان عدواها انطلقت الي الثقافات بعد ان كانت حصرا في الاجناس.
هناك ثقافات لا تؤهلها طبيعتها وبنيتها ان تتجاوز عنصريتها وتعترف بوجود طبقية تسمح لها لو انها لحقت بالنظام الراسمالي بان تقضي علي العنصرية بكافة اشكالها. انها ثقافات تتمترس وراء العنصرية بكافة اشكالها هروبا من استحقاقات التطور البشري نحو مجتمع عدالة ومساواه.

تحياتي


2 - رد الى السيد محمد البدري
توما حميد ( 2020 / 8 / 10 - 11:29 )
عزيزي محمد
اكون ممتنا لك ان تقول لي ماهي الفجوات والمطابات فيما كتبته وان لاتبقى في العموميات. كل المصادر التي بحثت فيها تؤكد بان العنصرية لم تكن موجودة قبل قيام المجتمعات الطبقية وهو تاريخ لايتعدى 12 الف سنة. لم
يكن للعنصرية وجود في المجتمعات البشرية البدائية وهو تاريخ يفوق باضعاف تاريخ المجتمع الطبقي. اذا لك دليل على عدم صحة هذا الطرح اعطيني دليلك. هذا لايعني ان العنف لم يكن موجودا ولكن العنف لايساوي العنصرية. لقد كان الانسان البدائي خائف من المجاميع البشرية الاخرى والخوف هو عكس العنصرية . العنصرية تتطلب اليد الطولى والتفوق والذي لم يكن
موجودا في المجتمعات البدائية. في الحقيقة الادلة تشير بان العنصرية كانت ضعيفة جدا حتى في المجتمعات العبودية مثل المجتمع الروماني والاغريقي.اذ كان هناك الكثير من السود احرارا. رغم هذا انا قلت بشكل واضح بان العنصرية ليست من انتاج الرأسمالية. .


3 - رد الى السيد محمد البدري
توما حميد ( 2020 / 8 / 10 - 11:38 )
تتمة
انا ماركسي واقوم بتنظير ماركسي وبفخر. اذا كان لديك دليل وتنظير اخر يفند التحليل الماركسي الذي
اقوم به فيرجى ان تكتبه. الفقرة الثانية من تعليقك هي غامضة للغاية، اذ ماذا تقصد بالثقافات ومن قال ان العنصرية لم تنتقل الى الثقافات. فكل
الذي اقوله هو ان البرجواية حولت العنصرية الى ايدولوجية و ثقافة والى مسالة مؤسساتية. اذا كنت تقول ان العنصرية موجودة في ثقافة المجتمعات غير المتقدمة فهذا صحيح ولكن هذا ليس عكس ماكتبته انا.
مع كل المودة


4 - تاريخنا قصير ولم نكتشفه كاملا
محمد البدري ( 2020 / 8 / 10 - 13:22 )
قبل ان توجد برجوازية وقبل ان يوجد وعي بالعمل كقيمة علي اساسها يوفر كل مجتمع بثقافته امنا وتامينا له، قبل هذا كان البشر منقسمون الي عدة اجناس وبالتالي الي عدة ثقافات مهما حاولنا التهرب من هذه الحقيقة فان تعدد اللغات وغرابة كتاباتها تؤكد ذلك.
انه سؤال الهوية الذي حاول كثيرين التخلص منه ومن تبعاته وخاصة التروتسكيين. كان اكتشاف ماركس لاسس النظام الراسمالي هو نفسه الذي تم مد خطوطه علي استقامتها باثر رجعي الي الماضي ليصبح التاريخ كله رهن بالتفسير الطبقي وفقط.
فالعنصرية بالمعني الشوفيني كانت موجوده قبل ظهور الطبقات. وظلت حاضرة بعد ظهورها بل وانتقلت لتكون بؤرة ارتكاز عليها والانطلاق منها في الاديان.
وهنا اقتبس قولك: ليس هناك اساس جيني يجعل الانسان عنصري، واستنادا الى المشاهدات التاريخية، ليست العنصرية جزءًا من الطبيعة البشرية، و أفضل دليل على ذلك هو أن العنصرية لم تكن موجودة في معظم تاريخ الجنس البشري ...
يا عزيزي ان معظم تاريخ الجنس البشري هو ما نعلمه فقط منذ بدا التدوين او علي الاقل رسوم الكهوف ورغم ذلك فالنازية كمثال تدحض قولك.


5 - رد الى السيد محمد البدري
توما حميد ( 2020 / 8 / 10 - 16:47 )
عزيزي محمد
ما تقوله ليس واضحا لي. هل تقول ان اللغات وانقسام البشر الى اجناس ظهر قبل ظهور العمل. هل تعتقد بان الانظمة الطبقية بدأت بالرأسمالية؟ هل لك ان تعطيني مثال عن مجتمع غير طبقي مارس العنصرية. هل كانت القبائل البدائية تمارس عنصرية وماذا يمكن ان يكون الغاية من العنصرية في مجتمع بدائي مشاعي اذا لم يكن هناك انسان يستغل انسان اخر في حين ان العنصرية في المطاف الاخير هي ايدولوجية للاستغلال؟ ماذا تعني بالعنصرية؟ هل تعتبر
التميز على اساس الدين واللغة عنصرية؟ماهو الجين المسؤول عن العنصرية؟ماهو اسمه؟
ماربط ترتوسكي ورفض الهوية بالعنصرية؟؟ انا فعلا لا افتهم ماتقوله. يرجى التوضيح.
مع المودة؟


6 - استكمالا لردي رقم 4
محمد البدري ( 2020 / 8 / 10 - 16:52 )
صحيح ان الهويات وبالتالي العنصريات الكامنة داخلها ستكون في خبر كان فقط عندما يتحول المجتمع الانساني الي طبقات ، وهو بالفعل كذلك، تكون فيه الطبقات العاملة والتي يستحيل الاستغناء عنها في وحدة بوعي عمالي وطبقي تصديقا لقول ماركس :يا عمال العالم اتحدوا-
كان اهتمام الرجل بالعمال ونسبهم الي العالم بينما الحقيقة ان العالم من وجهه نظره لم يكن سوي انجلترا والمانيا اي في المجتمعين الاكثر نضجا في زمانه هو. بينما ظلت مجتمعات اخري ليست في منظوره السياسي مثل نلك التي اكتب انا وانت بلغتها حوارنا تغوص في بحر من ثقافة العنصرية واديان العنصرية ولا تعرف للطبقات من سبيل وهو ذات السبب الذي جعلني انوه في تعليقي الاول عن الفقرة الاولي وختامها بالقول: هو أن العنصرية لم تكن موجودة في معظم تاريخ الجنس البشري
تحياتي واحترامي لتعليقاتك واخلاصك للفكرة

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع