الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اللغة و الهوية
محمد هالي
2020 / 8 / 10مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء قابل للتطور و التغير، و الثابت يندثر دائما، هذا يصدق أيضا على اللغة، و في تحديد سطحي بسيط هي شكل من أشكال التواصل الاجتماعي، عبر رموز، و علامات تبلغ منتوج و ثقافة مجتمع معين، و هي تخضع لميكانيزماته الداخلية، و كلما تطور المجتمع علميا، و تقنيا تطورت لغته، لأنه يبلغ أشياء جديدة، و يشكل لها رموزها الجديدة، و حين يضعف المجتمع ثقافيا، تتراجع لغته، و تصبح غير مرغوب فيها، و هذا بالفعل ما عرفته اللغة العربية، فهي بالفعل كانت لغة مرغوبا فيها، لأنها كانت لغة العقيدة التي اصبحت تتوسع لدى امم أخرى، و لغة العلم لأنها بالفعل أنتجت مثقفين، و علماء جديرين بالمتابعة ، لكن بعد الاستعمار الغربي، و انهيار الرجل المريض(الدولة العثمانية) و تطور الغرب و أصبح مركز العلم، و التقنية، تحولت اللغة العربية مجرد لغة أخلاق لغة شاعرية، غير مرغوب فيها عالميا، مما تراجع نفودها، خصوصا بعد الفوضى الخلاقة التي أصبحت عليها دولنا، و انتشار التجهيل، و التفقير، أصبحت اللغة الاجنبية هي المقبولة، مع انتشار ثقافة الانترنيت و تقريب قيم الاخر، من خلال كل الوسائل التي أصبحت متاحة الآن من هنا يتبين أن اللغة العربية سيزداد وضعها سوءا مع انعدام أي بصيص في تطور مجتمعاتنا، و بالتالي أصبح الانسان العربي تائه فيما تمنحه له التقنيات الجديدة من دعاية، و بث المعلومات و قيم حضارات و شعوب أخرى، بل أصبحنا نعيش تعدد لغوي في حجرة بيت واحدة، مما يجر المرء يفقد هويته في سهولة، لكون كل الدول العربية خاضعة، و تابعة لمنظومة راسمالية عالمية، توجهها ثقافيا، و حضاريا حسب ما تمليه تلك الدول المتقدمة، و بشروطها للخاصة، و هدا سيزيد بالطبع من تقلص مستوى اللغة العربية، و ستكون ضمن اللغات الثانوية، لأن الارضية التي أنتجت فيها لم تعد صالحة لاعادة انتاجها اما لتصحر التربة او لعقمها فالبرامج التعليمية مسيرة عالميا، و الثقافة العالمية منتوج خارجي، هل سنعود للأصول و نبقى حبيسي بنيات عتيقة لنحافظ على الهوية؟ فكل هوية لا تستقيم الا بوجود قوة في داخلها لتفرض تواجدها على باقي الهويات، و في حالة الضعف تنهار لتفتح المجال للهوية الاقوى، و الأنسب، دائما البقاء للأصلح، و في غياب رؤى دقيقة تفكر في كيفية بناء مقومات تساعد على نهوض لغة مواكبة التطور الحاصل في العالم ستندثر اللغة و تنحط، لننظر للغة الصينية أو الروسية او أية لغة مسلحة بالعلم و التقنية، استطاعت أن تفرض نفسها حضاريا نجدنا تحافظ على وجودها و تفرض نفسها بقوة ما تنتجه تلك الدول من وسائل، و صنائع، يحتاج اليها الانسان.. ليست الهوية بالعواطف،بل الهوية بالبحث، و مواكبة التطور، و التقدم الحضاري، و هذا يصدق أيضا على اللغة العربية بأبعادها المختلفة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي
.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام
.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح
.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في
.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال